عندما خضعت الأُمَّــةُ ليزيد.. بقلم / د. شعفل علي عمير
عندما يكونُ الأَسَاسُ الذي يرتكزُ عليه أي مشروع -سواءٌ أكان هذا المشروع مادياً متمثلاً بالهياكل المادية كالبناء المعماري أَو مشروعاً روحياً يهتم بتربة الجانب الروحي وتعزيز جوانبه الإيمَـانية- فَـإنَّ أي اختلال في هذين الكيانين المادي والروحي يؤثر على قوتها ومتانتها ومقاومتها لمختلف الظروف وتعتمد استدامتها على قوة ومتانة أَسَاسها التي انطلقت من خلالها.
عندما يكون هناك تفريط في هذين الكيانين (الروحي أَو المادي) فَـإنَّ أثره المنظور سيكون بلا شك خطيراً، فقد ينهدم البناء المادي ويموت من كان فيه وكذلك قد يختل الجانب الروحي وهو الأخطر والأكثر أثراً فيكون كُـلّ المجتمع ضحيةً لهذا الخلل الروحي والفكري.
وعلى هذا الأَسَاس فَـإنَّنا نلاحظ بأن التيارات الدينية والفكرية المتطرفة كانت نتاجَ هذا الاختلال الروحي الذي أسّسه يزيد بن معاوية عندما أخضع الأُمَّــة لنزواته الشيطانية وتمرده على الدين وأوجد له ولمنهجه أتباعاً ومناصرين حرصوا على ديمومَة هذا الانحراف عن منهج الحق.
ولم تصل الأُمَّــة الإسلامية إلى ما وصلت إليه إلَّا نتيجة سكوتها عن الظلم وتوليها للظالمين، وهذه حقيقة يستمر تأثيرها ويمتد أثرها السلبي على الأُمَّــة متمثلاً في استمرار الظلم واستمراء الخنوع للظالمين.
وفي قراءة للأحداث التي وقعت في ماضي الأُمَّــة نجد أنها الجذور التي أسست لحاضر مهين وواقعها السلبي الذي عكس ماضيها وكان نتاجاً حقيقياً لتفريط الأُمَّــة في ما هو لها من حرية وكرامة.
لم يكن المسلمون آنذاك في جهل عن حقيقة أن معاوية وابنه يزيد في ضلال وقد دعوا دماءهم وكرامتهم جزاء خِذلانهم لسيدنا الحسين -عَلَيْهِ السَّلَامُ- وجنوا على الأجيال من بعدهم فامتد أثرُ هذا السكوت والخذلان إلى يومنا هذا.
واستمرت ثورةُ سيدنا الحسين -عَلَيْهِ السَّلَامُ- لتقولَ كلمة الحق وتبعثَ في الأُمَّــة روحَ الحرية وتحييَ فيها روحَ الجهاد وتعزز فيها عقيدةَ التولي لمن أمرنا الله -سبحانه وتعالى- بتوليهم؛ لأَنَّ مصيبة