الإمـامُ الحسين عليه السلام..بقلم/ صالح مقبل فارع
نعيش هذه الأيّام ذكرى عاشوراء، ذكرى مقتل الإمَـام الحُسَين بن علي -عَلَيْهِ السَّـلَامُ-، في كربلاء هو أهله وجميع أصحابه رضوان الله عليهم.
لكن دم الحسين انتصر على سيف يزيد.. فالحسين أسّس ثورة، ففي ذكراه هذه لا نتذكر مظلوميته فقط، بل نستلهم ثورته ومبادئه، فهو أصبح رمزاً لكل المستضعفين، لكل الأحرار، صوت الحق، منبر العدالة، ضد الظلم والطغيان والجبروت.
فقد تعلمنا منه ومن ثورته الكثير، وإحياؤنا لمنهجه وذكرى استشهاده هو إحياء لمبادئه وتطبيقها عمليًّا، وعلّمنا كيف أن الدم ينتصر على السيف، وكيف أن القضية تنتصر..
قتل الحسين ولكن مبادئه لا زالت تجري في عروقنا..
ونحن في اليمن مستضعفون ومظلومون من قِبل دول العدوان، الذين قتلونا ودمّـرونا ولكننا انتصرنا ليس لقوتنا وكثرة عددنا وعُدتنا، ولكن انتصرنا؛ لأَنَّنا حملنا نفسَ المبادئ التي حملها الحسين؛ لأَنَّنا ظُلمنا نفس الظلم الذي ظُلمه الحسين، فمهما بلغت قوتهم ستضمحل وتؤول إلى الزوال، كما زال يزيد وابن زياد.
وكما انتصرت مبادئ الحسين في صنعاء ستنتصر في مأرب وتعز والساحل الغربي وعدن وبقية محافظات اليمن المحتلّة..
ولكن هنا نصيحة..
بعد أن قام الأنصارُ بالثورة الحسينية وحملوا مبادئَها ضد الخونة والعملاء والإصلاحيين والعفافيش ومسكوا الحكم وأصبحت الشرعية بأيديهم وزمام الأمر آل إليهم، بفضل الحسين ومبادئه، والتفاف الشعب حولهم ومناصرتهم ليس حبًا فيهم ولكن حباً في المبادئ التي حملوها، مبادئ الحسين، مبادئ الحق، مبادئ العدالة..
فما على أنصار الله إلا أن يتمثلوا الحسين في عدالته ومبادئه ومنهجيته وثورته، فالثورة الحسينية لا تعترفُ إلا بأهلها الأوفياء الصادقين.