العدوّ يحاول خلطَ أوراق “الهُــدنة” على مسافة شهر من نهاية التمديد
فريق المرتزِقة يرفض المشاركة في الجولة الجديدة من مفاوضات عمّان تزامناً مع تشديد الحصار البحري
وسط صمت أممي فاضح:
المسيرة | خاص
مع دُخولِ الشهرِ الأخيرِ من فترة التمديد الحالية للهُــدنة العسكرية والإنسانية، صعّد تحالفُ العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي وتيرةَ تعنته، ورفضَه لتنفيذ الالتزامات، في ظل صمت أممي فاضح، الأمر الذي يكشف عن إصرار مُستمرّ على استخدام المِلف الإنساني كأدَاة ضغط وابتزاز لمواصلة العدوان والحصار وإطالة أمد معاناة الشعب اليمني، وهو ما يعني إعاقة مسار السلام الفعلي.
في هذا السياق، أعلن وفد مرتزِقة العدوان، الاثنين، رفضَ المشاركة في اجتماعات الجولة الثالثة من المفاوضات التي ترعاها الأمم المتحدة في العاصمة الأردنية عمان؛ لمناقشة خروقات الهُــدنة وملف فتح الطرق والمعابر في المحافظات.
وجاءت هذه الخطوة في سياق تعنت واضح برعاية من دول تحالف العدوان، حَيثُ لجأت وسائل إعلامها إلى بث شائعات كاذبة عن قيام قوات الجيش واللجان بتنفيذ هجوم في جبهة تعز، واستخدام ذلك كمبرّر لرفض المشاركة في المفاوضات التي سبق لفريق العدوّ أن عطّلها متعمداً وعرقل مسارها بمبرّرات لا أَسَاس لها.
وبحسب مصادرَ إعلامية، فَـإنَّ مرتزِقة العدوان وعلى رأسهم ما يسمى “حزب الإصلاح” كانوا قد قاموا بتحشيد قواتهم في محافظة تعز لتفجير الوضع وإلقاء اللوم على صنعاء؛ مِن أجلِ عرقلة مفاوضات فتح الطرق.
كما أن هذه الخطوة جاءت مترافقة مع إقدام تحالف العدوان على تشديد الحصار المفروض على البلد، من خلال احتجاز أربع سفن وقود، بينها سفينة تتبع كهرباء محافظة الحديدة التي تعيش موسمَ حر شديد، في انتهاك واسع وفاضح لمضمون ونص اتّفاق الهُــدنة.
وبدا واضحًا من خلال هذه المعطيات أن تحالف العدوان يحاول أن يكرّس استخدامَه لالتزامات وبنود اتّفاق الهُــدنة كأوراق ضغط، في الوقت الذي تؤكّـد فيه صنعاء أنه لن يتم تمديد الهُــدنة مرةً أُخرى بدون التوصل لاتّفاق واضح يتضمن آلية واضحة لصرف مرتبات الموظفين من إيرادات النفط والغاز، ورفع الحصار.
ويرى مراقبون أن تحالف العدوان يحاول خلط الأوراق من خلال الدفع بمرتزِقته لإعاقة مفاوضات عمان، وتشديد إجراءات الحصار، حَيثُ يسعى من خلال ذلك إلى خفض سقف الاستحقاقات التي تتمسك بها صنعاء كمتطلبات أَسَاسية للتمديد، ولإبقاء يده على هذه الاستحقاقات حتى في حال التوصل إلى اتّفاق ما.
وكان فريق العدوّ في مفاوضات عمان قد سجل سلسلة مواقف فاضحة ومخزية خلال الجولتين السابقتين من المفاوضات، حَيثُ أبدى تعنتًا فَجًّا إزاء مبادرات مهمة قدمتها اللجنة العسكرية الوطنية بشأن فتح الطرق في تعز وبقية المحافظات، وركز فقط على فتح طريق واحد يقع ضمن منطقة تماس رئيسية؛ مِن أجلِ تحقيق تقدم عسكري غادر تحت غطاء الهُــدنة، فيما رفض تماماً مناقشة فتح الطرق المغلقة في بقية المحافظات.
وتمثل هذه المواقف خلفية مهمة توضح أن ما يحاول ترويجه فريق العدوّ اليوم من مبرّرات لرفض المشاركة في الجولة الثالثة من المفاوضات مُجَـرّد افتراءات غرضها إعاقة الوصول إلى حَـلّ حقيقي يخفف معاناة المواطنين في تعز وينهي سيطرة المرتزِقة على حركة تنقل المواطنين من وإلى المدينة، كما ينهي الجبايات التي تجنيها مليشيات العدوّ في الطرق الحالية من جيوب أبناء المحافظة، والتي تصل إلى مبالغ كبيرة.
ويستخدم تحالف العدوان وضع محافظة تعز ورقةً للمزايدة أمام المجتمع الدولي وحشد الضغوط ضد صنعاء تحت عناوين مزيفة، وقد عبر سلوك فريق المرتزِقة خلال المرحلة الماضية فيما يتعلق بملف فتح الطرقات عن أن معاناة أبناء المحافظات ليست موجودة على قائمة أولويات دول العدوان وأدواتها.
ومن شأن محاولة خلط الأوراق التي يمارسها العدوّ اليوم أن تعيق الوصول إلى الاتّفاق الواسع التي تتمسك به صنعاء، وهو ما قد يعني عدم تمديد الهُــدنة.
وبرغم تعهد المبعوث الأممي والوسطاء الذين استعان بهم تحالف العدوان، بالعمل على الوصول إلى اتّفاق لرفع الحصار ودفع المرتبات، لا زالت كُـلّ المؤشرات على الأرض تعبر عن تمسك كبير بأُسلُـوب الابتزاز والمراوغة واستخدام استحقاقات اليمنيين كأوراق مساومة، وهو ما يعني أن نوايا التوجّـه نحو السلام الفعلي غير موجودة بعد لدى تحالف العدوان ورعاته.
ولا زالت الأممُ المتحدة متمسكةً بموقفها السلبي الذي يظهر تواطؤًا واضحًا مع تحالف العدوان وتشجيعًا له على مواصلة التعنت والالتفاف على بنود الاتّفاق الواضحة، وهو ما يعني بقاء مسار الهُــدنة تحت تهديد الفشل، لعدم وجود وساطة حقيقية تضع مصلحة الشعب اليمني واستحقاقاته قبل مصالح ورغبات دول العدوان ورعاتها في الغرب.