الدفعات العسكرية.. وعدُ الله الصادق..بقلم/ دينا الرميمة
ليس خافياً على أحد كيف عمل النظام السعوديّ ومن خلفه أمريكا على التدمير الممنهج للجيش اليمني وهيكلته وتمزيقه بالإضافة إلى تدمير منظومة الدفاع الجوي منذ وقت مبكر كخطوة استباقية لغزو اليمن في حال رفضها الهيمنة الخارجية بتواطؤ مع الأنظمة السابقة التي أتاحت لهم التحكم باليمن وسلب إرادتها، ونعلم جليًّا كيف حاول السفير الأمريكي سحب حتى سلاح الكلاشينكوف من السوق اليمنية وهم بذلك إنما أرادوا شل قوة اليمنيين المعروف منذ القدم بأنه شعب لا يتخلى عن سلاحه الشخصي.
ومع بداية العدوان على اليمن كان القضاء على بقية منصات الصواريخ الباليستية هو أول اهتماماتهم وَبعد يومين فقط أعلن ناطقهم العسيري أنهم تمكّنوا من تدمير ٩٨٪ منها! ظنوا بذلك أنهم شلوا قوة اليمن، ما سيجعل اليمنيون يرفعون راية الاستسلام، لكن ذلك لم يكن لهم، حيث إن اليمنيين الأحرار من كُـلّ القبائل اليمنية جندوا أنفسهم للدفاع عن اليمن وسيادته بسلاحهم الشخصي والذي تطور إلى مَـا هو أكبر، مع استمرار العدوان، ومن ثم فتحت أبواب التجنيد والتدريب والتأهيل للدورات العسكرية والقتالية تحت إشراف وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة وشهدنا تخرج العديد من الدفعات العسكرية، أضف إلى تطوير الصناعات العسكرية التي استطاعت أن تنتج أسلحة قتالية نوعية من الكلاشنكوف إلى الصاروخ الباليستي ومنظومة الدفاع الجوي والطيران المسيَّر كان لها بالغ الأثر في ميدان المواجهة وأفشلت رهانات العدوّ في كُـلّ المحاور والجبهات، مما جعل دول العدوان تبادر إلى طلب الهُدنة من اليمن وهذا بحد ذاته يعتبر نصراً كَبيراً.
وفي الوقت الذي اعتقدت دول العدوان أن الهُدنة ستجعل اليمنيون يقفون حيث هم عليه، فقد كانت محل استغلال كبير في التدريب والتأهيل المركز وتخريج العدد من الدفعات ذات الجاهزية العالية للذود عن اليمن وصد أية مستجدات على الصعيد العسكري.
كان بالوعي والبصيرة والثقافة القرآنية هم السلاح الأول الذي تسلحوا به قبل التسليح العسكري كما ذكر ذلك الرئيس مهدي المشاط في كثير من خطاباته التي ألقاها في حفلات التخرج التي حضرها لبعض من هذه الدفعات التي دشّـن بها العام الهجري الجديد وفيها الدور الكبير لأبطال اليمن الذين وصفهم بالصخرة الصماء التي تحطمت عليها كُـلّ مؤامرات الأعداء وَسحقت كبريائهم وداسوا على كرامتهم كما داسوا أعلامهم بأقدامهم، مؤكّـداً أن جهود المنظومة العسكرية وما حققته من انتصارات غيرت في المزاج الدولي من خلال ما يسمعه من الزوار والسفراء!!
وأشَارَ إلى أن المسار التدريبي سيستمر وبوتيرة عالية ومتصاعدة في جميع المناطق العسكرية، فكثرة العرق توفر قطرة الدم في الميدان؛ مِن أجلِ رفع معاناة الشعب ونيل حقه في العيش الكريم، مؤكّـداً على المهمة الجسيمة والعظيمة التي تقع على عاتق الجميع في صون وحدة هذا البلد وسيادته واستقلاله وسلامة أراضيه، ليكون حراً مستقلاً كامل السيادة على كُـلّ التراب الوطني الذي يسيل لعاب البريطاني والأمريكي والفرنسي المتواجدون اليوم في حضرموت والمهرة وشبوة.
وفي الوقت الذي فيه اليمنيون يتسابقون للذود عن أرضهم واستطاعوا كسر هيبة الجيش السعوديّ الذي عُدّ خامس الجيوش الأقوى في العالم هم دائماً يستنجدون بالأمريكي يطلبونه صد هجمات اليمنيين عليهم وهو الذي لم يقصر معهم فجميعهم يهدفون إلى السيطرة على اليمن لكنهم سيفشلون، فالأمريكي الذي يشارك اليوم في مناورات الغضب العارم في نيوم مع الجيش السعوديّ إنما هي فقط لرفع معنوياتهم المحطمة وَستكون عنواناً للهروب الطويل ولن تقي السعوديّة دفاعات أمريكا الجوية التي تمنيها بها من ضربات اليد الطولى للقوة الصاروخية اليمنية في حال استمروا بالحصار والعدوان على الشعب اليمني الذي له كامل الحق في الدفاع عن سيادة أرضه وكرامته وله كامل الحق في الوقوف مع أبناء الشعب الفلسطيني والذي كان أحد أسباب العدوان على اليمن، وبالوعي والبصيرة والصبر سننال في اليمن حريتنا واستقلالنا؛ لأَنَّنا أصبحنا أشد رهبة في صدورهم من الله الذي له العزة ولرسوله وللمؤمنين.