فلسطين المحتلّة: عملياتُ قبــر يوســف و”روجيــب”.. المُـعادلة في الضفة تغيّـرت..!
المسيرة | وكالات
بعد العملية البطولية التي نفذها مقاومون قرب قُبر يوسف في مدينة نابلس يبدو أن المعادلةَ في الضفة الغربية المحتلّة قد تغيرت ولم تعد كالسابق يدخلها المستوطنون وقتما يريدون.
هذه العمليةُ والمقاومة التي أبداها الشبان المقاومون الذين حاصرهم الاحتلال في نابلس الثلاثاء، أكّـدت أن الضفة الغربية لم تعد مستباحة وأن المقاومة هناك أصبحت أقوى بكثير ما يجعل الاحتلال يفكر في تغيير كافة حساباته، وأصبحت المقاومة ترد على اعتداءات الاحتلال، كما يرى العديد من المحللين.
المعادلة تغيرت في الضفة
المحلل السياسي عدنان الصباح، أكّـد أن المعادلة تغيرت مع المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلّة، مبينًا أنه على الاحتلال أن يعيد حساباته، بحيث لم تعد الضفة مُستباحة كما السابق.
وقال الصباح خلال حديث متلفز: “الاحتلال يحاول من خلال الاقتحامات والاعتداءات اليومية على الضفة المحتلّة إلغاء حالة الحضور اليومي للمقاومة الفلسطينية هناك”.
واعتقد الصباح قائلاً: “يبدو أن للمقاومة في الضفة قراراً بالرد على اعتداءات وعربدة الاحتلال ومستوطنيه في الضفة المحتلّة، ووضع حَــدٍّ للاحتلال في الضفة”.
المقاومةُ قادرةٌ على إلحاق الأذى بالاحتلال
وَأَضَـافَ الصباح: “المقاومة اليوم قادرة على أن تلحق الأذى بالاحتلال، مبينًا أن هذه المعادلة هي معادلة مختلفة وخير دليل ما حصل من محاصَرة للمقاومين في روجيب في نابلس”.
ورأى الصباح أن المقاومين الأبطالَ في نابلس والضفة المحتلّة يريدون أن يقولوا للاحتلال: كلما سقط مقاومون شهداء كلما خرج مقاومون آخرون أكثر جرأة وشجاعة في مواجهة الاحتلال.
وتابع قائلاً: “في كُـلّ يوم نرى تطوراً في أداء المقاومة في الضفة وأشكالها، موضحًا أن أشكال هذا التطور من حَيثُ العمل العسكري والتوقيت واختيار المكان، سواء باستهداف حواجز جيش الاحتلال أَو تحَرّكات المستوطنين وباصاتهم”.
وأوضح الصباح، أنه نتيجة للتطور في أداء المقاومة فَـإنَّ المقاومة في أبهى حالاتها، مبينًا أن معركتي “سيف القدس” و”وحدة الساحات” أعطت زخمًا كَبيراً للمقاومة والمقاومين في الضفة الغربية.
تغييرُ المعادلات في الضفة
بدوره، اتفق الكاتب والمختص في الشأن “الإسرائيلي”، حسن لافي، مع سابقه، بأن ما يحدث في الضفة الغربية من عمليات ضد المستوطنين هو نوع من تغيير المعادلات في الضفة مع الاحتلال.
ورأى لافي بأن عملية إطلاق النار تجاه المستوطنين الذين حاولوا دخول قبر يوسف، لم تكن مفاجئة ما يؤكّـد أن دخول الاحتلال ومستوطنيه لقبر يوسف بات غير مسموح به.
وقال: “إن عملية اعتقال المقاوم زكارنة في قباطية ومن قبله عملية اغتيال المقاوم النابلسي، واليوم عملية اعتقال المقاومين في نابلس، يثبت أن قضية اعتقال المقاومين من قبل أصبحت عملية معقدة لدى الاحتلال”.
وَأَضَـافَ لافي: “وسائل الإعلام العبرية أكّـدت أن حرية اعتقال المقاومين في الضفة لم تعد كما السابق، مبينًا أن المقاومة بذلك تفرض معادلتين جديدتين وهما: أن الدخول للمناطق الفلسطينية لم يعد سهلاً ويحتاج لعملية كبرى، والثاني أن الاعتقال الذي كان يمارس بشكل طبيعي أصبح اليوم ينفذ من خلال عملية معقدة بالاشتباك مع المقاومين”.
انتشارُ وتطورُ المقاومة يقلقُ الاحتلال
ورأى لافي أن هذه الأحداث وتطور المقاومة بدأ ينتشر في كافة أنحاء الضفة الغربية كنابلس وجنين وسلواد في رام الله، مبينًا تخوف بعض الأصوات “الإسرائيلية” من اندلاع انتفاضة بقيادة “الجهاد الإسلامي” في الضفة المحتلّة.
وأشَارَ إلى أن معركة “سيف القدس” أحدثت تحولاً في المعادلة مع الاحتلال، مُشيراً إلى أن الاحتلال حاول تغيير هذه المعادلة خلال معركة “وحدة الساحات” ولكنه فشل في ذلك بفعل صلابة “الجهاد الإسلامي” رغم كافة التضحيات.
في السياق قالت “قناة كان”: “إن مسلحين فلسطينيين فتحوا النار نحو 5 مستوطنين – اقتحموا- مدينة نابلس متجهين نحو منطقة قبر يوسف دون تنسيق مع القوات.
وقالت قناة: إن “مستوطنين أُصيبا بجروح خطيرة-متوسطة، وتم إحراق سيارتهم، وعلى الفور أنقذتهم قوات الجيش”.
وفي تفاصيل إضافية قالت القناة 14 العبرية” إن “مركبة المستوطنين التي حاولت اقتحام قبر يوسف بنابلس كانت تُقل خمسة مستوطنين، وأُصيب منهم اثنين أحدهما بجراح خطيرة تم نقله للمستشفى عبر طائرة”.