التواصي بين المؤمنين بالحق..بقلم/ محمد الضوراني
قضيةُ التواصي بين المؤمنين بالحق والتواصي بالصبر موضوع مهم في بناء الأُمَّــة الإسلامية البناءَ الصحيح وفق هدى الله وتوجيهاته ومهم في تصحيح الكثير من الأخطاء الذي وقع فيها المجتمع، هذا الموضوع المهم في صلاح الأُمَّــة واستقامتها على الحق ومهم أَيْـضاً في أن تنال الأُمَّــة التأييد والنصر الإلهي، قال تعالى: (إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ).
إنَّ الخسارةَ كبيرةٌ لمن لا يعمل بتوجيهات الله ويأخذ بها في واقع الحياة من حرصه على أن ينال التوفيق من الله في الدنيا قبل الآخرة، نجد أن كثيراً من الناس من أبناء هذه الأُمَّــة يمشون حسب أهوائهم وَيتماشون مع أي باطل أَو انحراف وضلال بل الكثير منهم من يقول: يا أخي فلان مسكين من بيته لا جامعه وما له حاجة، بمعنى أنه تم تقديم الدين ضعيفاً وهزيلاً، وبالتالي وصلت الأُمَّــة لما وصلت إليه من هوان وضعف واستكانة لأعداء الله، موضوع التواصي مهم في نصر دين الله وفي توحيد الأُمَّــة وفي إزالة الفساد والظلم منها، نتواصى بالحق في واقع حياتنا نتحَرّك في إصلاح واقعنا بالحق بعيداً عن العنصرية وَالشللية والمناطقية والمصالح الشخصية.
نتواصى بالحق بأن نقف مواقف ترضي الله وترضي رسوله -صلوات الله عليه وعلى آله والمؤمنين، هذا التواصي سوف يحقّق للأُمَّـة الإسلامية عزتها وكرامتها ويحقّق لها الوعد الإلهي من الله عز وجل، قال تعالى: “كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ، لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ”، تكلم الله ووصف صفات بني إسرائيل أنهم كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه بل كان يسودهم الضلال والانحراف والذي سبب لهم سخط الله؛ بسَببِ انحرافهم عن منهج الله وتوجيهاته، لذلك قضية مهمة عندما نجد نحن الكثير من أبناء الأُمَّــة الإسلامية أن الظلم يسود فيما بينهم والباطل يتمكّن والفساد يزداد والانحراف في كُـلّ مجالات الحياة وبالتالي سبب حالة من الفوضى والمشاكل والتناحر والقوي يأكل الضعيف وحالة من عدم الاستقرار والكل يشكي.
إنّ الباطل لا ينتشر إلّا بسكوت أهل الحقّ عليه، قال تعالى: “وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسم اللَّهِ كَثيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ”، نحن الشعب اليمني لو قبلنا أن يحكمنا الطغاة والظلمة وأن تتسلط علينا أمريكا وإسرائيل والمنافقين لكي نسلم منهم فلن نسلم منهم، لن نسلم ولنا فيما حدث في العراق وغيرها من الدول من جرائمَ ومآسٍ عبرة؛ لذلك موقف اليمنيين الشرفاء في مواجهة العدوان والتوحد في مواجهة العدوّ الأمريكي الصهيوني من واقع المسؤولية أمام الله ومن واقع ديني أمرنا الله به أن ندفع الظلم والفساد ولا نمكنهم من المؤمنين، وبالتالي إذَا تمكّنوا من المؤمنين سوف تنال الأُمَّــة الخسارة الكبيرة التي لا تعوض.
مع تحَرّكنا في مواجهة العدوان لا بُـدَّ أن نهتم بالتواصي بالحق والتواصي بالصبر الحق الذي نسير جميعاً فيه وهو المسيرة القرآنية، الحق الذي لا بُـدَّ أن يسود كُـلّ المجتمع اليمني، نصلح واقع حياتنا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من استشعارنا أهميّة ذلك وأن الله سوف يحاسبنا إن قصرنا في ذلك، الأمر بالمعروف في كُـلّ الأمور بعيداً عن المجاملات وغيرها من أمور ليست من توجيهات الله وهي تعتبر سبباً في فساد الناس وانحرافهم، ننهى عن المنكر الذي نجدُه أمامَنا في حياتنا نقفُ بقوة ضد المنكر ونصد المنكر بكل ما نستطيع لكي يصلحَ اللهُ واقعَنا وتستقيمَ الأُمَّــةُ على ما يحقّق لها عزتَها وكرامتَها ويحقّق لها النصرَ الذي وعد اللهُ به المؤمنين.