أحداثُ الحرب وصمودُ الشعب..بقلم/ أم كيان الوشلي
لا زال الوضع يزداد سوءًا على المواطن اليمني في الشمال والجنوب فأحداث النصف الأول من العام ٢٠٢٢م زادت المعاناة والآلام على المواطنين، فلم تكن الهُـدنة التي تجددت لثلاث مرات على التوالي إلا لعبة تلعبها أمريكا عبر أدواتها المتصهينة لنهب الثروات الطبيعية والمواد البترولية من موانئ حضرموت وشبوة.
فبنود الهُـدنة لم تتحقّق.. الخروقات مُستمرّة والدم المسفوك ظلماً هو دم المواطن اليمني، والمرتبات لم تصرف ولم يفتح مطار صنعاء الدولي إلَّا بشكلٍ جزئي، ولم يعط المواطنون حقهم من المشتقات النفطية، فقد صدق الله قوله في كتابه الكريم عندما وصف اليهود وأتباعهم بنقضهم العهود والإفساد في الأرض: {الَّذِينَ يَنقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِن بَعْدِ مِيثاقِهِ، وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الأرض، أُولٰٓئِكَ هُمُ الْخٰسِرُونَ}.
بينما تجد المواطن الجنوبي هو الأكثر معاناة فقد أصبح الجنوب ساحة حرب يتقاتل فيها كلاب الفصائل والمكونات التابعة لما يسمى بمجلس القيادة الرئاسي العميل، والمواطن هو الضحية، فبالإضافة إلى انعدام كُـلّ مقومات الحياة في الجنوب، انعدم الأمن وأصبح الدم أرخص من كيس الدقيق، فلو كان دم المواطن الجنوبي نفطاً لتقاتل الإصلاح والانتقالي عليه لكي لا يهدر على الأرض دون أن تمتلئ جيوبهم بقيمته، كما امتلأت بقيمة ضمائرهم، وقيمهم ومبادئهم.
أكثر ما يضحك في حرب الفصائل هو إقصاء حزب “الإصلاح” من المشهد السياسي والعسكري، هذا الحزب الذي لطالما كان الأم الحنونة الباكية في كُـلّ منبر؛ مِن أجلِ تنمية المشروع الاستعماري وتلميع الفصائل المنحطة التي تدعي الوطنية، اليوم أصبح من ذرف عليهم الدموع مثل الزنداني وغيره أعداء لحزب “الإصلاح” الذي لم نرَ منه إلا الإفساد، وتجد النار تشتعل في الجنوب بين البائعين لوطنهم لتصل شرارتها إلى المتعبين من العيش اليائسين من الحياة المظلومين الخائفين، بينما عمليات الإنزال للقوات الأمريكية في البحر الأحمر جارية للسيطرة على الممرات التجارية المائية ومنابع النفط والغاز الذي قد ربما يكون مادة لإشعال المرتزِقة في سواحل الجنوب وتمركز القوات الأمريكية البريطانية الفرنسية بدلاً منهم، فهذه هي مساعي أمريكا من وراء الهُـدنة، ولدى أمريكا قائمة طويلة من الأعذار لكل المواقف فلديها تاريخ حافل بالنفاق والتلاعب والكذب باسم الإنسانية وغيرها من الجمل الرنانة استخدمتها في حرب الشعوب واستعمارها.
لكن هيهات أن تنطلي علينا هذه الحيل والألاعيب وهيهات أن نترك أماكننا في الجهاد والبناء مهما تجددت الهُـدن، فكما قال سيدي عبدالملك بدر الدين الحوثي: “الحرب لم تنتهِ، كما أن موانئنا ليست للنزهة ولن نكل أَو نمل عن الاستمرار في الدفاع والمواجهة وسعينا لتحرير اليمن كُـلّ اليمن من الشمال إلى الجنوب من كُـلّ خائن عميل مرتزِق ومن كُـلّ مستعمر جاءت بهِ المنايا إلى مقبرة الغزاة”.