المقاومة تستنفر: تل أبيب تحتَ قائمة صواريخنا ولا خطوطَ حمراءَ
عدوان صهيوني جديد على غزة يحصد 10 شهداء بينهم طفلة وسيدة و55 إصابة
المسيرة | متابعات
في العادة يُصَدِّرُ قادةُ الكيان الصهيوني مشاكلَهم السياسية الداخلية إلى ميادين الحروب، وجريمة الأمس والعدوان الغاشم الذي استهدف غزةَ ليس باستثناء، فرئيس حكومة كيان الاحتلال “لابيد” يحاول القول بأنه يستحق البقاء في سدة الحكم، خَاصَّة وأن الكيان الصهيوني يشهد للمرة الخامسة خلال سنتين فقط انتخابات جديدة في الكنيسيت.
لذلك، أعلن الناطق باسم جيش الاحتلال بداية عملية عسكرية ضد حركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة، باسم “علوت هشاحر”، “الفجر الصادق”.
ولفتت وسائلُ إعلام عبرية إلى وجود دعوة لمستوطني غلاف غزة البقاء قرب الأماكن المحصنة، خشية رد من الجهاد الإسلامي.
الاحتلالُ بهذا لا يريدُ الذهابَ بعيدًا في الحرب ويخشى توسيع نطاق الرد من قبل المقاومة، وهو الأمر الذي كشفته وسائلُ إعلام عبرية، على أن الاحتلالَ وجّه بعد العدوان على غزة رسائلَ إلى حماس عبر وسطاء، مؤكّـداً أن “العمليةَ تستهدفُ الجهادَ الإسلامي فقط، في محاولة منه لتحييد “حماس” من المعركة، وهو في الوقت ذاته أعلن حالة الطوارئ القصوى؛ خوفاً من رد واسع للمقاومة، حَيثُ أكّـدت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة على أنّ هذا العدوان لن يمر مرور الكرام، وأنّ “رد المقاومة قادمٌ وبالطريقة التي تحدّدها قيادة المقاومة”.
في هذه المعركة التي يراها كثيرٌ من المراقبين بأنها مُجَـرّدُ عَرْضِ عضلات ليست في محلها بدأها جيشُ الاحتلال، عندما اغتال، أمس الجمعة، في قطاع غزة القياديَّ الكبير في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، تيسير الجعبري “أبو محمود”، ما جعل المقاومة تضع جميع الخيارات على الطاولة للرد بقوة على جريمة العدوّ.
الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة أعلن ومن العاصمة الإيرانية طهران: إن “هذا يومٌ للقتال الطويل والعدوُّ بدأ العدوانَ وعليه توقُّعُ القتال دون توقف”.
وَأَضَـافَ النخالة: “لا مهادنة بعد هذا القصف وعلى كُـلّ مقاتلي شعبنا الوقوف صفاً واحداً والمقاومة في غزة ستكون موحدة”، وصرح، بأن” اليوم هو اختبار للمقاومة في مواجهة العدوان ومقاتلونا سيثبتون أنهم على قدر المسؤولية في مواجهة العدوان وَذاهبون للقتال ونسأل الله التوفيق للمجاهدين في الميدان”.
وأكّـد النخالة، أن “العدوَّ سيتحمل ألماً كَبيراً كما تحمل شعبنا الألم، والنصر صبر ساعة وعلى مقاتلي حركة الجهاد الإسلامي والمقاومة الفلسطينية أن يقفوا وقفة رجل واحد”.
كما أكّـد النخالة أنه “ليس هناك خطوط حمراء لردنا على هذا العدوان وعلى العدوّ تحمل كامل المسؤولية ولا وساطات ولا توقف والعدوّ سيتحمل المسؤولية وعلى المغتصبين أن يتوقعوا كُـلّ شيء”.
كما لفت إلى أن “العدوَّ يريدُ فرضَ معادلات جديدة واليوم نحن أمام اختبار حقيقي وعلى المقاومة الفلسطينية الرد على هذا العدوان”.
