ثرواتُنا المنهوبة..بقلم/ أميرة السلطان
كانت اليمنُ وما زالت محطَّ أطماع الكثيرِ من الدول وعلى مَرِّ التاريخ، تحكي لنا كتُبُ التاريخِ والمؤرخون أن أيةَ دولة كانت تمتلكُ القوةَ والسيطرةَ مرت على أرضِ اليمن بغيةَ احتلالها مُرورًا بالأحباش إلى البرتغاليين ثم الأسبان والبريطانيين والأتراك وأخيرًا الاستعمار الأمريكي.
ويعودُ تكالُبُ كُـلِّ تلك الممالك والدول والإمبراطوريات إلى ما يمتلكُه اليمن من موقع استراتيجي متمثلٍ في باب المندب؛ كونه ممراً تجارياً آمناً يتيحُ لكل السفن والبواخر المرورَ عبره دون عوائقَ مهما كان حجم تلك البواخر ومهما كان ما تحمله على متنها وامتلاكه لشريط ساحلي طويل وجزر.
ومع ظهور النفط والغاز على أراضيها سال لُعابُ كُـلّ المستعمرين وقوى الاستكبار العالمي، فعمدوا إلى عملائهم في اليمن ونهبوا ثرواتِ هذا الشعب الذي يصنَّف ضمن دول العالم الثالث وهوامير النفط من آل الأحمر ومَن معهم يتنعمون ويعيشون في رغد العيش، بينما المواطنُ اليمني يبحثُ عن قوت يومه بصعوبةٍ تامة.
وعلى الرغم من امتلاكِ تلك الهوامير كُـلّ تلك الأموال الطائلة إلا أن دولَ الاستكبار هي المستفيدُ الأكبرُ من النفط والغاز؛ كونها كانت تعطيهم الفُتاتَ لا أكثر، وفي ظل أزمة الطاقة العالمية والتي باتت تعاني منها كُـلّ دول العالم لم تألُ أمريكا جُهدًا في أن تبحثَ لها عن منفذٍ آخرَ يتم من خلاله تغطيةُ ما تحتاجُه من نفطٍ وغاز، فاتجهت أنظارُ الإدارة الأمريكية إلى اليمن ويتضح ذلك من خلال زيارة وفد أمريكي لمدينة بلحاف النفطية.
وللأسف هَـا هو اليمن اليوم ما يزال يعيشُ حالةَ النهب لثرواته النفطية والغازية، حَيثُ بلغ ما تم نهبه من العام 2018م إلى يوليو2022م، 130مليوناً و41 ألفاً و500 برميل بقيمة بلغت 9 ملياراً و490 مليوناً و639 ألفاً و415 دولاراً.
أرقامٌ صادمةٌ ومهولةٌ والشعبُ يعاني ولسنوات من انقطاعٍ للرواتب وحصار ودمار في كُـلّ شبر في هذا الوطن، مبالغُ كانت كافية لصرف رواتب جميع الموظفين في الشمال والجنوب دون استثناء، أموال ليست بالقليلة خَاصَّة واليمن يعيش أكبر أزمة إنسانية في العالم وبتوصيف الأمم المتحدة نفسها.
تُنهَبُ ثرواتُ اليمن ومرتزِقته صامتون لا يحركون ساكنًا!! يتم إيداعُ هذه الأموال في البنك الأهلي السعوديّ “وعلى عينك يا تاجر” دون أن يُصدِرَ المرتزِقةُ أيَّ بيان إدانة أَو حتى مُجَـرّد التعبير عن أي سخط من هذه الجريمة!
إلى متى سيظل النهبُ للنفط والغاز اليمني واللذان هما ثروةٌ لكل فرد داخل جغرافية الجمهورية اليمنية؟
متى سيتوقَّفُ لصوصُ الثروات والذين يقتاتون من أشلاء الضحايا ودماء الأبرياء وقوت المساكين عن هذه الممارسات؟!
إن ما تقومُ به أمريكا في المحافظات المحتلّة من خلال النهب والسلب جريمة يجب أن يفهمَها الشارع اليمني، يجب على هذا الشعب أن يدركَ ما الذي يجب عليه فعله تجاه ما يتم سرقتُه من نفط وغاز؛ كونهما حق من حقوقه، يجب علينا كشعبٍ يمني أن نعيَ حقيقةَ التواجد الأمريكي في اليمن وخطورته، وما هذه الحربُ إلا لأجل سرقة ونهب وسلب هذا الشعب وما يمتلكه من ثروات.
ولدول الاستكبار نقول: سيأتي اليوم الذي تعودُ فيه الحقوقُ لأصحابها ولو بعدَ حين.