شركاءُ الجريمة رغم قعودهم .. بقلم/ أبو زيد الهلالي
من وحي من أوحى لنا دروساً، من وحي عاشوراء نستشفُّ ما يشفي صدوراً مُلِئَتْ حُزنًا شَدِيدًا؛ لما تراه من سقوط عظماء الأُمَّــة الإسلامية واحداً تلو الآخر وبسيوفٍ محسوبة على هذا الإسلام حتى كان آخر عظيم سقط هو صاحب هذا الوحي نفسه الذي تجددت فيه كربلاء الأمس الشهيد القائد/ حسين بدر الدين الحوثي.
وبينما نحن نبحثُ عن المجرمين والتعرف على كُـلّ المرتكبين لمثل هذه الجرائم وجدنا حلقة ناقصة فلا يمكن للمجرمين ارتكاب جرائمهم مع العظماء بكل هذه السهولة.
فكان وحي الشهيد القائد في دروس وحي عاشوراء خير إجَابَة فقال -رحمة الله وسلامه عليه-:
[الجرائم ليست في العادة هي نتيجة عمل طرف واحد فقط، المجرمون من جهة، المضلون من جهة يجنون، والمفرِّطون والمقصرون والمتوانون واللائباليون هم أَيْـضاً يجنون من طرف آخر، فالجريمة مشتركة، الجريمة مشتركة من أول يوم حصل الانحراف بمسيرة هذه الأُمَّــة عن هدي القرآن، وهدي رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)، وكيف يمكن أن يسمع الناس منطق الحق ثم نراهم في يوم من الأيّام يقفون في وجه الحق، في صف الباطل].
طرفان كانا شريكين في كُـلّ كربلاء في كُـلّ عصر، الطرف الأول هم المجرمون أنفسهم، حَيثُ كان لهم الدور في مواجهة أهل الحق.
لكن هناك طرف ثان لو لم يكن موجوداً لما كان الطرف الأول تمكّن إلى ما تمكّن إليه هم المفرِّطون والمقصرون والمتوانون واللائباليون.
فأنت بتقصيرك وأنت بتفريطك أنت بسكوتك كنت الرافد الأول لتمكين هذا المجرم.
حقاً أنت لم تنصر الباطل ولكنك خذلت الحق فكنت أنت من نصر الباطل وأنت جالس.
من هنا تعرف أن كربلاء اشترك فيها كُـلّ المحايدين والمقصِّرين والمفرطين.
وكما يجيب الشهيد القائد عن أسئلة متى يكون التفريط وما هو منبعه قائلاً: [التفريط إنما هذا منبعه: يوم أن يسمع الناس الكلام، ويسمعون التوجيهات ويسمعون منطق الحق ثم لا يهتمون ولا يبالون، ولا يعطون كُـلّ قضية ما تستحقه من الأهميّة].
فيجب أن نتعلم من الدروس السابقة خطورة وعواقب التفريط والتقصير وأن لا ننتظر حتى نسمع من أهل الحق نداء هل من ناصر ينصرني وأن نفهم أن الاستجابة بعد وقوع الحدث لا تجدي نفعاً.
والتفريط اليوم يعتبر تمكيناً لأمريكا وإسرائيل وهم أسوأ من معاوية وأسوأ من يزيد خَاصَّة ونحن في منعطف تاريخي خطير جِـدًّا الحذر كُـلّ الحذر.