الهُدنة أمام انتهاك السيادة..بقلم/ محمود المغربي
وافقت القيادةُ في صنعاء على تمديد الهُدنة للمرة الثالثة معتمدةً على ضمانات عربية ودولية غير مكتوبة تلتزم بتنفيذ شروط الأنصار والتي هي شروط ومطالب إنسانية الهدفُ منها تخفيفُ المعاناة عن أبناء الشعب اليمني ولم يكن للأنصار فيها مصالحُ أَو مطالبُ أَو فوائدُ خَاصَّة أَو شخصية.
إنَّ أغلبَ أبناء الشعب اليمني ملتزمون بالتسليم المطلق للقيادة الحكيمة التي لم تخذل الوطن ولا هذا الشعب في يوم من الأيّام وكانت ولا تزال تتخذ الخيارات الناجحة والسلمية والحريصة على مصالح الوطن والمواطن دون النظر في مصلحة الأنصار.
نحن كشعب لم نجد أية مصلحة قد تحقّقت من هذه الهُدنة كما أننا نهتم بالأشياء الملموسة ولا نهتم بالأشياء والمصالح الخفية التي قد تتحقّق من استمرار الهُدنة والتي تدركها القيادة السياسية والعسكرية.
ومع مرور الثلث من وقت الهُدنة الثالثة لا يبدو أن تحالف العدوان قد التزم بشيء مما تم طرحه فلا رواتب دُفعت ولا رحلات جوية تم الالتزام بها، وقبل أيام كان هناك بيانٌ من شركة النفط تشكو استمرارَ تحالف العدوان في احتجاز السفن النفطية.
ولا وجودَ لشيء قد تحقّق سوى قيام صنعاء بالالتزام بما عليها وتوريد إيرادات جمارك ميناء الحديدة إلى فرع البنك المركزي في الحديدة يتم تخصيصُها لدفع رواتب موظفي الدولة دون وجود خطوات مماثلة من الطرف الآخر.
والأهم والأسوأ من ذلك هو استمرار تحالف العدوان في عدوانه على اليمن بطرُقٍ مختلفة، لكن الغاية والأهداف واحدة وهي الاستمرار في نهب الأرض والثروات اليمنية وتنفيذ مخطّطات التقسيم والتمزيق للأرض وللكيان اليمني والذي ازداد في أَيَّـام الهُدنة.
والأخطر من ذلك هو وصول قوات أمريكية وفرنسية إلى الأجزاء الجنوبية والشرقية للجمهورية اليمنية وقيام دولة الإمارات بالسيطرة على حقول النفط والغاز في شبوة وتجديد عقود باطلة واستئناف نهب الغاز اليمني وتنفيذ عمليات عسكرية وضربات جوية على مناطق يمنية، في مخالفة وخرق كبير لأهم بنود الهُـدنة.
وهو ما يجعلُنا ليس أمام عدمِ التزام تحالف العدوان ببنود الهُـدنة بل أمام خرقٍ واضحٍ للهُـدنة وَأعمال قتالية وَسيطرة على مواقع جديدة وانتهاك لسيادة الأراضي اليمنية ودخول قوات أجنبية جديدة إلى الأراضي والمياه اليمنية وإظهار نوايا تخالف تلك التي تتحدَّثُ عن السلام ووقف الحرب في اليمن.
أعتقد أن المصالحَ التي قد تتحقّق من الهُـدنة لم تعد مُجديةً ومقبولةً أمام ما يحدُثُ من انتهاكات للسيادة الوطنية ونهبٍ لثروات الشعب اليمني الذي أصبح يعاني أكثرَ في ظل الهُـدنة ووصل أغلبُ أبنائها إلى تحت خط الفقر.