وزير التربية: استمرارُ العملية التعليمية في ظل تداعيات العدوان والحصار انتصار حقيقي للجبهة التعليمية: عامٌ دراسي جديد.. سنةٌ ثامنة صمود
تدشينُ العام الدراسي في مدينة الدريهمي على أنقاض المدارس المدمّـرة
العدوان يفشل في إعاقة التعليم في المناطق المحرّرة بمأرب
المسيرة – صالح الدرواني
يستهلُّ اليمنيون العامَ الدراسيَّ الجديد، بالمآسي المتراكمة كُـلّ عام، فالعدوانُ والحصارُ الأمريكي السعوديّ لا يزالُ يعمِّقُ جراحَ المعلِّمين والطلاب وأولياء الأمور، والتعليم ينزف كبقية القطاعات الأُخرى، نتيجة انعدام رواتب المعلمين، والعجز في طباعة الكتاب المدرسي، وارتفاع الرسوم في التعليم الأهلي.
ويحرص المعلمون المكلومون على الالتزام بالدوام المدرسي؛ حرصاً منهم على استمرار العملية التعليمية، حتى لا يشعر العدوّ بأنه قد انتصر في هذه الجبهة المقدسة.
وخلال اطلاعه على مستوى سير العملية التعليمية أشاد وزير التربية والتعليم الأُستاذ يحيى بدر الدين الحوثي، بمستوى حضور الطلاب وانضباط المعلمين في اليوم الأول من العام الدراسي الجديد، معتبرًا استمرار العملية التعليمية للعام الثامن على التوالي في ظل تداعيات العدوان والحصار، انتصاراً حقيقيًّا للجبهة التربوية رغم التحديات والمخطّطات ورهان العدوّ على تعطيل التعليم في اليمن، مؤكّـداً أن مؤامرات دول العدوان في استهداف العملية التعليمية لن تثني من العزم والإرادَة في تعزيز الجهود لمواصلة تعليم الأجيال ومواجهة التحديات والعمل بكل الوسائل والإمْكَانات للنهوض بالتعليم.
وأشاد وزير التربية بمساهمة السلطة المحلية بمحافظة صنعاء في دعم العملية التعليمية بمبلغ 50 مليون ريال، مثمناً استشعار المسئولية تجاه جبهة التعليم في ظل ما يمر به الوطن من مرحلة استثنائية وظروف اقتصادية صعبة.
وتوافد الطلاب إلى المدارس في أول يوم دراسي بمعنويات تعانق السماء، عازفين نشيد الحرية والاستقلال، ومؤكّـدين أن الوطن أغلى من كُـلّ شيء، وأن جرائم العدوان الأمريكي السعوديّ بحق قطاع التعليم سيظل شاهداً على وحشيته، وجرمه، لكنه لن يثنيَ من عزيمتهم على الاستمرار في التعليم.
ويدعو مدير مكتب التربية بمحافظة صنعاء هادي عمّار، إلى تعزيز الصمود ونهج الثبات ومساندة جهود القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى ووزارة التربية في مواجهة التحديات والقيود التي يهدف من خلالها أعداء اليمن إلى تدمير التعليم وإفراغ العملية التربوية من محتواها.
وإذا كانت قيادةُ محافظة صنعاء قد ألقت بكل ثقلها لتفقُّدِ سير العملية التعليمية في مديرياتها المتعددة، فَـإنَّ أمانة العاصمة هي الأُخرى كانت سباقةً في تفقد سير العملية التعليمية خلال اليومين الماضيين، حَيثُ اطلع أمين العاصمة حمود عباد ووكيل أول الأمانة خالد المداني، على سير العملية التعليمية في عدة مدارس بالعاصمة، مؤكّـدين أن إقبال الطلاب والتزام المدرسين يجسِّدُ الحرصَ على انتظام العملية التعليمية ورسالتها الوطنية.
وخلال هذه الزيارات، دشّـن أمين العاصمة مشروع توزيع الحقيبة المدرسية، على الطلاب والطالبات بمدرستي أم سلمة والتضامن بمديرية الصافية، حَيثُ يهدفُ المشروعُ إلى توزيع ما لا يقل عن 12 ألف حقيبة مدرسية على الطلاب والطالبات المستحقين لها بمدارس الأمانة بمختلف مديرياتها.
ثباتٌ وصمودٌ أُسطوري
محافظاتُ الجمهورية هي الأُخرى شهدت إقبالاً لافتاً في العديد من المدارس مع بداية العام الدراسي الجديد، مجسدين صورة من صور الكفاح، ومؤكّـدين أن تدشينَ العملية التعليمية في ظل الظروف الراهنة التي يعيشها البلد جراء العدوان والحصار، يمثل انتصاراً للجبهة التربوية خَاصَّة والشعب اليمني عامة، وصورة من صور الصمود والثبات الأُسطوري للشعب اليمني، مشدّدين كذلك على أهميّة تضافر الجهود ورفد وإنجاح العملية التعليمية خلال العام الدراسي الجديد في ظل التحديات الراهنة؛ باعتبَارها ركيزة أَسَاسية في تطور وتنمية البلدان وتقدمها.
