“بيان” قائدُ الثورة يباركُ للشعب والأمة بحلول العام الهجري ١٤٤٤هـ:
المسيرة: خاص
بارَكَ قائدُ الثورة، السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، لشعبنا العزيز ومجاهديه ولأمتنا جمعاءَ، بمناسبة حلول العام الهجري الجديد.
وفي بيانٍ صادرٍ عن قائد الثورة بمناسبة حلول العام الهجري الجديد ١٤٤٤هـ، قال السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي: “ارتكز تاريخُ أمتنا الإسلامية على الهجرة النبوية التي انتقلت بالمسلمين إلى أعلى موقع بين الأمم آنذاك”.
وَأَضَـافَ “الهجرة النبوية رسمت للأُمَّـة الإسلامية المعيارَ الصحيح لتقديم النموذج الحضاري الإنساني”، مؤكّـداً أن الأُمَّــة ستعلو وتصمُدُ في مواجهة أعدائها بقدر تمسكها بكلمة الله وثباتها على نهجه الحق.
ونوّه إلى أن في مقدمةِ نتائج الهجرة تكوينَ النواة الأولى للأُمَّـة الإسلامية المتحرّرة من سيطرة كُـلّ طواغيت الاستكبار.
ولفت السيد القائد أنه يمكنُ لأمتنا الإسلامية بدروس الهجرة أن تواجهَ كُـلَّ مساعي الأعداء من الكافرين والمنافقين.
ونوّه إلى أن “المنافقين يحاولون إخضاعَ الأُمَّــة للتبعية التامة ورفعوا عنوانَ التطبيع مع “إسرائيل”؛ مِن أجلِ ذلك”، مؤكّـداً أن “انتهاكَ حُرمة المقدسات يوضّحُ لأبناء الأُمَّــة الإسلامية أهميّةَ العمل الجاد في التصدي لمساعي الأعداء”.
وأكّـد السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي أن “التصدِّيَّ لمساعي الأعداء هو التزامٌ إيمَـاني وأَسَاسي لعزة الأُمَّــة ولدينها ودنياها وحريتها وكرامتها”.
وتطرق إلى أن شعبَنا وأحرارَ الأُمَّــة في فلسطين والعراق وسوريا وإيران وحزب الله قدّموا نموذجًا راقيًا لثمرة التوكل على الله والثقة به والعاقبة الحسنة، متوجّـهًا بالتهاني والتبريك لحزب الله وأمينه العام السيد حسن نصرالله في أربعينية الثبات والانتصار.
وفي ختام البيان، أكّـد قائدُ الثورة أن “الثباتَ على الموقف الحق ومواصلةَ المشوار بثقة بالله تعالى وإخلاص وبصبر ووعي هو سبيلٌ للنصر والعزة”، مؤكّـداً أن “الانحرافَ نحو التطبيع والتخاذل عاقبته الخسران”.
وفي السياق تستعرضُ صحيفة “المسيرة” نص بيان قائد الثورة تالياً:
(بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ.
بمناسبة حُلُوْلِ العَامِ الهجري الجديد، نتوجّـهُ إلى شعبنا اليمني المسلم العزيز ومجاهديه الأعزاء المرابطين في ميادين البطولة والشرفِ والجهاد ومنتسبي قوته العسكرية والأَمنية وإلى أبناء أمتنا الإسلامية كافة بالتهاني والتبريكات، ونسألُ اللهَ أن يكتُبَ فيه لشعبنا وأمتنا التوفيقَ والفلاحَ والنصر واليسر وأن يجعله عام خير ورحمة وبركات.
لقد ارتكز تاريخُ أمتنا الإسلامية على الهجرة النبوية، وبالتالي برسولِ الله محمد “صلى الله عليه وآله” في حركته برسالة الله تعالى لإخراج المجتمع البشري من الظلمات إلى النور وتطهيره من رجس الجاهلية ومظالمها ومفاسدها، وما ترتّب على ذلك من تحوّلات ومتغيّرات انتقلت بالمسلمين إلى أعلى موقع بين الأمم آنذاك، ورسمت للأُمَّـة الإسلامية المعيارَ الصحيحَ لتقديمِ النموذج الحضاري الإنساني، ومع ما حدث في واقع المسلمين بعد ذلك من التراجع الخطير؛ نتيجةً للانحراف والتحريف الذي عصف بالأمة، وترك تأثيراتِه السلبيةَ على واقعها بكله، إلا أن مفتاحَ الخَلاص وسِرَّ النجاح يبقى حاضرًا من خلال الاقتدَاء الصادق برسول الله “صلى اللهُ عليه وآله” في التمسك بمنهجية الإسلام العظيم محتوى الرسالة الإلهية المعجزة الباقية “القرآن الكريم”، وإدراك خصائص القوة والنجاح بهما وما تحظى به الأُمَّــةُ بناءً على ذلك من معونةِ الله تعالى ونصره وتأييده.
