الأممُ المتحدة والمساعداتُ اللا إنسانية؟؟بقلم/ د. فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
دأبت الأممُ المتحدة على استغلالِ الحروب والكوارث الطبيعية التي تحل بالدول والشعوب من خلال الإسراع بفتح باب التبرع لإغاثة المتضررين وتلبية احتياجاتهم التي تحدّدها الأمم المتحدة نفسها وتضع الرقم الذي يناسبها، وعلى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة التبرع استجابة للنداء الإنساني الصادر عنها، وغالبًا ما تكون الأرقام عالية جِـدًّا مقارنة بالمبالغ التي يتم صرفها فعلياً، وما يحدث في اليمن خير مثال على ذلك فقد أعلنت الأمم المتحدة في بداية الحرب أن اليمن يواجه أكبر كارثة إنسانية؛ بسَببِ الحرب، وفي كُـلّ اجتماع يعقده مجلس الأمن عن الأوضاع في اليمن يأتي ممثل الأمم المتحدة للشئون الإنسانية (يشكي ويبكي) على ما يمكن أن يواجه الشعب اليمني إذَا لم يتم توفير المبالغ المطلوبة وفي آخر كلمته يشكر دول العدوان على ما تقوم به.
وهذا السيناريو يتكرّر شهرياً منذ بداية الحرب إلى يومنا هذا أي لمدة ثمان سنوات، وفي كُـلّ سنة ترتفع مخاطر تعرض الشعب اليمن للمجاعة، وعلى الأرض فعلياً نجد أن السلال الغذائية التي يقدمها برنامج الغذاء العالمي تتناقص حتى وصلت إلى كيس دقيق لكل أسرة كُـلّ ثلاثة أَو أربعة أشهر، أي كلما ارتفع صوت الأمم المتحدة لإنقاذ الأسر المتضررة في اليمن نجد أن كمية المواد الغذائية التي تقدم تقل وأعداد الأسر التي تحصل على المساعدات الإنسانية تتناقص، ومهما حصل نرى أن الشعب اليمني ما يزال عائشاً بفضل الله وبفضل التكافل الاجتماعي.
وإذا كانت الأمم المتحدة صادقة في تعاطفها مع الشعب اليمني وترغب في إعانته على مواجهة الظروف الصعبة التي يمر بها؛ بسَببِ العدوان والحصار والتدخلات الخارجية، فعليها الدفع في اتّجاه صرف رواتب الموظفين التي تم قطعها دون وجه حق، وَإذَا تم صرف المرتبات سوف يتمكّن اليمنيون من حَـلّ مشاكلهم الاقتصادية دون الحاجة إلى المساعدات الخارجية التي يتم ضخها إلى الأمم المتحدة، ولكن الحقيقة أن الأمم المتحدة وشئونها الإنسانية تعمل جاهدة على بقاء الموظفين بدون مرتبات حتى تتمكّن من تسويق مشكلة اليمن؛ بهَدفِ الحصول على الأموال الطائلة التي يتم صرف معظمها على الموظفين الأمميين وعلى المنظمات الخارجية والداخلية من باب (أبوكم أبدا يا عيالي)، ولن تترك الأمم المتحدة التباكي على مأساة الشعب اليمني إلَّا عندما تجد مأساة أُخرى تحصل من ورائها على أموال أكثر مما تحصل عليه في اليمن.