اختتامُ المؤتمر العلمي بالبيضاء وتوصياتٌ برفع مستوى البحث العلمي وإنشاء جامعات نوعية متخصصة
المسيرة – محمد المنصور
أوصى المؤتمرُ العلميُّ بحافظة البيضاء بإنشاء مراكز بحثية بالجامعات تسهمُ في تطوير ورفع مستوى البحث العلمي، كما أوصى المؤتمر بإيصال البحوث إلى الجامعات وَالمراكز البحثية وأصحاب القرار للاستفادة منها وتنفيذ ما يمكن تنفيذه عمليًّا.
وانعقد المؤتمر العلمي الثالث بجامعة البيضاء ولمدة يومين أواخر الأسبوع الماضي تحت شعار (الجامعات البحثية.. الواقع والطموح) برعاية رئيس الوزراء الدكتور عبد العزيز بن حبتور، ومعالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي الشيخ حسين علي حازب، ومحافظ البيضاء عبد الله علي إدريس.
وتناول المؤتمرُ خمسة محاور علمية (العلوم الطبيعية، العلوم الإنسانية، العلوم التربوية، العلوم الإدارية، العلوم الرياضية)، وذلك بمشاركة 232، مشاركًا، وَ(29) جامعة، منها (19) جامعة يمنية (صنعاء، عدن، تعز، حضرموت، الحديدة، سيئون، إب، ذمار، حجّـة، عمران، أبين، صعدة، الرازي، البيضاء، 21 سبتمبر، السعيدة، جينيس، بلقيس اليمن، مركز يمن أورجانيك اليمن) وَ (10) جامعات عربية ودولية (الهند، السودان، لبنان، المغرب، الجزائر، العراق)، إضافة إلى مشاركة وزارة الزراعة والري.
ومن ضمن التوصيات التي خرج بها المؤتمر ضرورة الإعداد للقاء موسع مع رجال المال والأعمال والجهات المانحة لتمويل مصفوفة احتياجات الجامعة، تخصيص أراضٍ للجامعة من أملاك الدولة، إضافة إلى إعادة النظر في ميزانية الجامعة، وَتوحيد ودمج قانون الجامعات الحكومية وقانون التعليم العالي.
كما أوصى المؤتمر بإشراك الجامعات في عملية تعديل القانون واللوائح، حَيثُ تتضمن التعديلات المقترحة إنشاءُ جامعات نوعية متخصصة تتضمن التعديلات ووضع حلول عملية للعلاقات بين الجامعات والسلطات المحلية تكرس التعاون والتنسيق وتنهي وضع المواجهة، إضافة إلى تشكيل لجنة من الباحثين والخبراء لبلورة وعمل دراسات وورش علمية لتفعيل دور جامعة البيضاء كجامعة بحثية، وَترجمة نتائج الأبحاث في الجوانب الطبية والزراعية وَالصناعية والاستفادة منها لتطوير الموارد الطبيعية في هذه المجالات.
ومن التوصيات كذلك إقامةُ الندوات التوعوية في المرافق التعليمية للحفاظ على التعاليم والأخلاق الإسلامية، والاهتمامُ بالتراث وَالموروث الشعبي شعره وَنثره وَالحفاظ على المناطق التاريخية وَالأثرية، إلى جانب الاهتمام باللُّغة العربية والابتعاد عن استعمال الألفاظ الأجنبية وعدم اعتبارها علامةً على التقدم والتحضر، مع قيام شركات توزيع الأدوية اليمنية بزيادة الاهتمام بتطوير نظام اليقظة الاستراتيجية بكافة أبعادها (التنافسية والتكنولوجية والتجارية والبيئية) للحصول على المعلومات الضرورية وتحقيق الأسبقية التنافسية.
وأوصى المؤتمرُ كذلك بالتزامِ قيادة المؤسّسات اليمنية بممارسة العدالة التنظيمية من خلال إتاحة الفرصة للعاملين للمشاركة في صنع القرارات الإدارية المتعلقة بعملهم في المؤسّسة، إلى جانب ضرورة تدريب وتأهيل الكوادر العاملة بمكاتب المراجعة الخارجية اليمنية بصورة مُستمرّة لمواكبة التطورات الحديثة للحد من ممارسات المحاسبة الإبداعية، إضافة إلى الاستمرار في إقامة المؤتمرات العلمية في العلوم الرياضية، في الجامعات اليمنية، وعقد مؤتمر علمي بالشراكة بين جامعة البيضاء ووزارة الشباب والرياضة، وكذا الاهتمام بأقسام وكليات التربية البدنية والرياضية في الجامعات اليمنية؛ باعتبَارها من التخصصات النادرة.
المؤتمر كذلك أوصى بدعم البحوث الرياضية في مجالات التدريب والإعلام والإدارة والفسيولوجيا وعلم النفس والطب الرياضي، وكذا إدراج مادة التربية الرياضية كمادة أَسَاسية في المدارس؛ لاستيعاب خريجي التخصص، ولتفعيل الرياضة المدرسية؛ كونها الرافدَ الرئيس للأندية والمنتخبات الوطنية.