لقد كان عنوانُ الهجرة النبوية في نتائجها الكبرى “وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا” وهو العنوانُ الذي تحتاجُه الأُمَّــةُ في مواجهة كُـلّ التحديات، فالأمةُ ستعلو وتصمُدُ في مواجهة أعدائها بقدر تمسكها بكلمة الله وثباتها على نهجه الحق، كما كان الدرس الآخر من الهجرة النبوية في مجتمع الأنصار الذي حَظِيَ بشرفٍ عظيم في احتضان الرسالة الإلهية وكانت مؤهلاته الكبرى لذلك، كما ورد في الآية المباركة “وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإيمَـان مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أنفسهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئك هُمُ الْمُفْلِحُونَ”.
وبهذه المؤهلات الإيمَـانية يمكن لشعبنا الثبات والارتقاء الإيمَـاني وهو الشعب الذي نال وسام الشرف الكبير بقول رسوله الله “صلى الله عليه وآله” عنه: “الإيمَـانُ يمانٍ والحكمةُ يمانية”، ويمكنُ لأمتنا الإسلامية بدروسِ الهجرة ونتائجها الكبرى التي كان في مقدمها تكوينُ النواة الأولى للأُمَّـة الإسلامية المتحرّرة من سيطرة كُـلّ طواغيت الاستكبار أن تواجهَ كُـلَّ مساعي الأعداء من الكافرين والمنافقين الذي يحاولون إخضاعَها للتبعية التامة لهم ورفعوا عنوان التطبيع مع إسرائيل؛ مِن أجلِ ذلك وانتهكوا به حُرُمات ومقدسات المسلمين، حَيثُ انتهكوا حُرمةَ مكةَ المكرمة وبيت الله الحرام وشعائر الحج في عرفات وانتهكوا حرمة المدينة المنورة من جديد بما يكشف أساليبهم التي يحاولون بها ترويضَ المسلمين على تقبُّلِ تلك الانتهاكات والتي معها انتهاكُ كرامة المسلمين ومقدساتهم كما فعلوا قبل ذلك بحق المسجد الأقصى وتجاه شعب فلسطين.
إن ذلك يَدُلُّ بكل وضوح على حجم الانحراف الذي يسلكونه ويبيّن حقيقةَ مشكلتهم مع أبناء الأُمَّــة كما يوضح لأبناء الأُمَّــة الإسلامية أهميّة العمل الجاد في التصدي لمساعي الأعداء تلك التي لا يبقى للأُمَّـة معها حرية ولا كرامة ولا استقلال ولا دين ولا دنيا وهي عملية مسخ وإخضاع وإذلال للأُمَّـة لمصلحة أعدائها، فالتصدي كذلك هو التزام إيمَـاني وأَسَاسي لعزة الأُمَّــة ولدينها ودنياها وحريتها وكرامتها والله المستعان وكفى بالله وليًّا وكفى بالله نصيراً.
لقد قدّم شعبُنا العزيزُ بصموده وثباته على مدى ثمانية أعوام وقدّم أحرار الأُمَّــة المجاهدون في فلسطين والعراق وسوريا وقدمت الجمهورية الإسلامية في إيران وقدم حزب الله في أربعينية الثبات والانتصار نموذجًا راقيًا لثمرة التوكل على الله تعالى والثقة به والعاقبة الحسنة لذلك.
وفي هذا المقام، نتوجّـهُ بالتهاني والتبريكات لحزب الله في لبنان وسماحة أمينه العام السيد حسن نصر الله -يحفظه الله- والذين قدّموا على مدى 40 عاماً نموذجًا متميزًا فكانوا مصداقًا لقول الله تعالى “فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ “.
فالثباتُ على الموقِفِ الحَقِّ ومواصَلَةُ المشوارِ في ذلك بثقةٍ بالله تعالى وإخلاصٍ وبصبرٍ ووعيٍ هو سبيلٌ للنصر والعزة والفلاح، أما الانحرافُ نحو التطبيعِ والتخاذُلِ فعاقبتُه الخُسران.. واللهُ المستعانُ.
وَالسَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ).