الهُدنة.. بين الحل النهائي ومخاوفَ من تجدُّدِ الحرب..بقلم/ أيوب أحمد الهادي
تضاربت ردودُ الأفعال اليمنية عقب إعلان الأمم المتحدة تمديد الهُدنة لشهرين إضافيين في محاولة لمواجهة الأوضاع الإنسانية الصعبة وفتح ممرات دبلوماسية جديدة تنفذ بالجميع نحو نقطة التقاء تدفعهم إلى السلام والعيش المشترك ووضع حَــدّ للحرب الدائرة منذ ثمان سنوات والتي تقودها السعوديّة والإمارات بدعم من أمريكا وإسرائيل.
ومع أن الجانب الإنساني هو المحرك الأكبر للتوصل إلى الهُدنتين الأولى والثانية يبرز سؤال الشارع اليمني عن النتائج المترتبة على الهُدنة وما حقّقته على الأرض في هذا الجانب الذي مثل إشكالية مريعة تهدّد ملايين السكان.
إذ يرى مراقبون أن دول العدوان ومرتزِقتهم هم المستفيدون الوحيدون من الهُدنة؛ نظراً إلى التزام حكومة صنعاء بالضوابط والاشتراطات التي عليهم وفقاً لاتّفاق الهُدنة الأممية، ومنها تقديم العديد من التنازلات والالتزام بعدم إطلاق النار في كافة الجبهات رغبة في تحقيق السلام وَاستشعاراً “بالمعاناة الإنسانية لملايين السكان في المناطق المحرّرة”.
وماذا بعد التجديد؟ بالنظر إلى جملة المعطيات التي دفعت بتجدد الهُدنة، يظل التساؤل عما ستؤول إليه المآلات المنتظرة خلال الشهرين المقبلين، وهل تحمل الهُدنة شروط صمودها أمام عواصف الحرب؟
وعلى الرغم من أن الهُدنة التي أسعدت ملايين اليمنيين استطاعت إسكات آلة الحرب بشكل كبير، ورغبة من حكومة صنعاء في تقديم الحلول حفاظاً على أرواح الأبرياء من المواطنين، فقد صرح الناطق الرسمي لأنصار الله ورئيس الوفد المفاوض محمد عبد السلام، قائلاً “إننا وبعد نقاش طويل مع الأمم المتحدة وجهات أُخرى أمكننا القبول بتمديد الهُدنة لدواعٍ إنسانية”.
وَأَضَـافَ أن الهُدنة لن تتم حتى استكمال ما لم يتم استكماله خلال الشهرين الماضيين، وإلا فلا…!