الأسرى السعوديون : قيادتنا تقول لنا “فجّروا أنفسكم عند أن تقعوا في الأسر”!!
صدى المسيرة- خاص:
من المقارنات التي ينبغي على كُـلِّ المهتمين بالشأن اليمني من مراقبين ومحللين سياسيين وعسكريين، أخْذَها بعين الاعتبار، أخلاقيات الجيش اليمني واللجان الشعبية في تعاملهم مع أسراهم، باختلاف جنسياتهم، أكانوا يمنيين من مرتزقة العدوان أو سعوديين تم أسرهم في جبهات الحدود، فعلى خلافِ ما يقوم به مرتزقة العدوان وقوات الغزو إذا ما وقع بين أيديهم أسيرٌ من أفراد الجيش أو اللجان الشعبية سقط جريحاً أثناء المواجهات ولم يتمكن زملاؤه من إخلائه من ساحة المعركة، فتتم معاملتُه وكأنهم وحوش البراري تحيط بفريستها، تنهال عليه وحشيتُهم الظافرةُ به ويذيقونه ألوانَ العذاب ليتم تسليمه في الأخير لأيدي دواعشهم ليتم ذبحه وعرض المشهد بصورةٍ يقشعر له البدن، بينما أخلاقيات الجيش واللجان الشعبية تحتّم عليهم التعامل مع الأسرى من منطلق المسيرة القرآنية والأخلاقيات المحمدية التي توصي بمعاملة الأسرى معاملةً إنسانيةً، من حيث معالَجة الجرحى وإطعامهم ومعاملتهم بالشكل الإنساني اللائق وحفظ كرامتهم، وخير دليل على ذلك، ما تعرضه قناة المسيرة من مشاهدَ للأسرى وهم يظهرون في أحسن حال، لا آثار للتعذيب، وهيئاتٍ تدلل على العناية الجيدة بأحوالهم على مستوى الملبس والمكان الذي يحتجزون فيه، وصلت لحد منحهم فرصةَ الاتصال بأهلهم وذويهم لطمأنتهم عن أحوالهم، ولو تعمَّقنا في تلك اللقاءات مع الأسرى التي عرضتها شاشةُ المسيرة، وما قاله الأسرى سيتضح جلياً لكل متابعٍ مدى قبح الكيان السعودي وإجرامه في تعامله ليس مع الشعب اليمني بل حتى مع أفراد جيشه.
الأسير “أَحْمَد حسن أَحْمَد عسيري” والذي يحمل الرقم العسكري “824445” ورقم التسلسل “491”، يحكي قصة وقوعه في قبضة أبطال الجيش واللجان الشعبية، يقول أَحْمَد: كنا في موقع الدود يوم الخميس وعددنا عشرة في الدشمة التي على يمين البرج، وعلى يسار البرج كان يتواجد فيها خمسة، وحوالي الساعة التاسعة حصل علينا هجوم من قوات الجيش اليمني واللجان الشعبية، وزملائي كلهم هربوا وأنا بقيت في مكاني برفقة زميلي المصاب، والحمد لله، أطمئن أهلي أني بألف صحة وسلامة.
إخواننا في الجيش اليمني واللجان الشعبية تعاملوا معنا تعاملاً لم نتوقعه، والله لم يقصروا معنا، من كُـلّ النواحي، وهذه شهادة حق في حقهم، وينطبق عليهم قول الله تعالى (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيرا).
وفي سياق حديث الأسير أَحْمَد عسيري قال: كانت القيادة في بلادنا تغرر بنا أن إيران التي تقصفُ المستشفيات وإيران التي تقتل النساء والأطفال، وإيران… إلخ، وعندما وقعنا في الأسر ورأينا المعاملة الحسنة التي عاملنا بها الجيش اليمني واللجان الشعبية أدركنا أنه من لا يقتل الأسيرَ مستحيلٌ أن يقتل ابن بلده أو يدمر بلده، ولم نجد إيرانيين بل وجدنا يمنيين، فعرفنا بأن هذه الحرب ظالمةٌ للشعب اليمني العربي الأصيل.
أما الأسير الثاني “علي سالم علي الصبيحي” يحمل الرقم الخاص “593” الكتيبة السابعة عشرة مدفعية، لواء 22 موقع جبل الدود فسرد نفس التفاصيل التي سردها الأسير عسيري، وأضاف الأسير الصبيحي أن تعبئة القيادة العسكرية السعودية كانت تقول لهم فجّر نفسَك ولا تسلم نفسك لهم، (أي للجيش واللجان الشعبية)، سيتم تعذيبكم، سوف يقومون باقتلاع أعينكم ويقطّعون أطرافكم، هؤلاء إيرانيون مجوس؛ لدرجة أن أحَدَ الزملاء قام بتفجير نفسه قبل أن يستسلمَ للأسر، وعندما تم أسرنا عرفت بأن كُـلّ ما قالته لنا قيادتنا العسكرية مجرد كذب وافتراء؛ لأن الإخوة في الجيش اليمني واللجان الشعبية عاملونا أحسن معاملة، وكأننا ضيوف لديهم.
ومن خلال ما سرده الأسرى، يتضح جلياً حقيقة الفكر الداعشي الذي تقوم القيادة العسكرية السعودية بتعبئته لجنودها، بتفجير أنفسهم، في سلوكٍ لا يشبه غير سلوك تنظيم داعش وأحزمتهم الناسفة. كما يتضح خبث وإجرام هذا الكيان في تعامله مع جنوده في ساحات المعارك، حيث يقوم طيرانهم بضرب أفرادهم على الأرض خشية فرارهم من المواجهات، في مفارقةٍ عجيبةٍ، حيث المتعارف عليه أن الجيوش من تنقلب على أوطانها، وفقط هي السعودية التي تنقلب على جيشها في المعركة.