صفقاتٌ بين الفجار لقتل الأخيار..بقلم/ أبو زيد الهلالي
لا تبرم الصفقات إلا لتنفيذ أشياء مقابل أشياء أخرى.
في السنة 61 من الهجرة وبعد أن استشهد الإمام الحسن، برم يزيد الفاسق، صفقة مع عبيد الله بن زياد المشهور (ابن مرجانة)، بعد علم يزيد بأن أهل الكوفة يريدون استدعاء الحسين وأن الإمام الحسين أرسل مسلم بن عقيل إلى الكوفة، فخاف يزيد خوفاً شديداً وأرسل ابن مرجانة إلى الكوفة وأمره أن يعمل بكُـلّ الطرق والوسائل ليقتل الحسين.
وفي حينها كان مسلماً رسول الحسين في الكوفة وقد أخذ البيعة للإمام الحسين من الآلاف من أهل الكوفة، ولكن الملعون ابن مرجانة استطاع أن يشتري من أشترى منهم بالترغيب وأن يصد من يصد بالترهيب وحينها كان مسلم بن عقيل قد أرسل للإمام الحسين أن يأتي إلى الكوفة إلا أن الملعون ابن مرجانة استطاع أن يقتل مسلم بن عقيل بعد أن خذله كُـلّ أنصار الحسين الذين بايعوه بالأمس.
وفي تلك الأيّام كان هناك شخص يحب السلطة ويطمح بها طموحاً كبيراً، هو (عمر بن سعد) الذي كانت أمنيته الوحيدة هو أن ينال منصب (حكم الري) فما كان من ابن مرجانة إلا أن اغتنم الفرصة وبرم صفقة مع عمر بن سعد، بأن قتل الحسين مقابل حكم الري.
ونصب يزيد وابن مرجانة عمر بن سعد قيادة الجيش التابع ليزيد الذي سيكون هو الجيش الذي سيقتل الحسين.
في ليلة كانت السماء فيها مليئة بالنجوم كان عمر بن سعد عائداً إلى منزله ظل يفكر وخلد التاريخ شعر عمر المعروف الذي قال فيه.
فو اللّه ما أدري وإنــــــــي لـحائرٌ *** أفكّرُ في أمــــري على خطرينِ
أأتركُ ملكَ الرّيِّ والرّيُّ مـــنيتي *** أم أرجعُ مأثــــــوماً بقتلِ حسينِ
حسينُ ابن عمي والحوادثُ جمّةٌ *** لعمري ولـي في الرّيِّ قرةُ عينِ
وإنَّ إلهَ الــــــــعرشِ يغفرُ زلّتي *** ولو كنتُ فــــــــيـها أظلمَ الثقلينِ
ألا إنمـا الدنيا بـــــــــخيرٍ معجّلٍ *** وما عاقلٌ بـاعَ الـــــوجـودَ بدينِ
يقولونَ إن اللّه خـــــــــــالقُ جنةٍ *** ونارٍ وتعذيـبٍ وغـــــــــــلِّ يدينِ
فإن صدقوا فيما يـقولـــون إنني *** أتوبُ إلى الرحمــنِ من ســـنتينِ
وإن كذبوا فزنا بدنــــيا عظيمةٍ *** وملكٍ عظيـــــــــــمٍ دائمِ الحجلينِ
كانت لا تزال النجوم في السماء عندما خرج من داره لكي لا يسبقه أحد إلى تنفيذ هذه الجريمة ويفوّت عليه فرصة (ملك الري) وبعد ساعات من الانتظار وقف فيها كالكلب عندما ينتظر صاحبه لكي يطعمه، كان يقف أمام ابن زياد ليقول له: أنا طوع أمرك!!
فتوجّـه حينها عمر بن سعد مع شمر بن ذي الجوشن وحرملة وغيرهم إلى ملاقاة الإمام الحسين الذي كان مع حوالي سبعين رجلاً من شيعته وأهل بيته واصطحب معه الأطفال والنساء.
لكن الصفقة كانت قد أبرمت والذمم قد ابتاعت وانخرط عمر بن سعد وغيره وقتلوا ابن بنت رسول الله وسبوا نسائه وقتلوا أطفاله.
كان على عمر بن سعد أن يطلب على رأس الحسين ملك سليمان لا ملك الري فلقد قتل سبط المصطفى.
هنا يظهر الارتزاق وخطورة حب السلطة الذي أوصل الفاجر التاجر أن يبيع الحسين مقابل منطقة صغيرة ومن هذه المعضلة التي تسمى حب السلطة تكرّر نفس الحدث وكربلاء بصورة محدثة فلقد قتل عفاش حسين عصرنا الشهيد القائد مقابل أن تبقيه أمريكا على كرسي السلطة.
وكما غدر يزيد وابن مرجانة بعمر بن سعد ولم يعطوه ملك الري كذلك فعلت أمريكا مع عفاش ولم يبق بعد قتل الحسين الشهيد القائد إلَّا فترة قليلة وَإذَا بأمريكا أول من انقلبت عليه.
وهكذا سيكون الحال مع كُـلّ العملاء والمطبعين في السعوديّة التي تحاول استرضاء أمريكا بقتل اليمنيين كي تبقي آل سعود على كرسي الحكم.
فهكذا تبرم الصفقات بين الفجار وكله لقتل الأخيار ولكن يظل العميل هو الخاسر في الدنيا والآخرة، وكما اشتغل عمر مع يزيد بالدين ها هو التاريخ يعيد نفسه وتجد المرتزِقة اليوم يقاتلون في صف الغازي وكله بالدين والقرض الموعود.