وبعد أن عرضت وسائل الإعلام مشاهد الغارات ودويّ الانفجارات في سماء قطاع غزة، الناجم عن قصف صهيوني لمحيط برج فلسطين وسط مدينة غزة، مستهدفاً عدة مراصد للمقاومة في القطاع، توالت التداعيات.
تداعياتُ المغامرة الصهيونية
نعت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية، أمس الجمعة، القائد الكبير، مسؤول المنطقة الشمالية في سرايا القدس، الشهيد تيسير الجعبري.
وقالت الغرفة المشتركة، في بيان: “إنّنا، إذ ننعَى الشهيد القائد الكبير، مسؤول المنطقة الشمالية في سرايا القدس، تيسير الجعبري (أبا محمود) وإخوانه الشهداء، فَـإنَّنا نحمّل العدوّ الصهيوني المسؤولية كاملةً عن هذا العدوان. فهو، في فعله هذا، يخطئ التقدير”.
وأكّـدت الغرفة المشتركة، أنّ “هذا العدوان لن يمر مرور الكرام”، وأنّ “رد المقاومة قادمٌ، وفق الطريقة التي تحدّدها قيادة المقاومة”، معلنةً أنّ “الغرفة المشتركة في حالة انعقادٍ الآن، وتقدّر الموقف بالاشتراك مع الأجنحة العسكرية كافة”. وشدّدت على أنّها لن تسمح للاحتلال بالتغول على أبناء الشعب الفلسطيني.
وأضافت: “بدأ عدونا الجبان عدواناً يستهدف كُـلّ فلسطين، انطلاقاً من باحات المسجد الأقصى، مُرورًا بجنين. واليوم، يغتال قائداً وطنياً كَبيراً، وثلة من المجاهدين والمدنيين، في عدوانٍ على شعبنا”.
كتائب القسام: دماء أبناء شعبنا لن تذهب هدراً
نعت كتائب عز الدين القسام، شهداءَ العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وعلى رأسهم القائد في سرايا القدس، تيسير الجعبري.
وأكّـدت “الكتائب” أنّ “دماءَ أبناء شعبنا لن تذهب هدراً”، وأنّ دماءَهم “ستكونُ لعنةً على الاحتلال، بإذن الله”.
بدورها، نعت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، الشهيد القائد تيسير الجعبري (أبا محمود)، قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، والذي “استهدفته يد الغدر الصهيونية بعد مسيرة حافلة بالتضحية والعطاء والجهاد لوطنه وشعبه وقضيته وأمّته”.
وقالت الحركة: إن “الشعب الفلسطيني، إذ يودّع اليوم قائداً ومجاهداً فذاً، لحق بركب القادة الشهداء، فَـإنَّنّا نؤكّـد أنّ العدوّ الصهيوني وحده يتحمل كُـلّ التبعات والنتائج المترتبة على هذا العدوان الغاشم”.
وأضافت أنّ “جرائم العدوّ، من خلال استهداف شعبنا وأبطاله المقاومين، لن يكون مصيرها سوى الخيبة والخسارة، ولن تدفع مقاومتنا إلّا إلى المضي قدماً في طريق ذات الشوكة، دفاعاً عن شعبنا وحقوقه المشروعة، حتى تحرير الأرض والمقدسات وتحقيق حلم العودة”.
وفي السياق، أكّـد المتحدث باسم حركة “حماس”، فوزي برهوم، أنّ “العدوّ الإسرائيلي، منذ بدء التصعيد على المقاومة في غزة، ارتكب جريمة جديدة، وعليه أن يدفع الثمن ويتحمل المسؤولية الكاملة”.
وأكّـد برهوم أنّ “المقاومة، عبر كُـلّ أذرعها العسكرية وفصائلها، موحَّدة في هذه المعركة، وستقول كلمتها بكل قوة”، مشدّدًا على أنّه “لم يعد ممكناً قبول استمرار هذا الوضع على ما هو عليه”.
