دولُ العدوان وديمومةُ الصراع بين اليمنيين..بقلم/ د. شعفل علي عمير
سؤالٌ يجبُ أن نقفَ أمامه للتأمل فيما ينتهجُه هذا العدوانُ من أساليبَ خبيثةٍ في اليمن، والتي ظهرت بكل وضوح من خلالِ ممارستِهم العمليةِ في الأراضي اليمنية.
سعت دولُ العدوان إلى تجنيدِ اليمنيين ضد بعضهم، وعملت على إنشاء ما يسمى الجيش الوطني والذي أوكلت إليه مهمة تهيئة الساحة اليمنية أمام هذه الدول حتى يتاحَ لها نهبُ ثروات الشعب اليمني دون أن تغامرَ بجيوشها، فكانت توهم بعضَ المغرر بهم بأنها أتت لاستعادة ما يسمى (الشرعية)، أما البعضُ الآخرُ -وخَاصَّة من نخب الجيش السابق- فقد كانوا يعرفون مسبقًا ما تريدُه دولُ العدوان من اليمن بل وشاركوا في التخطيط لهذه المؤامرة.
كانت سواحل اليمن وثرواته المعدنية أهم الأهداف التي سعت إليها هذه الدول وحتى تستمر في نهب ثروات اليمني والسيطرة على منافذها وموانئها وجزرها كان لزاماً عليها أن توجد صراعاتٍ مُستمرّةً بين اليمنيين؛ لانشغالهم عَمَّا يدورُ ويحاكُ من مؤامرة تستهدفُهم جميعاً، أوجدت مشاكلَ وخلافاتٍ بين مكونين أحداهما مدعومٌ سعوديّاً والآخر مدعوم إماراتياً ودون أي خلاف سعوديّ إماراتي تتصارعُ أجنحتها وعملاؤها فيما بينهم.
ألم تعِ هذه الأطراف أنها أصبحت دُمًى تتلاعبُ بها الدولُ التي تحتلُّ الأراضي اليمنية؟ ألم تعِ هذه الأطرافُ المتصارعةُ بأن العدوَّ الحقيقيَّ يسعى إلى استنزافهم وإفراغهم من عواملِ القوة؛ لتَسهُلَ السيطرةُ عليهم، فقد كان هدفُهم -وما زال- في حشرِ ما يسمى بالجيش اليمني وكل القوى التي تتبع دولَ العدوان ودفعِهم لمقاتلة إخوانهم من الجيش واللجان الشعبيّة هو استنزافاً لليمنيين، سواءٌ أكانوا عملاء تابعين لهم أَو خصوماً مدافعين عن وطنهم كما هو حال الجيش واللجان الشعبيّة.
الهدفُ واحدٌ؛ لأَنَّ المكونات التابعة لدول العدوان وكذلك الجيش واللجان الشعبيّة تعتبرهما دولُ العدوان أعداءً وتود لو أن تجتَثُّهم من الأرض، مع فارق أن أحدَهما عدوُّ الحاضر والمستقبل وهم الجيش واللجان الشعبيّة والآخر عدوُّ المستقبل وهم عملاؤهم الذين عهدت إليهم مقاتلةَ إخوانهم من الجيش واللجان الشعبيّة الذين يتصدّون لمشروعهم الخبيث.