التحَرُّكُ الأمريكي في حضرموت.. أبعادٌ ودلالات..بقلم/ منصور البكالي
لكل تحَرُّكٍ أهدافٌ ومقاصدُ وأبعادٌ وقوى يتحَرّك بها أَو يعملُ على تحريكها؛ لتلبية مطامعه ومصالحه وتطلعاته وتنفيذ أجندته ومخطّطاته أكانت مشروعة أم غير مشروعة.
وللتحَرّك الأمريكي في العدوان على اليمن أهدافٌ ومقاصد وأبعاد تكشفها اليوم تحَرُّكاته في المحافظات والمناطق اليمنية المحتلّة، منها نموذج تحَرّكه الأخير في محافظة حضرموت ولقاء وفده العسكري بالمسؤولين في مديرية بروم ميفع التي ناقش فيها الجوانب الأمنية والعسكرية وغيرها، وما سبقها من تحَرُّكات وتواجد في قصر المعاشيق وما حوله بمدينة عدن تحت مبرّرات حماية مكان إقامة العميل المستقيل هادي، وحكومة المدعو معين وما يسمى بالمجلس الرئاسي المشكل حديثاً، إضافة إلى تحَرّكاته السابقة في أكثر من محافظة محتلّة.
انتقالُ الوجود العسكري الأمريكي من قواعده ومعسكراته على الأراضي اليمنية، إلى تكثيف ذلك التواجد في أكثر من محافظة ومباشرة النزول الميداني بالبزات العسكرية وعقد لقاءات بالمسؤولين اليمنيين في درجة مدير عام مديرية ومدير أمن أَو بحث وما شابه يعتبر تكراراً للنموذج الأمريكي “بريمر” الذي باشر الحكم في العراق بعد احتلالها، وارتكب أبشع الجرائم بحق الشعب العراقي وأذل قاداتها ووجهاتها بطريقة لم يسبق لها مثيل في التاريخ، إلا أن الفارق في الحالة اليمنية أنه يعتمد في تنفيذ مخطّطاته على أدواته الميدانية التي يوجهها من موقعها في المسؤولية، عكس ما كان عليه في العراق الذي كان يباشر هو تنفيذ تلك الجرائم بحق كُـلّ الأحرار فيها.
لقاءُ الوفد الأمريكي بمسؤولين على هذه الدرجة يعتبر خطوةً أمريكيةً جديدة تتيح لها ولمخالبها ودروعِها المحلية من الخونة والعملاء، مباشَرَةَ الحكم والرقابة على السلطات المحلية والتدخل في شؤونها وأدائها وتوجيهها في تلك المحافظات والمديريات والعزل والقرى لتنفيذ أجندة المحتلّ الأمريكي ومخطّطاته المنطلقة لسلب إرادَة الشعوب ونهب ومصادرة ثروتها ومقدراتها، بل ولاجتثاث قيم الحرية والكرامة، والقمع المبكر لأصوات الأحرار وتكميم الأفواه، ووأد أي تحَرّك مناهض لتواجد قواته العسكرية ومختلف قوى الاحتلال الأجنبية المساعدة له في حضرموت أَو غيرها، خشية من تكرار مظاهر التحَرّك الثوري المتصاعد في مركز محافظة المهرة عتق التي تشهد اعتصامات وتظاهرات ووقفات متواصلة بقيادة الشيخ علي الحريزي، لمناهضة التواجد العسكري للقوات الأجنبية والمطالبة برحيلها وخروجها من الأراضي اليمنية.
أبعادُ هذا التحَرّك يتزامَنُ مع نجاحِ قوى العدوان في الحصول على موافقة صنعاء بالدخول في هُدنة ثالثة لمدة شهرين، وتوهَّمت أنها تمهد الطريق أمامها للانفراد بالمحافظات اليمنية المحتلّة ونهب ثرواتها ومقدراتها النفطية والغازية والسيطرة على سواحلها وجزرها وموانئها، حال الانتقال إلى مرحلة من الهُدنة طويلة الأمد بشروط أكانت أَو بغيرها، تعيق فيها معركة التحرير التي يقودها الجيشُ اليمني واللجان الشعبيّة تحت قيادة قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- والقيادة السياسية والعسكرية في صنعاء، وتمنع من تمددها ووصولها إلى عُمق المحافظات والمناطق اليمنية المحتلّة، جنوبي وشرقي اليمن.