مدلولُ الهجرة النبوية وأهدافُها العظيمة تجسدها عمليًّا دولة أحفاد الأنصار..بقلم/ حسن محمد طه *
من هذا المنبر نهنئ ونبارك للسيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي، صاحب الامتيَاز الحصري لهذا التوجّـه العام للدولة باعتماد تاريخ السنة الهجرية بشكل رئيسي في كافة الإجراءات الرسمية للدولة.
وعلى ضوء تلك التوجيهات أصدر فخامة الأخ المشير الركن مهدي محمد المشاط -رئيس المجلس السياسي الأعلى- قراراً قضى بالتحويل الكامل لاعتماد التاريخ الهجري في كافة الإجراءات الرسمية وتزمين الخطط والبرامج وبدء العام الدراسي بمختلف مستويات التعليم وذلك ابتداءً من بداية العام 1444هـ.
ومن المؤكّـد أن هذا التوجّـه له دلالات ومعان وأهداف كبيرة وعظيمة أَيْـضاً مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمنهجية الإيمَـانية لقيادة الدولة التي تتحَرّك وفق الموجهات الحكيمة لقائد الثورة وعلم الأُمَّــة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، الذي تحمل على عاتقه مسئولية إصلاح واقع الأُمَّــة على مسارين أَسَاسيين.
الأول: حرصه وتحَرّكه العملي لإعادة الأُمَّــة الإسلامية إلى منهجية الإسلام الحقيقي الذي جاء به النبي محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله، من خلال الاهتمام بنشر الوعي في أوساط الأُمَّــة وتعريفها بتاريخها الذي تعمد أرباب الكفر والنفاق تغييبه عنها، وتفنيد الثقافات المغلوطة والمؤامرات والأخطار التي تعرضت لها ولا تزال تتعرض لها وبشكل واضح وجلي.
كلّ هذا الحرص يلمسه الجميع من خلال المحاضرات والدروس الموسمية وكلماته في مختلف المناسبات الدينية والوطنية التي دائماً ما تكون موجهة للأُمَّـة بكلها بحسب (عالمية الإسلام)،
ومن خلال موجهاته العامة والخَاصَّة لقيادات الدولة وكلها تركز على أهميّة إدارة وقيادة مؤسّسات الدولة برؤية ومنهجية إيمَـانية.
وكذلك الحال في من يتولى المسؤولية العامة يجب أن يحمل هذا التوجّـه ولديه النفسية والروحية التي تؤهله لتنفيذ الموجهات وبلورتها عمليًّا ضمن الخطة العامة.
والمسار الثاني: بناء الجيل المعاصر بالثقافة القرآنية وتحصينه من الغزو الفكري والثقافات الدخيلة على المجتمع الإسلامي بشكل عام واليمني بشكل خاص.
والتي تعمل أجهزة اللوبي الصهيوني والمخابرات الغربية على نشرها لتغيير هُــوِيَّة أبناء المجتمع وتغييب كُـلّ ما يربطهم بدينهم وسيرة الأنبياء والمرسلين وورثة الكتاب من آل بيت النبوة وأعلام الهدى الجديرين بقيادة الأُمَّــة وفق منهج الإسلام القويم.
تلك السيرة العظيمة التي مضى عليها من اصطفاهم الله لحمل رسالته وقيادة الأُمَّــة، جسدت منتهى العبودية لله وكمال الأخلاق وقمة التسليم لأوامر الله في مواجهة الطغيان والكفر وإقامة القسط بين الناس وتبليغ رسالة الله ودينه.
فكان تاريخهم حافلاً بالإنجازات ومواقف الصبر والاحتساب التي ارتقوا بها ونالوا تأييد الله ونصره وتمكينه، ولذلك يجب علينا أن نحمد الله ونشكره على نعمة الهداية ونعمة القيادة، ونعمل على تعزيز وترسيخ قيم الإيمَـان في واقعنا ونجعل كُـلّ تعاملاتنا تعبر عن هُــوِيَّتنا الإيمَـانية، ونبرز كُـلّ ما يربط الأُمَّــة بدينها وتاريخها المشرق ونقف ضد كُـلّ عوامل التغييب والتشويه والتضليل بروحية أُولئك المهاجرين والأنصار.
وما أجمل مظاهر الاحتفال بذكرى الهجرة النبوية بالتزامن مع بدء العام الدراسي لمختلف مراحل التعليم والبدء في تدشين مؤسّسات الدولة للخطط والبرامج والأنشطة وُصُـولاً إلى مختلف القطاعات البنكية والمصرفية ومؤسّسات وشركات القطاع الخاص بشكل عام وختامًا احتساب صرف الأجور والمرتبات وفق تقويم التاريخ الهجري.
ومن المؤكّـد أن مواقف الأعداء وأعوانهم وأدواتهم من هذا التوجّـه قد ظهرت في وسائل إعلامهم وأقلام الكتاب المأجورين من مختلف الأطياف في الداخل والخارج وعلى مستوى الأنظمة العميلة للكيان اليهودي المتمثل باللوبي الصهيوني الأمريكي، ولنكون بأعلى مستوى من الوعي وندرك بأن مواقفهم تلك تؤكّـد على صوابية القرار ومدى تأثيره عليهم.
* عضو مجلس الشورى