حرب إقليمية كبرى.. هل تجرؤ السعودية على إشعالها؟ ومن ستواجه قواتُها في سوريا؟
صدى المسيرة/ محمد الباشا
نشرت صحيفة “الإندبندنت” موضوعاً لخبير الشؤون الدفاعية “كيم سينغوبتا” تحت عنوان “تداعيات إرْسَال المملكة العربية السعودية قوات برية على الحرب الأهلية في سوريا”.
القوات التي سترسلها المملكة تحت يافطة مكافحة “داعش” قد تجد أنها في مواجهة مع حلفاء النظام السوري مثل مقاتلي حزب الله وهو موقف ملتهب، كما قال الخبير كيم سينغوبتا.
وأوضح سينغوبتا أن القوات السعودية ستجد أنها في مواجهة مشتعلة مع حلفاء النظام السوري بدلاً عن مواجهة عناصر جماعة “داعش”.
وأشار الكاتبُ إلَى أن إرْسَال هذه القوات لن تقتصر تداعياته على ما سمّاها الحرب الأهلية في سوريا، بل ستمتد للمنطقة بأسرها، ويضيف أن هذه الخطوة تأتي في الوقت الذي تراجعت فيه الآمال بالتوصل إلَى حل سلمي للأزمة بعد انهيار محادثات جنيف والتقدم الذي حققته قوات النظام في حلب.
تركيا بوابة حشد السعودية وحلفائها للتدخل
خطط المملكة للتدريبات العسكرية كجُزء من إعدادها لما يسمى بمكافحة جماعة “داعش” في سوريا، كشف عنها مصدران سعوديان مطلعان، بأن عدد المتدربين قد يصل إلَى 150 ألف جندي، وأن معظم الأفراد سعوديون مع قوات مصرية وسودانية وأردنية داخل المملكة حالياً.
وبحسب شبكة CNN، التزمت المغرب بإرْسَال قوات إلَى جانب تركيا والكويت والإمارات العربية المتحدة وقطر، ومنذ أسبوعين عيّن السعوديون والأتراك قيادة للقوات المشتركة التي ستدخل سوريا من الشمال عبر تركيا.
وتشمل قائمة الدول الآسيوية المشاركة ماليزيا وإندونيسيا وبروناي والتي أسست قيادة مشتركة لم تعلن عنها حتى الآن، ومن المتوقع أن تكون ماليزيا أول من ترسل قواتها من هذا الثلاثي إلَى السعودية.
وأعلنت السعودية مشاركتها في 119 طلعة جوية منذ انضمامها إلَى التحالف في الـ23 من سبتمبر 2014، وأن آخر طلب من التحالف للمشاركة في إحدى الطلعات كان في الأول من يناير الماضي، ما يدفع المسؤولين في المملكة لرؤية أن الضربات الجوية لم تُنفذ بكامل كثافتها وفعاليتها.
دخول قوات سعودية لسوريا سيشعل حرباً إقليمية كبرى
وحذر أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام محسن رضائي بان دخول السعودية الحرب في سوريا سيؤدي إلَى اشعال كُلّ المنطقة ومن بينها السعودية، وربما وقوع حرب اقليمية كبرى.
وبحسب وكالة “فارس” فقد كتب رضائي في صفحته الشخصية على الانستغرام، انه وبعد هزيمة “داعش” والنُّصرة في العراق (الرمادي) وسوريا (خاصة حلب)، قررت السعودية واميركا إرْسَال الجنود السعوديين إلَى سوريا لإنقاذ البقية الباقية من التكفيريين ومواجهة الجيش السوري.
وأضاف، أنه من المحتمل في مثل هذه الحالة، حدوث مواجهة بين روسيا وتركيا والسعودية ومن ثم دخول اميركا على الخط ووقوع حرب اقليمية كبرى.
السعودية لا تجرؤ على إرْسَال قوات برية إلَى سوريا
وأكد القائدُ العام لقوات حرس الثورة الاسلامية اللواء محمد علي جعفري بأن السعودية لا تجرؤ على إرْسَال قوات عسكرية إلَى سوريا، ولو فعلت فإنها ستقدم على الانتحار.
وقال جعفري: إن الانتصارات الاخيرة في سوريا لجبهة المقاومة والهزائم المتلاحقة للجبهة المقابلة قد قلبت كُلّ حساباتهم. وأضاف: لقد تصوروا انهم بدعمهم اللوجيستي والمالي (للجماعات المسلحة) يمكنهم الحصول على امتياز في سوريا الا أن الانتصارات الاخيرة لجبهة المقاومة قد قلبت كُلّ حساباتهم.
المتآمرون يئسوا بعد انتصاراتنا فقرروا المشاركة بأنفسهم
ورداً على سؤال حول إعلان النظام السعودي استعداده لإرْسَال قوات إلَى سوريا قال المعلم إن “التصريحات السعودية لها أساس حيث كانت هناك مراكز أبحاث في الولايات المتحدة وتصريحات لوزير الدفاع الأمیركي تطالب بتشكيل قوات برية لمحاربة داعش؛ لأن الولايات المتحدة لا تريد أن تتعاون مع الجيش العربي السوري الذي يكافح داعش، ومن الطبيعي أن تستجيب السعودية والسؤال هو: ماذا فعلت السعودية في اليمن وهل أفلحت.. إنها دمرت ولم تبق حجراً على حجر”.
أي معتد سيعود بصناديق خشبية إلَى بلاده
وشدد المعلم على أن أي تدخل بري في الأراضي السورية دون موافقة الحكومة هو عدوان.. والعدوان يستوجب مقاومته التي تصبح واجباً على كُلّ مواطن سوري و”نؤكد أن أي معتد سيعود بصناديق خشبية إلَى بلاده”.
وأضاف المعلم إن “السعودية تنفذ إرادة أمیركية ولكن يبدو بعد انتصارات الجيش العربي السوري يئس المتآمرون والممولون من أدواتهم في الميدان وقرروا أن يدخلوا بأنفسهم وأنا أستبعد أن يشاركوا بما يقولون عنه بقوات برية ولكن في ذات الوقت أراجع قراراتهم المجنونة التي اتخذت ليس ضد اليمن فقط بل في مناطق أخرى ولذلك لا شيء مستبعداً”.
المشترك بين تصرفات “داعش” والسعودية نابعٌ من الثقافة الوهابية
وأكد المعلم أن هناك مشتركات بين تصرفات تنظيم داعش والسعودية مثل الجلد وقطع الرؤوس وهي ثقافة وهابية ومع ذلك تصر الولايات المتحدة على تحالفها مع السعودية.
وذكر نائب رئيس مجلس الوزراء أنه ليس هناك تغيير في الموقف الأردني وقوافل الإرهابيين ما زالت تعبر من الأردن إلَى سورية ولكن باتجاه واحد؛ لأن من يعبر بالعكس يقتل.