الهُـدنة.. وسيلةُ حرب..بقلم/ أحمد العماد
استخدمت دولُ العدوان كُـلَّ أساليب الحرب في عدوانها على اليمن، من ترهيبٍ، وترغيب وتضليل، وحربٍ ناعمة، ورياح باردة، وحرب إعلامية، واقتصادية، ونقل بنك، وحصار، وإغلاق للمطار وغيرها -مع أنها كلها غير مشروعة- وحين نفد كُـلّ ما لديها من أساليب ولم تستطع من خلالها إخضاعَ الشعب اليمني والسيطرة عليه، دفعت بمبعوثها الأممي للتوسط بهُـدنةٍ مؤقتة لمدة شهرين، وافق عليها الطرف الوطني بشروطٍ كان أهمها: فتح المطار أمام الرحلات الجوية، والسماح بمرور سفن المشتقات النفطية المحتجزة، وإيقاف إطلاق النار، وتم اتّفاقُ الأطراف على ذلك، ولكن الطرف الآخر لم يفِ بمعظم ما تم الاتّفاقُ عليه، حتى شارفت المدةُ على الانتهاء فسارعت دول العدوان للدفع بمبعوثها للتوسط مرّة أُخرى؛ مِن أجلِ تمديد الهُـدنة، متجاهلةً عدم وفائها في المرّة الأولى.
وافق الطرفُ الوطني على التمديد، محمّلاً الأممَ المتحدة ومبعوثَها المسؤولية تجاه أية خروقات لشروط الهُـدنة من قِبل تحالف العدوان.
وانقضت الفترة الثانية بنفس نتائجِ سابقتها، غير أن المبعوثَ الأممي ظهر بكل وقاحةٍ يشيد بنجاحها وهو على يقينٍ أنها لم تنجح، وفي الطلب الثالث للتمديد، رفع الطرف الوطني من سقف مطالبه وشروطه، مستنداً إلى قوّته العسكرية التي ظهرت قبل انقضاء فترة التمديد الثانية بأيامٍ قليلة، وكان أهم تلك الشروط: دفع المرتبات لكل الموظفين منذ انقطاعها وُصُـولاً إلى عام 2022م وتم الموافقة على بحث آلية لذلك، واليوم، وبعد مرور ثلث الفترة من عمر الهُـدنة الثالثة، لا يبدو من دول العدوان أنها تريد الوفاء بما تم الاتّفاق عليه، فهي إلى اليوم لم تصل إلى آلية لتسليم مرتبات الموظفين، وهذا يعني أنها لا تنظر إلى الهُـدنة أنها التزام يجب عليها الوفاء به، بل تنظر إليها على أنها وسيلة من وسائل عدوانها على اليمن واليمنيين.
لذلك.. على دول العدوان أن تفهم بأن المفاجآت التي تحدّث عنها الرئيس المشاط -في خطابه أمام العرض العسكري لدفعة (أولي البأس الشديد)- قد تكون واحدة منها: عدم القبول بأي تمديدٍ آخر للهُـدنة، والتوجّـه لخيار الحرب، وهو ما لا تريده دول العدوان وعلى رأسهم الولايات المتحدة المنشغلة بالحرب الروسية على (أوكرانيا).
وبالتالي.. لا يمكن أن يمنع دول العدوان -وعلى رأسهم السعوديّة والإمارات- من التعرُّضِ لمفاجآت اليمن الصاروخية والمسيّرة إلّا برفع الحصار، وفتح المطار، ودفع المرتبات، وإيقاف العدوان، وخروج القوات الأجنبية من كُـلّ شبرٍ من أرض اليمن.