الهُدنة بعيون أمريكا..بقلم/ أحمد العماد
تودُّ الولاياتُ المتحدةُ الأمريكيةُ مَنْعَ القوات اليمنية في صنعاء من مواصَلَةِ معركتها العسكرية لتحرير كامل الأراضي اليمنية المحتلّة، وذلك بواسطة الهُدنة التي توسط بها وبتمديدها للمرة الثالثة مبعوث الأمم المتحدة الأمريكية أيضاً!
فالهُدنةُ في نظر أمريكا أشبهُ بأغلالٍ كُبِّلت بها القوات اليمنية التي ترى أن من أهمِّ مبادئها وقيمها الدينية والأخلاقية الالتزامَ بالعُهُود والمواثيق، ولذلك بقيت ملتزمة ببنود الهُدنة وشروطها على الرغم من الخروقات التي تحصل من قبل الطرف الآخر.
فالمتأمل للتحَرّكات الأمريكية في شبوة، وحضرموت، وتأجيجها للصراع بين الأدوات الموالية للسعوديّة والأُخرى الموالية للإمارات والدعم لبعضها ضد بعض، يجد أن أمريكا لم تسعَ للوصول للهُدنة خوفاً على إراقة المزيد من دماء اليمنيين، لا، فالدماء التي تسفك في المحافظات الجنوبية هي دماء يمنية أَيْـضاً.
لكنها وجدت في الهُدنة أنها وفّرت لها الأجواء المناسبة للتحَرّك بحرية في المحافظات الجنوبية والشرقية -وذلك هو ما تزامن مع بدء الهُدنة- دون خوفٍ على جنودها، وسفنها التي تنهب النفط، وشركاتها المنقبة له، من صواريخ ومسيَّرات الجيش اليمني.
وأيضاً، هي تحاولُ اغتنامُ فرصة الهُدنة، لترتيب أوراقها، والتخلص من عملائها كحزب الإصلاح- الذي ترى أنه فشل في تحقيق ما طُلب منه- واستبداله بعملاءَ أكثرَ ولاءً وإخلاصاً في تحقيقِ ما عجز عنه حزبُ “الإصلاح” قبلهم -كما ترى-!
وهنا ينبغي القول: إن هذه الحسابات التي تراهنُ عليها أمريكا حساباتٌ خاطئة، فإذا كانت القوات الأمريكية، ودفاعاتها الجوية المتواجدة في السعوديّة والإمارات -على الرغم من كثرتها وتطورها- لم تستطع أن تمنعَ صواريخَنا البالستية وطائراتنا المسيّرة من الوصول إلى النفط السعوديّ والإماراتي، ولم تستطع منعَها من ضرب مطارات أبها وجدة وأبوظبي ودبي، فهي حتماً، لن تستطيعَ أن تمنعَ صواريخَنا وطائراتنا وجحافلَ جيشنا من انتزاع حُقُول النفط في شبوة وحضرموت ومأرب، ومن تحريرِ كُـلّ شبرٍ محتلٍّ من أيدي حفنةٍ من الأمريكيين وعملائهم الخونة.
وإذا كان الأمريكيون قد استطاعوا الفرارَ من سفارتِهم المشؤومةِ في صنعاءَ، فربما لا يحالِفُهم الحَظُّ ولا يسعفهم الوقتُ هذه المرّة في حضرموت وشبوة وغيرهما من المناطق التي دنّسوها بأقدامهم النجسة، وقد يصبحون أمام خيارَين لا ثالثَ لهما، إمَّا أن يُدفَنوا في مقبرة الغزاة، وإما أن يقعوا رهائنَ في أيدي أبطال الجيش واللجان، الذين لا يؤخِّرهم عن تحقيق ذلك إلا أغلالُ هُدنةٍ سيكسرونها عن قريب، وحينئذٍ، سيعلمُ الأمريكانُ وحلفاؤهم أنهم أينما يكونون تدركهم قواتُنا الصاروخية والعسكرية ولو كانوا في قواعدَ عسكريةٍ مشيّدة! (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ).