مهرجانُ “وحدة الساحات” في فلسطين وبيروت ودمشق
تأكيداً على نهج الجهاد والمقاومة..
المسيرة | متابعات
شارك عشراتُ الآلاف من الجماهير الفلسطينية والعربية، مساء الخميس، في مهرجان كبير نظمته حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في خمس ساحات “غزة، ورفح، وجنين، ودمشق، وبيروت” بوقت متزامن، تحت عنوان “وحدة الساحات.. الطريق إلى القدس”، لتأبين شهداء معركة “وحدة الساحات” التي خاضتها “سرايا القدس” ضد جيش الاحتلال الصهيوني، وتأكيداً على نهج الجهاد والمقاومة.
ورفع المشاركون في المهرجان الجماهيري الحاشد صور شهداء معركة وحدة الساحات تتوسطهم صور القائدين الشهيدين تيسير الجعبري (أبو محمود)، وخالد منصور (أبو الراغب)، فيما تزيّنت منصّة المهرجان بصورة جميع شهداء المعركة لا سِـيَّـما الأطفال والنساء، إضافة إلى علم فلسطين ورايات “الجهاد الإسلامي”.
وتخلّل المهرجان كلمة للأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة “أبو طارق”، وكلمة المتحدث العسكري باسم “سرايا القدس” أبو حمزة، وكلمة عوائل الشهداء والقوى الوطنية والإسلامية.
بدروه، أكّـد النخالة: أنّ “الشعب الفلسطيني لم ينكسر يوماً للقتلة والمجرمين وسبقي مُستمرّا وصامدًا دفاعًا عن أرضه ومقدساته”.
ووعد النخالة بالاستمرار في القتال حتى يرحل الأعداء قائلًا: “أنتم قتلة ومجرمون ومن يساندكم ومن يصمت إذعانا لكم باسم السلام المدنس والذليل، أنتم تمثلون قمة العلو والإفساد ليس في بلادنا فقط بل في العالم كله”.
وَأَضَـافَ “الشعب الفلسطيني يسجّل كُـلّ يوم ملحمة جديدة في مواجهة العدوان الصهيوني على امتداد الوطن وفي كُـلّ مكان”.
وجدّد النخالة التأكيد أنّ “الشعب الفلسطيني لا ينكسر ولا يستسلم ولا يساوم وستبقى رايات جهادنا مشرعة عالية تعانق السماء وأراها اليوم أكثر حضورًا من أي يوم مضى، إنها بركة دماء الشهداء تنمو وتزدهر، إنهم شهداء لا يموتون وتبقى قاماتهم عالية بيننا”.
وأوضح النخالة أنّه “حين يقف الشعب الفلسطيني للدفاع عن نفسه تنبري أقلامُ الكَتَبة المأجورين وبعض الفضائيات تهاجم المقاومين والمقاومة وتصفها بالمغامرة وأنها لا تهتم بشعبها وحاجاته المعيشية”.
وبيّن النخالة أنّ “حاجة الشعب الفلسطيني الأَسَاسية هي الحرية والتحرّر من الاحتلال الذي يحاصرنا في غزة، وندفع فاتورة هذا الحصار يوميًّا من المرض والجوع والقهر والموت”.
وأضاف: “عدد موتانا يوميًّا من المرض في غزة أكثر من عدد الشهداء الذين يُقتلون في أي عدوان صهيوني على شعبنا”، متسائلاً: “كم يجب أن ندفع من أرواحنا طوعًا ليرضى عنا الاحتلال ويسمح لنا أن نعمل خدمًا وعبيدًا لديه في أرضنا، كم يجب علينا أن نقدّم ضحايا للعدو من أبنائنا ونصمت ليرضى عنا ونصبح حائزين على جوائز وتصاريح للعمل في أرضنا المغتصبة؟!”.
وعن قوى المقاومة، قال النخالة: إنّ “قوى المقاومة، بكافة مسمياتها وعناوينها هي وحدة واحدة في مواجهة العدوّ الصهيوني، مع إشارته إلى أنَّ الأخير حاول أنْ يبثّ سمومه، ويثير النعرات الحزبية والمناطقية في صفوف شعبنا”.
وشدّد على أنَّ غرفة العمليات المشتركة ما زالت حاجة وطنية، يجب الحفاظ عليها وتعزيزها.
