عروضٌ عسكرية بجحافل الجيش.. على أبواب الانتصار
أقوال قائد الثورة تتجسد في الواقع
المسيرة| عباس القاعدي
إدراكاً منه أن المعادلةَ تغيّرت وأن ثمرةَ صمود الشعب اليمني دنا وقتُ حصادها، وتيقُّناً لمآلات العدوان الإجرامي على شبعنا وبلدنا بأنه إلى خُسرانٍ مبين واستقراءً للمرحلة القادمة ومتطلباتها وأن الشعب اليمني بات قاب قوسين من الانتصار التاريخي وتحرير البلد من الاحتلال، افتتح قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي -يحفظه الله-، العام الثامن من الصمود بقوله: قادمون في العام الثامن بالتوكل على الله بجحافل جيشنا المجاهد الصابر.
وفي إصرار واضح من القيادة الثورية والسياسية على تحرير اليمن من الاحتلال، تمضي القوات المسلحة بإشرافٍ مباشر من القيادة الثورية والسياسية، وفق خطة شاملة لبناء الجيش، وتعزيز قدراته العسكرية، من خلال التطوير العسكري ابتداءً من الطائرات المسيَّرة والصواريخ الباليستية، إلى الأسلحة التكتيكية والدفاعية الجوية والبحرية والبرية، والوصول إلى الاكتفاء الذاتي في صناعة الذخائر والقذائف والأسلحة المتوسطة والخفيفة والنوعية، وهذا ما أكّـده الرئيس المشاط حين قال: إن اليمن وصلت إلى مَصَافِّ الدول المتقدمة في الصناعات العسكرية، معتبرًا أن اليمن باتت قدرة إقليمية ودولية باعتراف الجميع، مُشيراً إلى أن العدوان وصل إلى مرحلة الإحباط والفشل وهذا دليلٌ على تعاظم قوة اليمن -بعون الله وفضله-.
بناء وتطوير
وفي هذا الشأن، وترجمة لتوجيهات قائد الثورة، نفذت القوات المسلحة بكافة تشكيلاتها وقطاعاتها عروضاً عسكرية تتضمن مسار عملية البناء والتطوير للمؤسّسة العسكرية، وما توصلت له من تأهيل وتدريب وبنية دفاعية متطورة ومتقدمة سواءً في امتلاك الأسلحة التكتيكية أَو الاستراتيجية، فما يتم عرضه من وحدات وألوية وفرق عسكرية في مختلف المناطق، تؤكّـد على وجود نهضة كبيرة في عملية البناء والتطوير لجحافل عسكرية ضاربة وجيش نظامي متكامل يمتلك كُـلّ عناصر القوة والعلوم الفنية والتطبيقية والتقنيات الحربية المنافسة لما لدى جيوش الدول المتقدمة.
ولأن المؤسّسة العسكرية جاهزة وحاضرة في الميدان لخوضِ كُـلّ السيناريوهات المحتملة فيما يتعلق بكسر الحصار وتحرير المحافظات، ترجمة من خلال العروض العسكرية ما توعد به قائد الثورة السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله-، في بناء جحافل جيش نظامية ببنية عسكرية متطورة ومتكاملة في هذا العام، فقد تم الوصول بقطعات الجيش واللجان إلى جحافل نظامية أكثر قوة وأكثر نفيراً في عديدها وعتادها وبما يلبي متطلبات واستراتيجيات المعارك القادمة ضد دول العدوان بعد فشل الهُـدنة المزعومة، والتي تتم بطرق وتكتيكات أكثر نظامية وأكثر دقة وأكثر احترافية في علوم وفنون القتال الحديثة.
وعن تطور الصناعات العسكرية وتطوراتها يقول عضو المجلس السياسي محمد علي الحوثي في تصريح للميادين: لدينا أسلحة ردع بإمْكَانها تحقيق الانتصار.
حريةٌ واستقلال
وحول الأبعاد السياسية والعسكرية من العروض العسكرية التي تؤكّـد على إصرار وعزيمة قائد الثورة والقيادة السياسية والعسكرية في نيل الحرية والاستقلال وتحقيق السيادة ووقف العدوان وكسر الحصار وإرغام الاحتلال على الرحيل، أكّـد الرئيس المشاط على موقف الحرية والاستقلال لليمن دون تفريط بشبر في أراضي وسواحل وجُزْر الجمهورية اليمنية، متوعداً بمفاجآت كثيرة في المزاج والقرار الدولي.
وكون المشاريع الوطنية والتنموية لا تنجح إلا بوجود جيش وطني قوي وحقيقي، يستطيع الدفاع عن مكتسبات الوطن ويحمي الحدود والمياه الإقليمية والأجواء ومواجهة أي اعتداء خارجي، يقول باحثون في الشأن العسكري: إن تلك العروض لها أبعاد سياسية تهدف إلى الحرية والاستقلال من الوصاية، والعمالة والارتهان، وحماية اليمن ومكتسباته وتحرير كُـلّ شبر فيه، وكذلك لتثبت القوات المسلحة لدول العدوان والعالم أهميّة الصناعات العسكرية ونوعها وجودتها، وأنها وصلت إلى الإبداع في التصنيع رغم العدوان والحصار، وأن تلك الوحدات سيكون لها شرف المشاركة في التصدي لهذا العدوان وتنفيذ العمليات العسكرية المباركة بتوجيهات القيادة الثورية والسياسية في الوقت المناسب، مفادها لن يوقفنا أحدٌ عن استهداف أراضيكم ومنشآتكم العسكرية والنفطية والحيوية في أي وقتٍ نشاء وأي مكانٍ نريد خُصُوصاً مع فشل منظومات الدفاع الجوي الأمريكية التي تراهن عليها دول العدوان، وأن الصناعات اليمنية الصاروخية والمسيَّرة سيد الموقف خلال الأشهر بل الأيّام القادمة.
كما تتضمن تلك العروض توازناً يرغم دول العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي على وقف الحرب ورفع الحصار والمضي نحو السلام.
جهوزيةٌ واستعداد
أما الأبعاد العسكرية من العروض فَـإنَّها تهدف إلى وجود قيادات عسكرية جديدة مؤهلة ومدربة تدريباً عاليًا، وقادرة على التصدي للعدوان الأمريكي ومرتزِقته، وأن القوات المسلحة التي نفذت الاستعراضات العسكرية بوحداتٍ رمزية وبأصناف الأسلحة التكتيكية سواءً الطيران المسيَّر أَو المدرعات أَو الأطقم أَو القناصات أَو المدفعية، لديها جيش منظم وقادر على تنفيذ العمليات القتالية في مختلف الجبهات، وجاهز لأية مواجهة عسكرية في البر والبحر والجو ويجب على دول العدوان ومرتزِقتها أن تعي وتتفهم فشل حربها في اليمن.
ويرى مراقبون بأن العروض العسكرية التي نفذتها القوات المسلحة بحضور القيادة السياسية والعسكرية، حملت دلالات ورسائل عسكرية على صعيد مواجهة العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي، تؤكّـد الجهوزية والاستعداد الكامل في حال فشلت الهُـدنة واستمرار العدوان، وأن الجيش واللجان الشعبيّة وصل إلى ذروة الاستعداد لمواجهة كُـلّ السيناريوهات، وأن استمرار الحرب لم يعد في صالح دول العدوان بل سيكون وبالاً عليها، وأن الجيش مستعد لكل الخيارات القادمة التي تتطلب منها حمايةَ سيادة وكرامة الشعب، وأن ما بعد الهُـدنة المزعومة ليس كما قبلها، وأن لا هُـدنةَ ولا سلامَ حتى استعادة كُـلّ أراضي الوطن المحتلّة وتوحيدها وإعادتها إلى حُضن الدولة اليمنية في صنعاء.
وتدرك القيادة الثورية والسياسية، أن السلام لا يأتي إلا من امتلاك القوة، ومن تعزيز القدرات وتطويرها ومن مراكمة الإنجازات والخبرات والصناعات، واستعراض القوات العسكرية التي تشكل رسالة رادعة للعدوان الذي يشن الحرب إذَا كان لم يصل بعد إلى قناعة بوقفها وتحقيق السلام.
وفيما يتعلق بالعروض العسكرية يقول عضو المكتب السياسي لأنصار الله علي القحوم للميادين: العروض العسكرية في صنعاء هي رسالة عسكرية مباشرة وتحذيرية لدول العدوان.
ولهذا فَـإنَّ تلك العروض العسكرية للدفع المتخرجة من ساحات التأهيل والتدريب ستمثل رافداً مهماً لقوة اليمن وصموده وحمايته من أطماع الغزاة، وتعبر عن حضور دولة مستقلة وجهوزية جيش، وأن اليمن قادم لا محالة في اجتثاث كُـلّ من سولت له نفسُه المساسَ بأرضه وكرامة أبنائه، وهو حاضر وبكل قوة للدفاع عن قضايا الأُمَّــة المحورية ومقدساتها الجوهرية.