وأضاف: إن “المقاومة الباسلة ستدافع عن شعبنا وأهلنا في القطاع، بكل ما تملك، وستوازن الردع، وستبقى تلاحق الاحتلال، وستهزمه كما هزمته في كُـلّ المعارك وفي كُـلّ الساحات، وفي مقدمتها هذه المعركة أَيْـضاً. وعلى كُـلّ الساحات أن تفتح نيرانها على العدوّ وقطعان المستوطنين”.
وَأَضَـافَ برهوم: إنّ “الاستفراد بساحة من دون أُخرى، وبفصيل من دون آخر، أصبح من الماضي”، مؤكّـداً أنّ “الكل موحَّد اليوم أمام هذا العدوان”.
وتابع أنّ “المقاومةَ في استنفار دائم، ولديها خطةُ عمل مشتركة، وقادرةٌ على إدارة المعركة، عَلى نحو يردع الاحتلال ويفرض قواعد اشتباك”، وأنّ “كل قدرات المقاومة مسخّرة للدفاع عن شعبنا، وواجبنا أن نتحمل المسؤولية لردع الاحتلال”.
فصائلُ المقاومة: قادرون على فرض قواعد الاشتباك
من جانبها، نعت فصائلُ المقاومة الفلسطينية الشهيد الجعبري، مؤكّـدةً أنّ “جريمة اغتياله لن تمر من دون عقاب، وستبقى المقاومة الموحدة هي التي تشكّل رأس الحربة في مواجهة جرائم الاحتلال، ومخطّطاته الإجرامية”.
وأشَارَت إلى أنّ “محاولات الاحتلال تصديرَ أزماته الداخلية، على حساب دماء الفلسطينيين لخدمة أجندته السياسية، لن تفلح”.
وأضافت الفصائل أنّ “الاحتلال هو الذي بدأ العدوان على شعبنا. لذلك، فَـإنَّه يتحمّل المسؤولية الكاملة عن تبعات هذه الجريمة”، مشدّدةً على أنّ “فصائل المقاومة قادرة على إرباك كُـلّ الحسابات الصهيونية، وفرض قواعد الاشتباك”.
الجبهةُ الشعبيّة تدعو إلى الوحدة أمام العدوان الصهيوني
من جهتها، حمّلت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين العدوَّ الصهيوني المسؤولية الكاملة عن عدوانه على قطاع غزة، وعن تداعيات جريمة اغتيال القائد في سرايا القدس، تيسير الجعبري “أبي محمود”.
ودعت الجبهة الشعبيّة، في بيان، الشعب الفلسطيني إلى “الوحدة أمام هذا العدوان”، ودعت كُـلّ الأذرع العسكرية للمقاومة إلى الردّ وعدم تمرير مخطّط الاستهداف، أَو الاستفراد بحركة الجهاد الإسلامي وسرايا القدس.
وتعهّدت أن “تبقى دماء الشهداء الطاهرة أمانة ونبراساً يُنير لنا درب المقاومة في طريق تحقيق أهداف شعبنا، متمثلةً بالعودة والحرية والاستقلال، وإقامة دولة فلسطين على كامل التراب الوطني، وعاصمتها القدس”.
بدورها، نعت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الذراع العسكري للجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين كوكبة من شهداء شعبنا وعلى رأسهم أحد أبرز قادة سرايا القدس في قطاع غزة الشهيد القائد الجعبري.
وتوجّـهت الكتائب إلى الأخوة ورفاق السلاح في سرايا القدس وآل الجعبري بخالص العزاء باستشهاد القائد الكبير، مؤكّـدةً أنّ الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة، في حالة انعقاد، وأنّ جريمة العدوّ الجبان “لن تمر مرور الكرام”.
من جهتها، أكّـدت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين – القيادة العامة، أنّ “العدوّ يتوهم أنّه قادرٌ على الاستفراد بالجهاد الإسلامي، وشق وحدة الصف الميداني”.
وشدّدت الجبهة الشعبيّة – القيادة العامة على أنّ “المقاومة الفلسطينية جسد واحد وقلب واحد”، وأنّ الشعب الفلسطيني موحَّد خلفها”.
لجانُ المقاومة تعلنُ الجاهزيةَ والاستنفار
بدورها، نعت لجانُ المقاومة في فلسطين أَيْـضاً الشهيد الجعبري، مؤكّـدةً مواصلة درب الجهاد والمقاومة. وشدّدت لجان المقاومة على أنّ “العدوَّ سيدفع ثمن جرائمه مهما كانت التضحيات والأثمان”، معلنةً الجاهزية والاستنفار لدى مقاتليها للرد على الجريمة.
من جهتها، نعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين القائد في سرايا القدس، تيسير الجعبري، والشهداء الآخرين، وحمّلت الاحتلال تبعات الجريمة.
كذلك، نعت كتائب شهداء الأقصى الشهيد القائد الكبير، تيسير الجعبري، معلنةً حالة الاستنفار العام لدى كُـلّ مجموعاتها العاملة في الميدان، “للرد على اغتياله وعلى جرائم العدوّ المتواصلة بحق شعبنا”.
ونعت كتائب المقاومة الوطنية القائد في سرايا القدس تيسير الجعبري وكل الشهداء، مؤكّـدةً أنّ “كل الخيارات مفتوحة للرد”.
حزبُ الله يعزي ويدعو لمواصلة الطريق
بدوره، تقدّم حزبُ الله من الإخوة في حركة الجهاد الإسلامي بأحرّ التعازي والمواساة باستشهاد القائد الجهادي الكبير تيسير الجعبري وعدد من إخوانه القادة الميدانيين الذين نالوا الوسامَ الإلهي الرفيع وحقّقوا أغلى أمانيهم بعد عُمُرٍ طويلٍ قضوه في الجهاد والمقاومة.
وجاء في بيان الحزب أنّ “الشعب الفلسطيني العزيز الذي قدّم أغلى التضحيات على مدى سنين مقاومته الطويلة وزف عشرات الشهداء القادة، لن تضعفه هذه الجريمة الإسرائيلية البشعة والغادرة بل ستزيده عزماً على مواصلة الطريق حتى تحقيق الانتصار والتحرير”.
وَأَضَـافَ “إنَّ حزبَ الله، إذ يُشيد بتكاتف فصائل المقاومة الفلسطينية كافة، يشدّد على وحدة الموقف الذي يشكّل العاملَ الأَسَاس في الانتصار على العدوّ، ويؤكّـد على وقوفه الدائم والثابت إلى جانب الشعب الفلسطيني المظلوم ومقاومته الشجاعة لتحرير أرضه وأسراه وتحقيق أهدافه المشروعة، ويعبّر بشكلٍ صريحٍ عن تأييده لكافة الخطوات التي تتخذها قيادة حركة الجهاد الإسلامي للرد على العدوان وجرائمه المتمادية”.
الاحتلالُ يعلنُ حالةَ الطوارئ القصوى
وقد أعلن جيشُ الاحتلال الصهيوني، في وقتٍ سابق، أمس، بدء عملية عسكرية ضد أهداف لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزّة، تحت مسمى “الفجر الصادق”.
وتحدّثت وسائلُ إعلام عبرية عن العملية العسكرية التي شنّها الاحتلال، مؤكّـدةً أنّ حركةَ الجهاد “سترُدُّ بحزم”.
كما أشار الإعلام العبري إلى “فتح الملاجئ في المنطقتين الوسطى والجنوبية”، و”تغيير مسارات الطائرات في مطار بن غوريون؛ تحسباً لإطلاق صواريخ من قطاع غزة”، لافتاً إلى أنّ “عدداً من مستوطني غلاف غزة يغادرُون المنطقة؛خوفاً من إطلاق الصواريخ”.
وأعلن مركَزُ الإطفاء والإنقاذ الصهيوني، رفعَ درجة التأهب إلى الدرجة رقم 1 في جميع أنحاء البلاد، فيما بدأت عشرات عائلات المستوطنين في غلاف غزة بإخلاء منازلها، ونقلت لمراكز إيواء.
هذا وَأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بارتفاع عدد الشهداء جراء العدوان الصهيوني على قطاع غزة إلى 10 وإصابة أكثر من 55 آخرين، حتى كتابة هذا التقرير.