هُدنة مخادعة وعدٌّ تنازلي لرد مُزلزل..بقلم/ فهد شاكر أبو رأس
لا جديد يذكر حتى الآن بخصوص الهُدنة الأممية، ولا تزال أهدافها وبنودها تتأرجح حتى اللحظة بين التزام صنعاء، وانتهاكات دول العدوان، وعرقلتها لاستحقاقاتها الإنسانية، بينما يغط المبعوث الأممي في نوم عميق، متناسياً كُـلّ تلك الوعود المطروحة من قِبل الأمم المتحدة عبر مبعوثها، بخصوص تكثيف جهود العمل في إيجاد الضمان الذي يضمن التنفيذ الكامل والشامل لالتزامات الهُدنة الأممية واستحقاقاتها الإنسانية، أَو التوصل إلى اتّفاق هُدنة موسع، يكون من شأنه إتاحة المجال لإيجاد الآلية الصحيحة لصرف رواتب الموظفين، وتكثيف وجهات السفر وتسيير المزيد من الرحلات التجارية من وإلى مطار صنعاء الدولي، والعمل على توفير الوقود أَو حتى تنظيم تدفقه إلى ميناء الحديدة، كمدخل لتهيئة الأجواء المساعدة في إيجاد فرص تفاوض أكثر بخصوص وقف إطلاق النار وبشكل شامل وكامل، والتحضير لاستئناف العملية السياسية؛ مِن أجلِ الوصول بذلك إلى السلام العادل والمستدام، إلا أن الدبلوماسية الأممية والأمم المتحدة مرهونة بالأجندة الأمريكية، ولذلك فَـإنَّ استئناف الأمم المتحدة للنشاط السياسي لن يكون إلا إذَا ما جاء الوقت الضائع وبدأ العد العكسي للساعات الأخيرة من عمر الهُدنة؛ بهَدفِ تمديدها أَو التجاهل لها، إيذاناً بموجة جديدة من التصعيد العسكري لقوى العدوان، وهذا الأمر غير مستبعد أبداً، وإن انشغلت دول العدوان في الأيّام الأخيرة بمشاريع التصفية والتجريف لأدواتها المنتهية الصلاحية في محافظة شبوة وغيرها من المحافظات اليمنية المحتلّة؛ مِن أجلِ توطيد الاحتلال لبلدنا وتكريس دعائم السيطرة فيه على منابع النفط والثروة.