عواقبُ التفريط.. بقلم / عبدالرحمن المرادي
أبناء هذا البلد التي مرت وتمر أمامهم الكثير من الأحداث والقضايا والمناسبات المهمة ثم لا يهتمون بها ولا ينطلقون لمواجهتها من منطلق المسؤولية التي وجدوا في هذه الحياة مِن أجلِها وغير مستشعرين خطورة عواقب التفريط بتلك الأحداث، وجدناهم ليسوا فقط ضحية تفريطهم بل في موقف أسوأ بكثير من ذلك الموقف، رأيناهم يُساقون جنوداً للباطل في مواجهة الحق، فمثلاً ألم نرَ أُولئك الذين تنصلوا عن واجبهم في الدفاع عن عزة وكرامة وسيادة وحرية بلدنا طيلة ثمانية أعوام من العدوان الغاشم على شعبنا وفرطوا في الاستجابة لداعي الحق بعد أن سمعوا تلك التوجيهات، ألم نراهم في ميادين نصر الباطل يصدون عن أن تكون كلمة الله هي العليا؟، ولو تأملنا وعُدنا إلى دراسة الأسباب الأولى للأحداث لوجدنا أن تفريطهم هو امتداد لذلك التفريط الذي ارتكبه أهل الكوفة للإمَام الحُسَين (عَلَيْهِ السَّلَامُ) الذي هو نتاج ذلك الانحراف الذي ظلت آثاره السيئة وتداعياته تضرب أمتنا على امتداد التاريخ وإلى يومنا هذا.
وكما قال الشاعر:
هذه نتائج نقص في إيمَـان الأُمَّــة والولاء
كذلك التفريط في توجيه خير المرسلين
فمن كانوا قد بايعوا مسلم بن عقيل في الكوفة على الولاء والسمع والطاعة وجدناهُم في طليعة جيش يزيد في كربلاء، ومن كانوا يدّعون الوطنية ويقسمون على بذل الأرواح دفاعاً عن اليمن سرعان ما رأيناهُم في صفوف العمالة والارتزاق.
إذا فكل الذين استكانوا وتخاذلوا وفرطوا وجعلوا أرضهم وعرضهم وكرامتهم وحريتهم ودينهم للغازي المحتلّ يسرح ويمرح فيها كيفما شاء هم ليسوا إلا امتداداً لأُولئك الذين لو لم يخذلوا الحسين وفرّطوا به وتنصلوا عن نصرته وتذبذبوا قبيل حدوث تلك الفاجعة المؤلمة التي كانت نتيجة خِذلانهم وتفريطهم ما كان لذلك الدخيل على الإسلام والمسلمين أن تتحقّق لهُ غاياته وآماله وما كان هؤلاء نسخةً وامتداداً لأُولئك المتخاذلين المفرطين.