انتصارٌ للجبهة التعليمية
وَاعتبر وزير التعليم العالي، الشيخ حسين حازب، أن انعقادَ المؤتمر يُعَدُّ نجاحاً كَبيراً وانتصاراً للجبهة التعليمية في البيضاء، لافتاً إلى ما حقّقته جامعة البيضاء من نجاحات ملموسة، وصمود الكادر الأكاديمي والإداري الذي أفشل مساعي العدوان لتعطيل العملية التعليمية.
وأكّـد حازب حرصَ الوزارة على دعم الجامعة، بما يمكّنها من أداء رسالتها العلمية والمجتمعية، وتخريج الكوادر المؤهلة في مختلف التخصصات، منوِّهًا إلى أن تدشينَ المؤتمر يتزامن مع افتتاح كليات وأقسام تخصصية، معلناً بشكل رسمي افتتاح كلية الطب في جامعة البيضاء.
من جانبه، أشاد محافظ البيضاء عبد الله إدريس، بالتطور الذي تشهده الجامعة رغم العدوان والحصار، مثمناً صمود كوادرها وفتح مسارات الدراسات العليا والتعليم المُستمرّ.
وأشَارَ إلى أهميّة المؤتمر العلمي الثالث لتبادل الخبرات والاستفادة من نتائج البحوث والتجارب السابقة بما يسهم في الارتقاء بدور الجامعة العلمي والتنموي، مؤكّـداً حرص السلطة المحلية على دعم كافة الجهود المبذولة في هذا الجانب.
بدوره، ثمن نائب وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس الهيئة الاستشارية لمجلة جامعة البيضاء الأدوار التي تقوم بها الجامعة كواجهة للصمود في الجبهة التعليمية، من خلال مشاركة العدد الكبير من البحوث العلمية والوطنية والدولية، معتبرًا انعقادَ المؤتمر شاهداً على ذلك، ما لفت إلى أن الجامعة شهدت نقلة نوعية في مختلف المجالات، بدءاً بإصدار اللوائح التنظيمية وعقد المؤتمرين العلميين الأول والثاني، ووُصُـولاً إلى مؤتمر علمي ثالث.
مشاركةٌ عربية ودولية
وعلى صعيد متصل، أشار رئيس جامعة البيضاء، الدكتور أحمد أحمد العرامي، إلى أهميّة المؤتمر الذي شارك فيه عددٌ كبيرٌ من الباحثين من جامعات يمنية وعربية ودولية مختلفة عبر تقنيات التواصل عن بُعد، موضحًا أن المؤتمرَ ناقَشَ العديدَ من الأبحاث في مجالات العلوم الإنسانية والتطبيقية والتربوية، والرياضية، والإدارية، وثمّن كُـلَّ الجهود الداعمة لاستمرار العملية التعليمية في الجامعة وتحقيق أهدافها في خدمة المجتمع.
وأكّـد على سعي الجامعة لتحقيق المزيد من الإنجازات التي تخدُمُ مسيرة التعليم الأكاديمي.
بدوره، أكّـد رئيس جامعة صعدة، الدكتور عبدالرحيم الحُمران، في كلمته أن انعقادَ المؤتمر العلمي الثالث في جامعة البيضاء يؤكّـد أن العمليةَ التعليمية ستستمرُّ رغم كُـلّ محاولات إفشالها من قبل قوى العدوان والمرتزِقة، في حين أكّـد نائب رئيس مجلس أمناء الجامعة، عبدالله أبو الرجال، على أهميّة تكاتف الجهود لمساندة جامعة البيضاء وتوفير الاحتياجات والمتطلبات اللازمة في كليات الجامعة، وتطرق إلى النجاحات التي تحقّقت فيها، رغم التحديات التي تمُرُّ بها البلاد في ظل الأوضاع الراهنة جراء العدوان والحصار.
وأُلقيت كلمةٌ عن الضيوف ألقاها الدكتور محمود محمد الشعبي، وكلمة عن الشخصيات الاجتماعية ألقاها محمد جار الله سكران رئيس اللجنة المجتمعية وكلمة الشخصيات الاجتماعية ألقاها الشيخ علي زيد الملجمي، وقد تحدثوا عن مراحل المؤتمر ومحاوره وكيفية المشاركة من مختلف القطاعات.
وأشاروا إلى أهميّةِ انعقاد المؤتمر لدعم الأبحاث العلمية وتفعيل الدور المهم للجامعات في خدمة المجتمع، مؤكّـدين أهميّة استشعار الجميع للمسؤولية في دعم الجامعة والنهوض بواقع العملية التعليمية.
وأشَارَ رئيسُ اللجنة العلمية للمؤتمر، الأُستاذ الدكتور محمد حسين الآنسي، إلى أن استمرار عقد المؤتمر بشكل سنوي جاء نتيجةً للتوصيات المنبثقة عن المؤتمرين السابقين واستعرض مراحل الإعداد للمؤتمر بدءاً بالإعلان عنه ومُرورًا بتحكيم الأبحاث وانتهاء بالمراجعة تمهيداً لنشرها في المجلة العلمية للجامعة، مؤكّـداً على المهنية وَالجدية في عمل اللجنة الذي انعكس في رفضِ 35 بحثاً.