جيوشٌ لم تُبنَ بالعقيدة الإيمَـانية لا تحمي أوطاناً..بقلم/ يحيى صالح الحَمامي
الجيوش التي تتبناها أجندة وتُقسّم بين السياسيين ولم تُبنَ بالعقيدة الإيمَـانية لا تجدي نفعاً وبالذات عندما تحمل ولاء التبعية أكثر من الولاء الوطني فهذه الجيوش عالة وكارثة تحل على الشعب والوطن وخطأ كبير في تدريبها بالذات عند تأهيل قادة ألويتها بولاء التبعية لا تحمي الوطن وتظل تبع أشخاص تحيا بحياتها وتموت بمماتها.
الجيش اليمني السابق من حَيثُ العدد والكم الهائل في جميع الوحدات والمحاور لم تكن موحدة في الصف فكانت عبارة عن ألوية مفككة ولم تكُن تحت أمر القيادة الواحدة والموحدة، فما الفائدة من كثر عددها وكثر التسميات وإنما تبنتها القيادة السابقة لقمع الشعب والعروض العسكرية لا غير والنهاية مُخزية لم تحم الوطن ولم تحم المواطن، فالقوام العسكري عبارة عن ألوية ومحاور هشة سريعة الكسر في أية مواجهة حتى وإن ملكت القدرات والعتاد لن تُحقّق النصر حتى مع أضعف الجيوش وهذا ما لمسناه من الجيش العائلي السابق المهول والذي تقسم بين قادات حزبية وسياسية ووصل التقسيم لهم مالياً وإدارياً، من أين ستحمي هذه الجيوش وطنها وكيف تعرف واجبها؟
الثورة اليمنية والإيمَـانية الحقيقية التي قام بها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- لم تكُن ثورة سياسية أَو ثورة تغيير نظام رئاسي فقط وإنما ثورة تغيير واقع وموقف اليمنيين، ثورة أتت بنهوض الأُمَّــة من غفلتها وتصحيح المسار إلى طريق الحق والعزة والكرامة التي خلقنا الله بها كمسلمين وطمس الطريق التي أَدَّت باليمنيين إلى الركود الفكري ونتج عنها الذل والخوف من السياسات الغربية والأُورُوبية.
الثورة الإيمَـانية أتت لتحريك الأُمَّــة وتحديد موقف جهادي ضد طُغاةُ الأرض أمريكا ومن يدور في فلكها، فالثورة يمنية إيمَـانية بحتة ترسخت دعائمها بالدم اليمني الطاهر النقي وأتت على قدمٍ وساق تحت قيادة يمنية حيدرية إيمَـانية صادقة مع الله والشعب والوطن من أعلام الهدى وأتت من نهج القرآن عبر المسيرة القرآنية في زمن الضعف والعجز والفشل لكثير من الأحزاب والقادة العرب التي أصبحت تتقرب إلى اليهود وتخفض جناح الذل وتبذل أموال شعوبها وهم صاغرون.
الثورة الإيمَـانية أتت في وقت صعب وحرج سياسيًّا منها تفكك الجيش وتنافر الكثير من أبناء الشعب، حَيثُ إن الغزوَ الفكري قد تعمق وسيطر على الكثير.
فالثورة الإيمَـانية واجهت الكثير من الصعوبات في الساحة اليمنية من حَيثُ الهجمات الإعلامية الشرسة والتحريض من الداخل والخارج ففشلوا مما جن جنون أمريكا وحلفائها وتم الهجوم العسكري ولكن قيادة الثورة جمعت ما تبقى من شتات الجيش وحركت الكثير من الثقافيين بالتأهيل والتدريب العسكري والتحشيد ورفد الجبهات من أبناء القبائل اليمنية، مَا شكل جيشاً في وقت زمني قصير مسنوداً باللجان الشعبيّة وبعد ذلك ألتحق البعض من أفراد وضباط وقادة من جيش اليمن الأحرار فتحولت إلى صخرة قوية مرّغَت أقوى الجيوش في تراب اليمن وأحرقت أفخر الصناعات الأمريكية بالولاعات.
عندما تحَرّك الجيش واللجان تحت قيادة من أعلام الهدى ورفع المعنوية وواجهوا بأبسط الإمْكَانيات “فوقهم فوقهم كموم الكموم” مَا أعجز خبراء الحرب من جيش أمريكا وبريطانيا ودول الخليج وانسحب بلاك ووتر والجنجويد وَصمدوا في وجه جيش اليمن المرتزِق وخاضوا معركة مفتوحة في البر والبحر والجو بِأبسط الإمْكَانيات -بقوة الله سبحانه وتعالى- فالجيوش المتسلحة بالإيمَـان أقوى وأفتك من الجيوش التي تمتلك القدرات والعتاد ولم تمتلك الإيمَـان، فموقف القيادة الإيمَـانية واضح مع أبناء اليمن موقف الدفاع عن الأرض والعرض وأتى الصمود الإلهي في صبر والمواجهة في الحرب ويُعتبر هذا التمكين نصراً من الله، قال الله تعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا، وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ).