العجري: لا حَـلّ إلا بمعالجة الملف الإنساني وزيارتُنا لروسيا تعزز التوجّـه المشترك ضد السلوك الأمريكي
في حديث لوكالة “سبوتنيك”:
المسيرة: متابعات
أكّـد عضوُ الوفد الوطني، عبد الملك العجري، على أولويةِ معالجة المِلف الإنساني قبل التوجّـه نحو الحل السياسي، وأوضح أن زيارةَ الوفد لروسيا تأتي في سياق تعزيزِ العلاقات بين صنعاء وموسكو، لا سِـيَّـما مع بروز القواسم المشتركة بينهما في مواجهة السلوك الأمريكي في المنطقة والعالم.
وقال العجري في حديث لوكالة الأنباء الروسية “سبوتنيك”: إن الخطوة الإنسانية هي الأهم الآن في الملف اليمني، وهي تتعلق بدفع المرتبات ورفع الحصار عن الموانئ، مشدّدًا على أن “الخطوة الأولى نحو السلام أن يعود الوضع إلى ما كان عليه سابقًا فيما يتعلق بالاقتصاد، وإعادة المرتبات والخدمات الأَسَاسية، والنفط والغاز، حتى يتم تهيئة الأجواء لمناخ إيجابي يساعد على التسوية السياسية”.
وتتمسك صنعاء بضرورة فصل الملف الإنساني عن الملفات السياسية والعسكرية، لكن تحالف العدوان ورعاته يحاولون الالتفاف على ذلك، لاستخدام الحقوق الإنسانية المشروعة لليمنيين كأوراق ضغط ومساومة للحصول على تنازلات سياسية وعسكرية من صنعاء.
وتحدث العجري عن زيارة الوفد الوطني مؤخّراً لروسيا مُشيراً إلى أن “جاءت بدعوة كريمة من الأصدقاء في موسكو، وهي الزيارة الثالثة للوفد الوطني اليمني إلى روسيا خلال السنوات الثلاث الماضية، وتأتي دائماً في إطار الاهتمامات المشتركة وتعزيز العلاقات الثنائية”.
وبحسب الوكالة الروسية فقد أوضح العجري أن أهميّة هذه الزيارة تأتي من “الإدراك المشترك لأهميّة تنسيق المواقف لمواجهة البلطجة الأمريكية، والسياسات العدائية الغربية، التي تهدّد ليس فقط أمن واستقرار دول الإقليم والدول النامية والصغيرة، وإنما تشكل خطراً على أمن واستقرار دول كبرى، كروسيا والصين”.
وَأَضَـافَ العجري أن المشاركة الفاعلة لروسيا يمكن أن تحدث نوعاً من التوازن في الملف اليمني، خُصُوصاً وأنها “مقبولة من كُـلّ الأطراف اليمنية، ويمكن أن تكون جزءاً فاعلاً في عملية السلام، وفي دعم التهدئة والدفع بالاهتمام بالأمور الإنسانية؛ لأَنَّ علاقاتها جيدة مع كُـلّ أطراف النزاع”.
وأكّـد أن هناك مشتركات بين موسكو وصنعاء فيما يتعلق بمواجهة الصلف الأمريكي، لا سِـيَّـما بعد أحداث أوكرانيا، مُضيفاً أن “اليمن كما هو معروف منطقة مهمة بالنسبة لكثير من المصالح الحيوية للعالم، فهي تقف على ممر بحري مهم، وتتحكم بهذا الممر، وتؤثر على أسواق الطاقة والتي هي من أهم المعارك القائمة الآن”.
وتأتي زيارات الوفد الوطني لروسيا في سياق كسر العزلة الدبلوماسية التي حاول تحالف العدوان فرضها على البلد منذ بداية الحرب، وهو إنجاز يحملُ أبعاداً مهمة؛ لأَنَّه يفتح آفاقاً جديدة لمواجهة الهيمنة الأمريكية التي تتحكم بطريقة وأُسلُـوب التعاطي الدولي مع ملف اليمن.