إن للصبر حدوداً..بقلم/ قادري عبدالله صروان
نقول آل سلمان ولأبناء زايد ومَن وراءهم من دول الاستكبار ثماني سنوات وشعبنا الصامد يواجهُ غطرستَكم وجرائمكم الوحشية.
دمّـرتم مقدرات شعبنا وبنيته التحتية بكل ما فيها من بشرٍ وحجر، وحوّلتم سماء شعبنا إلى محطات لطيرانكم المستبد، وَأذقتمونا كُـلَّ أنواع الظلم والتجبر، وَجمعتم عليه كُـلّ مرتزقة العالم، وشددتم عليه الخناق، وحوّلتم حياة أبنائه إلى جحيم بحصارٍ جائرٍ سلبه سعد الحياة ومتعتها ولذة العيش الكريم، فلم تتركوا أمامه أي خيار لتنفس بل أغلقتم كُـلّ المنافذ البحرية والجوية والبرية فلم يعد أمامه أي ملجأ يستجلب منه احتياجاته الإنسانية اللازمة والشاملة.
وها نحن نقولها لكم: لقد صبر شعبُنا بما فيه الكفاية على غطرستكم، فكم حذرنا وأنذرناكم من مغبة أخطائكم. وقلناها لكم بعد أن تراكم العناءُ بشعبنا المظلوم: إن حصارَه وتجويعَه وتدميرَه وقتلَ أطفاله ونسائه ليس في صالحكم أيها المستكبرون ولا في صالح طغيانكم، وكرّرناها لكم بأن طغيانَكم مردودٌ عليكم لا محالة وسيكون الرد قاسياً وموجعاً وعنيفاً، فلا تجبروا شعبنا على التهور ولا تستفزوا غضبه ولا تستهينوا به؛ لأَنَّه شعب مؤمن وصَمود وشعب حكيم وحريصٌ على حقن دماء الأبرياء.
إن للصبر حدوداً فيا ويلكم إذَا نَفِدَ صبرُه وجمع أمرُه مع رجاله الأشاوس وأبطاله البواسل ولجانه الشعبيّة الوفية والأبية وقيادته الحكيمة بجانبهم وبكل ما يملك من طاقة في حربٍ مصيرية جهنمية سنشعلها في مواجهتكم وستكون عواقبها وبالاً عليكم وعلى بلدانكم، فيا ويلكم إذَا حانت ساعة الصفر فسترون من شعبنا ما لم يخطر لكم ببال.
فلن يصبر شعبنا أكثر مما قد صبر على مواصلة ظلمكم وتجبركم وَحصاركم الجائر لسبل ومقتضيات حياته المعيشية التي تعدت وتجاوزت كُـلّ الحدود بما لا يقبله عقل ولا منطق فسيخوض شعبُنا معكم حرباً ضروساً.
لا تتمادوا في غروركم وقد حان له الأون بأن يدْفَعُ الشعبُ اليمني ما نزل بوطنه من ظلم وطغيان وجور فلن يسكت عن سلب حقوقه الإنسانية وَالمشروعة وَاستباحة الهيمنة على أراضيه وجزره وموانئه ومنافذه البحرية والجوية والبرية وعن حقه المشروع للدفاع عن كامل حدوده.
إذَا لم تراجعوا حساباتكم وتفيقوا من سباتكم وتنسحبوا من كامل أراضينا وجزرنا وموانئنا فسوف تكون العواقب أسوأ مما تتوقعون ولا قبل لكم بها.
أعيدوا حساباتكم يا قوى الشر وَالحقد والأطماع، فوالله ثم والله إنكم سترون ما لا يسركم من شعب اليمن وأبطاله البواسل ولجانه الشعبيّة الوفية وَقبائله الثائرين لحرية واستقلال وكرامة وعزة وطنهم الغالي.
أعذر من أنذر ولله عاقبةُ الأمور.
(وسيعلم الذين ظلموا أي منقلبٍ ينقلبون).