السيد نصرالله: على ضوء نتائج مفاوضات الحدود البحرية سنتصرف
المسيرة | متابعات
أكّـد الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصرالله أنه على ضوء نتائج المفاوضات (غير المباشرة مع كيان العدوّ حول ترسيم الحدود البحرية) نحدّد كيف سنتصرف في الآونة المقبلة، مُضيفاً أنه “عشية زيارة المفاوض الأمريكي (عاموس هوكشتاين) نجدد التأكيد أننا لسنا طرفًا في التفاوض ولم نكلف أحدًا للتفاوض عنا كحزب والمفاوضات مسؤولية الدولة وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية”.
واعتبر السيد نصرالله خلال إحياء المجلس العاشورائي المركزي في الضاحية الجنوبية لبيروت، أنه “على ضوء مجيء سفينة الاستخراج إلى حقل كاريش ناقشت قيادة حزب الله الخيارات أمام لبنان، وكانت نسبة 50 % أن تحلّ و50 % أن تتدحرج الأمور نحو الحرب.. أما اليوم فطبعاً النسبة تغيرت”.
وقال السيد نصرالله: “نحن كنا وما زلنا حاضرين دائماً أن نقدم أرواحنا وأعزاءنا وفلذات أكبادنا لمصلحة كُـلّ شعبنا”، مضيفًا: أنه “غداً لا نريد من أحد أن يقول لنا مشكورين أَو أحسنتم نحن اتباع الآية التي تقول: “إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ ٱللَّهِ لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً وَلَا شُكُورًا””.
ولفت السيد نصرالله إلى أنه في حرب تموز 2006م “حاولوا أن يفرضوا علينا الذل والاستسلام والاحتلال وحضر فينا وقتها أ:ثر من أي وقت مضى “ألا إن الدعي ابن الدعي قد ركن بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة””.
ورأى أن الله تعالى أنزل علينا النصر ومن شواهد ذلك تحرير عام 2000م، وتحرير الأسرى والانتصار، إذ “تعلمنا في مسيرتنا خلال 40 عاماً أن يكون رجاؤنا لله تعالى عظيمًا وأملًا كَبيراً، مُشيراً إلى أنه مرت علينا 40 عاماً من الصعاب والحروب ومحاولات السحق وعبرنا كُـلّ هذه الشدائد والمحن وكنا مع الوقت نزداد حضورًا وتأثيرا بفضل الله تعالى، وثبّتنا ولم نتراجع وأعطانا الله قوة الصّبر والطمأنينة والسكينة”.
وأخيرًا لفت السيد نصرالله إلى أن “إحياء العاشر من محرم الحرام سيكون يوم الثلاثاء، (9 أغسطُس) والإخوة والاخوات مدعوون للمشاركة في المسيرة المركزية كما في الأعوام ما قبل كورونا”.
وفي المقطع الأولى من كلمته في الليلة الثالثة من ليالي عاشوراء تحدث الأمين العام لحزب الله عن المقاومة وثقافة كربلاء فقال: “من وحي الأربعين والأربعينية سأتحدث عن المقاومة الإسلامية كإحدى شواهد كربلاء المعاصرة، عادة عندما يتشكل أي جماعة أَو تنظيم أَو تيار يمكن أن ينطلقوا من خلفات متعددة وشخصيات متعددة أما في هذه الجماعة منذ الأيّام الأولى التقى رجال مؤمنين علماء وحجاج وأساتذة ومؤمنون على سؤال مركزي هو ما هو العمل الذي يجب علينا أن نقوم به وفيه طاعة الله من هنا جاء التأسيس”.
وَأَضَـافَ السيد نصر الله: “كان السؤال ما هو تكليفنا وما هي مسؤوليتنا الشرعية أمام هذا الواقع السياسي الذي فرض على لبنان.. بعض الناس في لبنان من موقع الجهل بالأدبيات يتعاطون مع بعض المصطلحات بالسخرية لكن بالنسبة لنا إن أي إنسان طبيعي يجب أن يسأل هذا السؤال وخُصُوصاً إذَا كان مؤمناً”.
وتابع: “نحن كمؤمنين انطلقنا وأسسنا حركتنا من الخلفية الثقافية والإيمَـانية كما انطلق الأمام الحسين (ع) من تكليفه وتشخيصه لتكليفه بمواجهة التهديد الجدي الذي تمثله حكومة يزيد وانه لا يستطيع أن يسكت على يزيد وأن يواجه ولو أَدَّى ذلك إلى الشهادة”.
وأكّـد السيد نصر الله، أن “المسألة في التكليف والخروج على يزيد لا ترتبط بالصفات الشخصية بل بالتكليف وعلى ضوء التهديدات والفرص والمخاطر والمبادئ والاحكام التي يعمل بها الأمام الحسين (ع) أخذ هذا الموقف. ويجب أن يبقى الأصل دائماً في مسيرتنا هو البحث عن تكليفنا الشرعي لنؤديَ تكليفنا الشرعي مع مراعاة كُـلّ الشروط والرجوع إلى الاختصاص في كُـلّ تفصيل”.
وأشَارَ إلى أن “الروح الحاكمة لهذه الجماعة عند الذهاب لأداء التكليف هو الإخلاص لله وبالتالي عندما تكون مـقاومتنا لله وجـهادنا ومسيرتنا وتضحياتنا كلها في سبيل الله عز وجل سيكون له نتائج أخروية، فضلاً عن النتائج الدنيوية لذا كان الأمام الحسين (ع) حريصاً على أن يكون معه المخلصون”.
وأوضح السيد نصر الله: “نحن شهُدنا الكثير من هذا الإخلاص في مسيرتنا من الشهداء والمجاهدين والعاملين والإخوة والأخوات.. وكما يقول الأمير (ع): “اللهم إنك تعلم أنه لم يكن الذي كان منا منافسة في سلطان.. وإنما لنظهر الإصلاح في بلادك فيأمن المظلومون من عبادك””.
ونوّه سماحته، إلى أن “خيرة قادتنا سقطوا شهداء.. الشيخ راغب 31 سنة في ريعان الشباب السيد عباس 40 سنة.. لم نكن نتوقع أن نحيي إلى هذا اليوم وكنا نتوقع أن نلقي الشهادة في عملية أَو كمين”.
وتابع السيد نصر الله، “في بداية المقاومة كان الناس يقولون عنا مجانين.. ولكن ثقتنا بالله وتوكلنا عليه هو الذي نصرنا.. هذه ثقافتنا ثقافة التوكل على الله والأخذ بالأسباب والتسليم للمشيئة الالهية”.
وأشَارَ إلى أن، “من ثقافة المقاومة الرضا بأمر الله وقضاءه ونقبل بما اختاره الله لنا؛ لأَنَّه يختار لنا ما فيه خيرنا وصلاحنا ولا نستعجل الأمور؛ لأَنَّه في علم الله عز وجل لا مصلحة لنا فيؤجله إلى وقت آخر”، واستطرد: “من ثقافة المقاومة كذلك اللجوء إلى الله والطلب منه أن يحمينا ويسدد رمينا وأن ينصرنا فنلوذ به في الصغيرة والكبيرة وفي كُـلّ شيء وأن ندعوه وانا افعل ذلك في كُـلّ شيء وادعو واردّد دائماً اللهم لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبداً ولا تعرض عني”.
وأكّـد سماحتُهُ أن “ما جرى علينا خلال 40 عاماً من الصعاب والشدائد والتحديات والمخاطر واستهداف الوجود ومحاولات السحق كلها إلى ما شاء الله ولكن عبرنا كُـلّ هذه الصعاب والشدائد وكل هذا بفضل الله وبنعمة من الله وأقول لكم من موقع التجربة وقد كنا سويا طوال 40 سنة أننا لم نتغير ولم نتنكر”.
وقال: “في المنطق النتائج لا تكون أكبر من المقدمات ولكن مع هذه المقاومة كان الفعل الالهي والمشيئة الالهية هي التي غيرت النتائج في ثقافتنا تعودنا أن نلجأ إلى الكريم المطلق والقوي المطلق إلى الذي يقدر على كُـلّ شيء وعندما تلجأ إلى من له كُـلّ هذه الصفات هل تتوقع أن يخذلك.. أبداً”.
وأكّـد السيد نصر الله، “نحن حاضرون دائماً أن نقدم أرواحَنا وفلذات أكبادنا؛ مِن أجلِ وطننا وشعبنا كُـلّ شعبنا؛ لأَنَّنا قوم نخاف يوم القيامة ولان الله سيسألنا عن الناس وعزتهم وكرامتهم وأمنهم”.
وأضاف: “نحن نؤمن أن حب الناس والدفاع عنهم والحفاظ على كرامتهم وإنقاذهم من الوضع المعيشي الكئيب الذي يعيشون فيه هي من أقرب القربات إلى الله تعالى”.
وختم السيد حسن نصر الله: “كثيرون يخطئون في حساباتهم معنا حتى في فهم منطلقاتنا، لا سيما في موقفنا الأخير حول سفينة الاستخراج من كاريش.. نحن لا نلعب بمصداقيتنا الذي بنيناها طوال أربعين عاماً”.