كربلاء الحسين وكربلاء العصر .. بقلم/ عبدالمجيد البهال
الحديث عن كربلاء وعاشوراء وعن الإمَـام الحُسَين -عَلَيْهِ السَّلَامُ- هو حديث عن أهل البيت (عليهم السلام)؛ كونه أحد الخمسة أهل الكساء، وحديث عن الصحابة رضي الله عنهم كونه صحابياً، وكم نسمع من كلامٍ عن الصحابة والدفاع عنهم ضد من يسبهم ويشتمهم استناداً إلى الادِّعاء أن هناك من يسب الصحابة رضي الله عنهم، فكيف بقتل خامس أهل الكساء عند البعض والصحابي الجليل عن البعض الآخر الإمَـام الحُسَين -عَلَيْهِ السَّلَامُ- وذبحه على الطريقة الداعشية في هذا العصر بعد حصاره ومنع الماء عنه حتى جفت كبده، فأين الدفاعُ عن هذا الصحابي ضد من قتله وحاصره بالموقف منهم؟؛ لأَنَّ الجميع قد غادر الدنيا؟
أين الحديث عن حقوق الإنسان وقد قُتل ابنه الرضيع ذبحاً بسهم كأنه قذيفة؟ وفُجعت النساء وأُخذن سبايا؟ لماذا لا يكون هناك حديثٌ عن مظلوميته؟
أين العلماء وبقية المسلمين من كربلاء؟ ألم يسمعوا قول الله تعالى: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا) فكيف حين يكون هذا المؤمن المقتول عمداً هو الحسين ابن بنت رسول الله!
ألم يسأل الناس أنفسهم لماذا قُتل الإمَـام الحُسَين -عَلَيْهِ السَّلَامُ-؟ وكيف قُتل؟ ولو تأملوا لوجدوا أنه قُتل؛ لأَنَّه أمر بالقسط وقُتل كما قُتل الأنبياء، قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآَيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} وقُتل بتحالف بين السلطات الظالمة وأوباش التكفيريين وأعدموه بطريقة داعش اليوم بقطع رأسه -عَلَيْهِ السَّلَامُ-.