كما، أكّـد النخالة، أنّ العدوّ ما زال يتملّص من التزاماته التي قطعها للراعي المصري، محملاً العدوّ “الإسرائيلي” المسؤولية الكاملة حيال ذلك، كما شدّد على أنَّ المقاومة في الضفة الغربية المحتلّة هي امتداد لمقاومة الشعب الفلسطيني في كُـلّ ساحات فلسطين، وهي تتكامل مع بعضها في مواجهة العدوّ.
وأوضح النخالة أن “العدوّ حرص على أن يمزق وحدتنا على مدار الوقت، فأتت هذه المعركة لتؤكّـد من جديد على وحدة المقاومة في كُـلّ ساحات المواجهة، فلا فصل بين ما يجري في الضفة من مقاومة، وما يجري في غزة”.
وذكر النخالة، أنّ “وحدة الساحات” فتحت آفاقًا لشعبنا الفلسطيني في الشتات، ليعمل حتى يكون جزءًا مهمًّا في المعارك القادمة مع العدوّ. كذلك كانت تعبيرًا حقيقيًّا وصادقًا للشعارات التي نرفعها، بأن شعبنا واحد، ومصيرنا واحد، ومسؤوليتنا واحدة.
وشكر النخالة “إيران وسوريا وقطر واليمن ولبنان ومصر التي كان لها دور مهم في لجم العدوان”، وَأَضَـافَ “نوجّه التحيّة الخَاصَّة للإخوة في حزب الله والسيد حسن نصرالله الذي ردّ على تهديدات العدوّ الصهيوني وما زال يدعم المقاومة في فلسطين”.
سرايا القدس – كتيبة جنين: معركةُ وحدة الساحات لم تنتهِ بعدُ
كما تخلّل المهرجان كلمة للمتحدث باسم سرايا القدس- كتيبة جنين، حَيثُ أكّـد أنّ معركة وحدة الساحات لم تنتهِ ووحدة المقاومة لم تنتهِ، وأنّ الكتيبة بجنين تمكّنت من تنفيذ كمين محكم لقوة من جيش الاحتلال، وإصابة جندي من جيش الاحتلال.
أبو حمزة: “وحدةُ الساحات” كسرت هيبةَ المحتلّ وبجعبتنا ما يسوءُ وجهَ “إسرائيل”
كما أكّـد “أبو حمزة” الناطق العسكري باسم “سرايا القدس” الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، في كلمة له خلال المهرجان، أنّ “سرايا القدس” في جعبتها الكثير مما يسوء وجوه قادة العدوّ ويجعلهم يندمون على اللحظة التي يفكرون فيها المساس بقيادة المقاومة.
وتابع أبو حمزة: “الصليات الصاروخية جعلت جيش العدوّ ومعه قطعان المستوطنين تحت الأرض يتوسلون وقف النار.. النار التي ألهبت قلب بيت العنكبوت، ولقد حاول العدوّ بأدوات مختلفة تأليب الحاضنة الشعبيّة للمقاومة التي تحطمت على صخرة وعيها وصمودها وكبريائها كُـلّ المؤامرات”.
وَأَضَـافَ أبو حمزة: “إننا في سرايا القدس عاهدنا ربنا وشعبنا بعدم السكوت على الدم الفلسطيني، وعدم التهاون أمام عذابات الأسرى وانتهاك المسرى، وفي سبيل ذلك قدمنا في هذه المعركة -معركة وحدة الساحات- قادة كبارًا عظامًا وقف المحتلّ أمام جهادهم صاغرًا ذليلاً لعشرات السنين”.
وأردف أبو حمزة قائلًا: “قد يكون في قادم الأيّام ما يظهر حجم الذعر الذي استوطن جنود العدوّ الذين فروا كما الجرذان تحت ضربات مجاهدينا الأبرار من مواقعهم العسكرية كمن يتخطّفه الموت”، موجهًا “التحية للأذرع العسكرية التي شاركتنا ميدان المواجهة في وحدة الساحات، كما نوجّه السلام للشعوب العربية والإسلامية جمعاء التي كانت معنا سندًا خلال العدوان”.
وتحدث في الاحتفال أَيْـضاً القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أحمد المدلل، والأمين العام للجبهة الشعبيّة – القيادة العامة طلال ناجي، ووالد الشهيد أمجد العزمي من جنين.