علَّمـــتـــنـــا كربـــلاء..بقلم/ فاطمة السراجي
أحداثٌ كثيرةٌ كامنةٌ في واقعة كربلاء، ووقائع كفيلة بالاقتدَاء، تجمهرٌ من المواقف، والدروس، والعبر التي لا يمكن حصرها، ولنا شرفُ إعادة النظر فيها، والاقتدَاء بها، والسير على أثرها، فقد علمتنا كربلاء أن نناهض الباطل، والزيف، ونحارب الفساد، والضلال، وأن نرفض كُـلّ أشكال ومسارات الانحراف الأخلاقي، والثقافي، والاجتماعي، والسياسي، أن نكون فتيلًا متقدًا، يقذفُ حممًا من الغضب، والسخط في وجه الطغاة، والمستكبرين.
وعلّمتنا أن لا نساومَ في الحق، ولا نتنازل عن الحق، وأن نثبت على مبادئنا، وقيم ديننا، وأن نثأر لله، وأن ننصر دين الله، أن يكون منا الزينبيات والحسينيون الحقيقيون الذين لا يعرفون الانهزام، والتقهقر والتراجع، والجبن والفتور، الثابتون الصامدون، الذين يحملون أحقية الموقف وصلابة الإرادَة.
وعلمتنا أن نتمسك بالدين، وأن نجعل أعمالنا خير برهان على ذلك، وأن نتحرى المصداقية في إقامة الدين، وترسيخ العقيدة، وبصيرة الإيمَـان، والمبدأ، ونقاوة الانتماء، والإخلاص في الالتزام، كـالإمام الحسين (عليه السلام) الذي أوقف حجه، وأعلن الثورة على يزيد، ليقول للمسلمين: أية قِيمَةٍ لطوافٍ حولَ بيت الله ما دام الناس يطوفون حول قصور الطغاة والظالمين” أُولئك الذين يتغنون بالدين والعقيدة، والإيمَـان وما هم إلا أراذل الخلق يأخذون الدين مغنمًا للمنفعة والمصلحة فيتاجرون ويُساومون به.