الإمامُ علي.. مِنَّا وفينا أهلَ اليمن .. بقلم/ محمد يحيى فطيرة
عندما نتحدث اليومَ عن ولاية الإمام علي -عليه السلام- فَـإنَّنا نتحدث عن العَلَمِ الذي يبرُزُ خيرُه للأُمَّـة بأكملها، كيف لا وهو بابُ مدينة العلم، كما أننا نتحدث عن الشجاعة والإقدام والكرم والإيثار والعطاء وعقل الحكمة وسيف المنطق وحجّـة الزمن وبركة المكان، ولولاه لما استقام عمود هذا الدين.
ولو نظرنا إلى كُـلِّ الصفاتِ الحميدة والجليلة التي كان يتحلى بها أمير المؤمنين علي عليه السلام، لعرفنا حق المعرفة لماذا كان هو الأحق والأجدر والأولى بالولاية والاستخلاف بعد خاتم الأنبياء وسيد المرسلين.
لذا نجد الكثير من المنافقين في عصرنا اليوم يتجاهل الأمر السماوي من الله عز وجل على رسوله الأكرم ونبيه الأعظم بذلك على مرأى ومسمع من المؤمنين الذين كانوا مع الرسول الأعظم في غدير خم عائدين من الحج، وقد جاء أمر الله إلى نبيه ليعرف الناس أجمع المرتبة الكبرى والمكانة العظمى والمنزلة الأسمى، التي يتبوأها الإمام علي عليه السلام، وهي من رفعته وجعلته يستحق أن يكون خليفةً للمؤمنين، وَسيد الوصيين، وَخليفة الصادق الأمين.
وَلهذا فَـإنَّ احتفالات الشعب اليمني بمناسبة “عيد الغدير الشريف” وهو يوم الولاية، ليس بجديدٍ أَو حديثٍ بل هو متوارَثٌ عن أسلافنا من الآباء وَالأجداد كما كانوا يفعلون، قبل أن تسعى الوهَّـابية جاهدةً على مدار عقود من الزمن لطمس هذه المناسبة وحب الإمام علي عليه السلام، من قلوب اليمنيين وجميع محبيه.
لكن هيهاتَ لهذا التيار التكفيري النيلُ من حبنا للإمام علي أَو التقليل من شأنه؛ لأَنَّه منا وفينا أبا الحسن والحسين، وستظل هذه المناسبة الغالية على قلب كُـلّ مسلم خالدة وَباقية ما بقي الدهر وأمد الزمن: “وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ”.