في ذكرى هجرتك يا رسولَ الله نجدِّدُ لك العهدَ وَالولاء..بقلم/ عبدالمجيد البهال
تمر بنا هذه الأيّام مناسبة عظيمة هي مناسبة الهجرة النبوية -على صاحبها وَآله أفضل الصلاة وَأتم التسليم-، وَتأتي هذه المناسبة لتذكرنا بجهاد رسول الله وَتضحياته وصبره في تبليغ رسالة الله وَبكل حرص منه على هداية الناس وَإرادَة الخير لهم، وَجاء برسالة من الله فيها شرفهم وَعزتهم وَكرامتهم، رسالة تهدف إلى تحرير البشرية من عبودية الطواغيت وتهدف إلى تزكية الإنسان وَتربيته وَتنويره وَتوعيته كما تهدف إلى إقامة القسط وَالعدل في هذه الأرض على أيدي المؤمنين الصالحين القائمين بمسؤوليتهم، وَلكن وَبالرغم من عظمة الرسول وَالرسالة إلا أن كفار مكة تعنتوا وَعاندوا وَجحدوا وَكفروا وواجهوا هذا الرسول الكريم وَهذه الرسالة العظيمة بالتكذيب وَالتشويه وَالاستهداف إلى أن استبدل اللهُ بهم غيرَهم أفضلَ منهم وَأزكى وَأطهر وَأكثر استعداداً للإيمَـان بهذه الرسالة وَبهذا الرسول وَمناصرته وَالدفاع عنه..
كان هؤلاء هم اليمانيون الأوس وَالخزرج من أسماهم القرآن الكريم بالأنصار الذين آووا وَنصروا وَصدقوا مع رسول الله في كُـلّ المعارك وَالمواقف وَقامت بفضل تضحياتهم وشجاعتهم دولة الإسلام بقيادة خاتم النبيين وَالمرسلين سيدنا محمد، وَاستمر اليمانيون في نصرتهم لرسالة الله من بعد رسول الله مع وصيه وَخليفته من بعده الإمام علي عليه السلام، ثم مع الإمام الحسن وَالإمام الحسين، في مواجهة الضلال الأموي.
وَكذا صدق اليمانيون مع أعلام الهدى من أهل بيت النبي صلوات الله عليه وَآله، كالإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين وَواجهوا بقيادة الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة الاحتلال الأيوبي لليمن وَكذا واجهوا بقيادة الإمام القاسم بن محمد وَولده محمد بن القاسم الاحتلال العثماني لليمن وَهكذا إلى اليوم ها هم يواجهون تحت قيادة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، العدوان الأمريكي السعوديّ الإسرائيلي الإماراتي.
وستستمر مسيرة الحق مسيرة الرسول وَأنصاره اليمانيين في شعب الإيمَـان وَالحكمة جيلاً بعد جيل بإذن الله.