كواليسُ الصراع السعوديّ الإماراتي وخطرُ دخول أمريكا اليمن..بقلم/ أيوب أحمد هادي
تتسارع وتيرة الأحداث الميدانية والسياسية جنوب وشرق اليمن، تنفيذاً لأجندة تحالف العدوان بقيادة أمريكا لتكريس الاحتلال والسيطرة على منابع النفط والثروة، في شبوة وحضرموت مراكز الاستقطاب وبؤر الصراع بين أجنحة العمالة والارتزاق، على أن النتائج لا يمكن قياسها حتى الآن بتقدم طرف على حساب الطرف الآخر، فثمة وسائل أُخرى للحرب “أمنية واقتصادية”، قد تضع المناطق المحتلّة في مهب احتمالات لا حصر لها في ظل تدهور الخدمات وانكشاف أهداف الخارج وأطماعه، وفي هذا السياق تحذير من هيئة رئاسة مجلس النواب من التحَرّكات الغربية المريبة والأدوار المشبوهة لمجلس الثمانية الخونة في تمرير المشاريع الهادفة إلى تقسيم وتجزئة الوطن.
فما كشفه المبعوث الأمريكي إلى اليمن، تيم ليندركينغ، هو كواليس لصراع إماراتي –سعوديّ في الهلال النفطي لليمن..
ليأتي ذلك الصراع في أعقاب أسبوعين من المعارك الدامية بين فصائلهما في شرق البلاد.
وفي التصريح الجديد للمبعوث الأمريكي إلى اليمن والذي قال فيه بأنه ناقش مع السفير السعوديّ في اليمن، محمد آل جابر، سبل التهدئة في شبوة وكان ذلك اللقاء عقب تهديد الإصلاح بالتقدم صوب مدينة عتق بعد أَيَّـام من خسارتها على أيدي الفصائل المدعومة إماراتياً.
ويأتي هذا اللقاء ضمن حراك يقوده المبعوث الأمريكي منذ أَيَّـام في محاولة لاحتواء معارك شبوة التي تقترب من حقول النفط التي تشغلها شركات نفط أمريكية، حَيثُ أعلن ليندركينغ في وقتٍ سابق طلبه من مسؤولين إماراتيين التهدئة في شبوة واعتماد الحوار لحل القضايا.
وتشير مؤشرات مسار الحراك الأمريكي إلى حجم الخلافات بين الحليفتين وهو ما كشفته مصادر دبلوماسية عن إبرام أمريكا، صفقة جديدة، بين الإمارات والسعوديّة تقضي بإبقاء حضرموت المجاورة للسعوديّة ضمن خارطتها السياسية الحالية وتسليم الإمارات محافظة شبوة، وبهذه المناسبة أصدرت الدولتين توجيهات لفصائلهما في وقت سابق بوقف معارك العبر وعقب تلك التوجيهات شهدت الأوضاع الميدانية هدوءًا تاماً باستثناء قصف مدفعي متبادل وفق مصادر ميدانية.
ويشكل ملف المناطق النفطية خلافات سعوديّة –إماراتية منذ أغسطُس من العام 2019م عندما دفعت الإمارات بأتباعها في المجلس الانتقالي للانقلاب على الحكومة المدعومة سعوديًّا وُصُـولاً إلى إبرام اتّفاق الرياض الذي وعد خلاله محمد بن سلمان بمنح الإمارات حق تشغيل منشأة الغاز المسال مقابل وعود بتوحيد الفصائل.. وجاء التصعيد العسكري الأخير مع دفع أطراف دولية نحو تسوية شاملة في اليمن ما يشير إلى أن أبوظبي التي انتزعت سيطرتها على جزيرة سقطرى تحاول تعزيز مكاسبها بمحافظة نفطية مقارنة بحضرموت والمهرة للسعوديّة.
فيظهر لنا من خلال ما حدث في المهرة وشبوة وسقطرى بأن كيان الاحتلال السعوإماراتي يتطلع إلى استغلال المناطق المحتلّة شرق وجنوب اليمن لما فيها من ثروات نفطية ومعدنية وموارد طبيعية بشكل دقيق ومدروس، لتغذية خزينته بأكبر قدر من الأموال، غير أن التحديات التي تواجه هذا الملف من ناحية قطاع الخدمات تجعل من تصدير تلك الثروات عبر الممرات البرية وَالبحرية أمراً يحتاج لدراسة أدق، لذلك لجأ كيان الاحتلال السعوإماراتي إلى تهيئة الأجواء أمام الأمريكيين لدخول تلك المناطق والبدء في تنفيذ مخطّطات السطو التي أعدها الاحتلال السعوإماراتي.
ليقترب الخطر الذي تحدث عنه الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- في إحدى ملازمه والذي لو تأملنا فيها قليلًا فسنجد أن الشهيد القائد -رضوان الله عليه- قد حذرنا من تبعات دخول أمريكا اليمن وصور لنا دخول ذلك الفيروس إلى اليمن في مواقف وأحداث مفصلة في نظرة استباقية لتلك الأحداث وها نحن نراها اليوم تتحقّق بالحرف الواحد.
وهذا يعطينا دلالةً واضحة على أن السكوت والتخاذل عن مقارعة هذا الكيان الغاشم وأتباعه سيحول بيننا وبين السلام والاطمئنان وستتحول حياتنا إلى جحيم لا يحمد عقباه؛ باعتبَار الصوت الحر المناهض لهذا الاحتلال تأكيداً لتنامي الوعي بمخطّطات الأعداء واتساع دائرة الصمود لتحرير الأرض واستعادة السيادة التي يسودها الهدوء والأمن والاستقرار، فماذا أنتم فاعلون يا شعب الجنوب؟!.