ارفعوا رايةَ الحسين عاليًا وأحسنوا ذكراه..بقلم/ قادري عبدالله صروان
ارفعوا رايةَ الحسين عاليًا، وأحيوا ذكراه، وأطلقوا قصتَه ومظلوميته للناس فَـإنَّ أكثرهم لا يعلمون بها أننا اليوم ونحن نحيي هذه الذكرى العظيمة نؤكّـد لطغاة الأرض والمستكبرين مدى علاقتنا الوثيقة والحميمة مع إمامنا الحسين -سلام الله عليه-، والتي من خلالها نستلهم العديد من الدروس والعظة والعبر التي تصنعُ فينا روحَ الشجاعة والعزيمة والاستبسال في مواجهة الظالمين وتساعدُنا في مواجهة كُـلّ تلك التحديات والتهديدات والصعوبات والمخاطر التي تحيط بنا اليوم كأمة محمدية وَيواجهها شعبُنا وأمتنا الإسلامية.
فها نحن اليوم نتعلمُ من مدرستنا الحسينية التي تتمثل بتضحياتٍ كبيرة ومتلاحمة وَبطولية قدمها الإمَـام الحُسَين -سلام الله عليه- نتعلم منها كيف يكونُ الجهاد الحقيقي وما هو هذا الاستبسال الذي يجعلنا نتحلى دائماً ونحذو نهجَ هذه الشخصية العظيمة التي تجعل منا خيرَ أُمَّـة تبذل أرواحها رخيصة في سبيلِ إعلاء كلمة الحق، ولنصرة المستضعفين ومواجهة الفاسدين، وقسم ظهر الطغاة وَالظالمين وكسر شوكة المستكبرين والوقوف لأُولئك الفاسدين بالمرصاد ومحاربة المتلاعبين بسفك دماء الأبرياء والآمنين.
إنها ثورة الإمَـام الحُسَين ثور الحق ضد الباطل، وثورة البناء وَالإصلاح والعدل والمساواة.
فمن هذه الثورةُ الحسينية نتعلَّمُ حلاوة الصبر والإخلاص والتضحية والفداء محتسبين الاجر عند الله -عز وجل-.
إننا اليوم ونحن نحيي هذه الذكرى الحسينية العظيمة نمضي قُدُماً على النهج الحسيني والقرآني الذي يصنع منا خير أُمَّـة ترفض الخضوع وَالذلة والاستعمار وترفض كُـلّ أنواع الخنوع وَالضعف والهوان والركوع لغير الله -جل شأنه-، ومن هذا المنطلق الحسيني والمنهج الجهادي سنمضي على درب الحسين متمسكين بمشروعه القرآني الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، رافعين راية الإسلام، نصرخ بصرخة التكبير بوجه طغاة الأرض، نرفع شعار النصر بكل عزة وشموخ، متمسكين بمنهج سيدنا وقائدنا الحسين بن علي حفيد الحبيب المصطفى -صلوات ربي وَسلامه عليهم أجمعين-.
ستظل ثورةُ الحسين -عَلَيْهِ السَّـلَامُ- خالدةً لكل الأجيال، ممتدةً عبر الزمن لتتعلم منها الأُمَّــة في كُـلّ مراحلها كيف تعيش نفس المرحلة التي واجهها الإمَـام الحُسَين -عَلَيْهِ السَّـلَامُ- ضمن ذلك الخيار.