وما خــفيَ أعظم..بقلم/ محمد يحيى الضلعي
بينما يتقاتلُ المرتزِقةُ ببقايا أفرادهم المهزومين نفسياً، يستعرض الرجالُ في صنعاء وذمار وعمران وفي كُـلّ شبر محرّر رافعين رايةَ التحدي أولاً وثانياً وأخيرًا، ليعرف الجميعُ حجمَه الحقيقي ولينظرَ أُولئك المهزومون أن ما بعد الهُـدنة سيكون أصعبَ وأشدَّ وأقوى مما قبلها، لعلهم يعودون للصواب ويحافظون على أرواحهم وعلى الأرض اليمنية من الخراب والدمار.
الاستعراض يُمَثِّلُ نموذجاً للمخزون وليس بالكاد أننا نظهر أَو نستعرضُ لتغطية العجز، حكمة القيادة العسكرية تراهن بالله وبقوة الرجال من جحافل جيشنا الباسل لتقيم الحجّـة على كُـلّ معتدي أثيم فكان الخطابُ بهذه العروض العسكرية والذي تخاطب به دول العدوان وعملائها أنكم تعرفوننا جيِّدًا وما هذا النموذج الاستعراضي لقواتنا المسلحة إلا لتعريتكم أمام أسيادكم والعالم بكذبكم أنكم أنهيتمونا ودمّـرتمونا لكن دحراً ودحضاً لكذبكم وغبائكم استعرضنا نماذج من جيشنا وفي كُـلّ المناطق العسكرية وفي زمن متقارب جِـدًّا لنفوت عليكم التشكيك والتمييع الإعلامي الهابط فكان الظهور بوحدات مختلفة وبمناطق متباعدة وبآليات متخصصة وبأسلحة نوعية made in Yemen أجرينا التجارِبَ لنجاحهَا فوق رؤوسكم، فكانت هذه العروضُ حقاً لنا وحجّـةً عليكم وفي ميادين الرجال عرفتم قوانا ومقامنا وشجاعة رجالنا وأمامكم في كُـلّ ثغر من ثغور الوطن الغالي لكم بالمرصاد أيديهم على الزناد في مواقع تأهب حين تنقضون العهود وهي عوايدكم فلا وطنية تزجركم ولا ضمير يردعكم، وعليكم أن تعيدوا دراسة الجدوى عن قوتنا بفضل الله في ميادين الاستعراض وفي مواقع الشرف وفي متارس الصمود وفي كُـلّ ثغر من ثغور الوطن للبر والبحر والجو في أهبة الاستعداد.
وليس لأجلكم تستعرضُ الجيوشُ، فمن أنتم؟ ولكن نحن نطمئن شعبنا بعظمة الرجال في الميدان، فعظمة الشعوب من قوة جيوشها، ونحن في مراحل التطوير والتسليح الذي توحي بالتغيير المتسارع إلى الأمام في الجزيرة العربية دون الركون ما يأتي إلينا من خارج الوطن كزعمكم، سنكتفي ذاتياً وسنمجدُ الكرامة بصمودنا وسنبني وطناً متنفساً للحرية مكتفياً ذاتياً وستقولون يوماً ليتنا كنا معهم.
إن من يشاهد العروض العسكرية الضخمة بمختلفِ أنواع الأسلحة يدرك حقيقةَ مَن الطرف المنتصر في معركة اللا رجوع ولا تراجع، يدرك حقيقة أنه لا مجالَ لأن تمر مشاريعُ الغزو والاحتلال في الأرض اليمنية، وأن من صمد أمام عدوان غاشم ثماني سنوات ليخرُجَ اليوم بهذه القوة قادرٌ بقوة الله أن يحسمَ المعركة وينهيَ مخطّطات الاحتلال ويقضي على مرتزِقته.
إن أُولئك الغاضبين من الرجال الذي قدموا العروضَ العسكرية متشوقون كَثيراً لما بعد الهُـدنة، متشوقون لمعركة الخلاص، متشوقون للحظة الاشتباك والنار والحرب وقطف الرؤوس، فمن أنتم يا حثالةَ المنطقة بمرتزِقتكم لترهبوا هؤلاء الرجال الذي عرفتم فعلهم واقعاً في الميدان على مدار ثمان سنوات وطالما فر جنودكم منهم يصرخون ويبكون؟!
إن ما عرضناه في مياديننا من القوات العسكرية والأسلحة ما هو إلا نماذجُ بسيطةٌ من مخزون هائل يخبئ الموتَ لكل أعداء الوطن والخراب والدمار لدول العدوان، وأنتم تعرفون جيِّدًا أن كلامَنا وتصريحاتنا وتهديداتنا ليست فرقعاتٍ إعلاميةً بل حقائقُ تثبت صدقَها وتتجلى في الزمن المحدّد، وليست كانتصاراتكم الوهمية على مواقع التواصل بينما أنتم في الواقع منهزمون فارون تبحثون عن الحياة فقط وليس عن الانتصار.
لقد آن الأوان لهذا البلد أن يتحرّرَ ولهؤلاء المرتزِقة والمحتلّين أن يذهبوا إلى مزبلةِ التاريخ بلا أسف أَو ندم، وهذه المهمةُ العظيمة تكفّلُ بها الرجال الذين رأيتم صفوفهم تزمجر في ميدان السبعين وغيرها من الميادين، فتلك الوجوه التي استعرضت والتي لم تروا منها خلال ثماني سنوات سوى رصاصاتها وبارودها منحناكم الفرصة لتروا الفاعلَ الذي أذاقكم الأمرَّين ويخبئ لكم ما لا تتخيله عقولكم.
هيا أيها الشعب اليمني العظيم والصابر والصامد يداً بيد مع الرجال من الجيش واللجان الشعبيّة كي نصنعَ التاريخَ في هذه اللحظة التاريخية والمفصلية في هذا المنعطف الخطير، حتى يتوجَ اليمنُ تاريخيًّا بالانتصار والتحرّر وحتى نكونَ قُدوةً لأحرار العالم كرجال قاموا من تحت الرُّكام ومن تحت عدوان عالمي ليصنعوا المعجزاتِ ويقهروا المحتلّين ويغيّروا خريطةَ الجغرافيا ودروس التاريخ ويفنّدوا أكاذيبَ الإعلام المموَّل وأُمنيات الغرب الخبيثة.