واعتبر مديرُ مكتب التربية والتعليم بمحافظة مأرب، علي الزايدي، أن بدءَ العام الدراسي الجديد يعد انتصاراً للجبهة التربوية، مثمناً صمود المعلمين والمعلمات وحرصهم على بناء الأجيال وتعليمهم العلوم النافعة، ومشيداً كذلك بصمود وإصرار الطلاب والطالبات وحرص الكادر التعليمي على إنجاح العملية التعليمية في جميع المديريات المحرّرة، حاثًّا على متابعة مستوى الانضباط في المدارس ومكاتب التربية بالمديريات والرفع بالمنقطعين.
وأشَارَ إلى أن تدشين العام الدراسي من مديرية الجوبة رسالة لقوى العدوان باستمرار العملية التعليمية في مديرية مراد وبقية المحافظات، خَاصَّة أن قوى العدوان سبق أن حاولت إيقافَ العملية التعليمية بمديرية مراد.
ويؤكّـد وكيل محافظة الحديدة خلال تدشينه العام الدراسي الجديد أن تدشينَ العام الدراسي في مدينة الدريهمي يعد نصراً عظيماً ومعجزة كبرى يحقّقها أبطال التربية والتعليم وطلابهم وإلى جانبهم المجتمع المحلي الذين التحموا وروضوا الصعاب، وعلى أنقاض مدارسهم التي دمّـرها العدوان يستعيدون حقهم في الحياة بصناعة أجيال المستقبل الذين سيثأرون من المعتدي وسيرفعون راية اليمن، داعياً المسؤولين إلى اصطفاف واسع لشد أزر الجهود المحلية؛ مِن أجلِ التعليم في مديرية الدريهمي التي سطرت أروع الملاحم في وجه العدوان.
وحتى الآن لا تزال مدينة الدريهمي تعاني الويلات جراء ما لحقها من عدوان وحصار استمر لعدة سنوات، غير أن الجهود الثورية والسياسية تبذل كُـلّ الجهود لانتشالها من الوضع المؤلم، وإعادتها إلى ما كانت عليه من قبل؛ ولذا يشيد الوكيل البشري بصمود التربويين ممن يفتتحون عامهم الجديد وكلهم ثقة في قدرتهم على تجاوز الصعاب وحسم معركة التربية والتعليم لصالح الوطن رغم العدوان والحصار.
حضورٌ لافت
وعلى صعيد متصل، يؤكّـد وكيل محافظة ريمة، حافظ الواحدي، على أهميّة تنفيذ الخطة العامة السنوية في قطاع التعليم بما يمكن من الارتقاء بالعملية التعليمية بالمحافظة وتحقيق الأهداف المنشودة لذلك، داعياً المعنيين بالقطاع التربوي إلى الالتزام بالإجراءات المتبعة في تنفيذ العملية التعليمية وضوابطها الإجرائية.
ويحث الواحدي الجميع على مضاعفة جهود كافة الجهات ذات الصلة والعمل بروح المسؤولية للنهوض بالتعليم في المحافظة، مشيداً بمستوى إقبال الطلاب والطالبات في أول أَيَّـام العام الدراسي.
من جانبه، يقول مدير مكتب التربية والتعليم بمحافظة ريمة، محمد التوعري: إن عدد الطلاب الملتحقين بمدارس المحافظة خلال العام الدراسي الجديد يبلغ 107 آلاف و979 طالباً وطالبة موزعين على مختلف مدارس مديريات المحافظة منهم 13 ألفاً وَ209 في المرحلة الثانوية و94 ألفاً وَ770 طالباً وطالبة في المرحلة الأَسَاسية.
من سياق متصل، حظيت محافظة ذمار باهتمام كبير في أول يوم دراسي، فقد دشّـن مكتب التربية والتعليم وقيادة المحافظة العام الدراسي الجديدة بزيارة تفقدية لمدارس الوحدة و22 مايو والنصر بمديريتي المدينة وعنس.
وخلال الزيارات أشاد مدير مكتب التربية بالمحافظة محمد الهادي، بجهود كوادر القطاع التربوي في انضباط العملية التعليمية رغم التحديات جراء العدوان والحصار، داعياً إلى التعاون مع الإدارات التربوية في استمرار التعليم لإفشال مخطّطات العدوان الهادفة إلى تعطيل العملية التعليمية، موضحًا أن أكثر من 500 ألف طالب وطالبة بدأوا اليوم الفصل الدراسي الأول في كافة المدراس الأَسَاسية والثانوية في مديريات المحافظة، مثمناً اهتمام قيادة وزارة التربية والسلطة المحلية بالمحافظة في متابعة تدشين العام الدراسي.
ويشيرُ مدير مديرية عنس، أحمد المصقري، إلى أهميّة تضافر الجهود لاستمرار العملية التعليمية وإنجاح العام الدراسي وبما يجسد الصمود اليمني في مواجهة العدوان، كما يحُثُّ رئيسُ شُعبة التعليم بمكتب التربية، عبداللطيف الخلقي، الطلابَ والطالباتِ على مضاعفة الجهود من بداية الفصل الدراسي لتحقيق نتائج متقدمة.