كيف يُنهب من يُحاصَر؟!..بقلم/ أحمد العماد
قالوا ما في باطن هذه الأرض من نفطٍ وغازٍ وثروات، خالصةٌ لدول تحالفنا ومحرمةٌ على اليمنيين، وإن تكن مساعدات غذائية فاسدة أَو أدوية منتهية الصلاحية فهم فيها شركاء.
نعم.. إنها قوانين أممية جاهلية حديثة، قاعدتها المعتمدة في ذلك: (الكيل بمكيالين).
ففي الوقت الذي تحتجز دول العدوان سفن المشتقات النفطية التابعة لليمن -برغم حصولها على تصريحات أممية- يتم شحن سفنٍ تابعة لدول العدوان أَيْـضاً بملايين البراميل من النفط اليمني وملايين الأطنان المترية من الغاز المنزلي، حَيثُ بلغ إجمالي ما نهبته دول العدوان خلال السبعة الأشهر الماضية ابتداءً من يناير إلى أغسطُس 2022م، 337 ألف طن متري من الغاز المنزلي وأكثر من 18 مليون برميل من النفط بقيمة (ملياري دولار) أي ما يعادل (تريليون ومائتي مليون ريال يمني) تكفي لدفع مرتبات الموظفين لعام كامل.
وهنا قد يستغرب البعض كيف يُنهب من يُحاصَر؟! نقول: لا غرابة، فالذي يحاصرنا من المشتقات النفطية، والذي ينهب حقولنا النفطية والغازية هو العدوّ نفسه الذي أخبرنا الله عنه بأنه أشد الناس عداوةً لنا، وأنه لا يريد أن ينزَل علينا أي خيرٍ من ربنا، وهو بحصاره لنا ونهبه لثرواتنا إنما يحاول أن يحقّق ما عجز عن تحقيقه عسكريًّا.
ولكن.. من فشل في الميدان العسكري فهو في غيره أفشل، واليد التي امتدت لنهب ثرواتنا ستقطع عن قريب وليس هناك ما يحول بيننا وبين ذلك إلا هُدنة اقترب تاريخ انقضائها، وما قاله رئيس الوفد الوطني، من أنه: سيتم التدخل لمنع من ينهب ثروات بلادنا عسكريًّا فور انتهاء الهُدنة، ليس كلاماً لمُجَـرّد التهديد، بل هو أمرٌ سينفذ في حينه، ومن يحاصرنا اليوم لن يلج غداً من مضيق المندب حتى يلج الجمل في سم الخياط، فمن اعتدى علينا سنعتدي عليه ونمرغ أنفه في الوحل، ومن حاصرنا سنحاصره، وإن غداً لناظره قريب.