الامتدَادُ الطبيعي لثورة الإمام زيد عليه السلام..بقلم/ شعفل علي عمير
يستمرُّ الصراعُ بين الحق والباطل بدوام الباطل واستدامةِ الحقِّ، فحكمةُ الله -سبحانه وتعالى- تستوجبُ أن يكونَ الصراعُ بين الحق والباطل أحد أدوات الفرز التي يتميَّزُ بها الخبيث من الطيب، ويكون الإنسانُ فيها مخيراً إما أن يكونَ مع الباطل أَو مع الحق، ونرى بأن الارتباطَ التاريخي بين أهل الحق يتضحُ بشكلٍ عجيب في سياق التاريخ وما يصاحبُه من أحداث وهو كذلك في سياقه التاريخي مع أهل الباطل وارتباطهم بالباطل في الفكر والسلوك.
وهذا الفرز الطبيعي لفريقين يكون الإنسان في محك؛ لأَنَّ طبيعةَ الفريقين تختلفُ في مكوناتها الفكرية وأهدافها النهائية، ففريقُ الحق ينطلقُ من فكرهم الديني الذي أسّسته مرجعياتهم الروحية الممتدة من نبيهم سيدنا محمد -صلى الله عليه وآله وسلم- ومن بعده آل بيته -عليهم السلام- فدعوتُهم واحدةٌ وهدفُهم واحدٌ هو إقامةُ الحق ونُصرةُ المظلومين وهداية الناس لدين الحق، أما فريق الباطل الذي انطلق -ولا يزال- من فكرهم الذي أسّستها مرجعياتهم الدينية الممتدة من أوليائهم، ذلك الفكرُ الضال والمضلِّل الذي اصطدم مع فريق الحق، فكان أَسَاساً ارتكز عليه الباطل واستمر إلى يومنا هذا، استمر العداءُ لفريق الحق فتطاول الباطلُ الذي يمثلُه بنو أمية مستهدفاً كُـلّ من يحملُ نورَ الهدى ونبراسَ الهداية من آل البيت -عليهم السلام-؛ خوفاً من التأثير الذي قد يحدثونه في واقع الأُمَّــة آنذاك، ذلك الواقع الذي حول فيه بنو أمية المسلمين إلى عبيدٍ مرتهنين لما تمليه عليهم رغباتهم.
واستمرت سياسةُ فريق الباطل وتطورت مع الزمن فطورت أدوارُها وأساليبُها لتحقّقَ نفسَ الأهداف فحرّفت معانيَ القرآن بما يخدُمُ تلك الأهداف وتجرأت على رسول الله بأحاديثَ نسبوها لرسول الله، تلك الأحاديثُ التي شوَّهت معانيَ الدين الحق وأوجدت في الأُمَّــة فجوةً أصبحت بيئةً للصراع المُستمرّ.
اتضحت بشكلٍ أكبرَ أهدافُهم في الآونة الأخيرة، فتطورت أهدافُهم وتجرأ سلوكُهم إلى الحد الذي حوّلوا فيه العداءَ لليهود إلى موالاةٍ صريحةٍ وحرفوا بُوصلةَ عدائهم إلى المسلمين بدلاً عن اليهود، مستخدمين أساليبَهم وأدواتِهم الحديثةَ لتضليل الأُمَّــة وتطويع الشباب لأفكارهم التي تعادي المسلمين وتوالي ملةَ الكفر، فجنّدوا أكبرَ امبراطورية إعلامية جُلُّ اهتمامها هو تحريفُ وتشويهُ معاني الدين، مستخدمين فتاوى علمائهم التي ألحقت الكثيرَ من الأذى بالأمة.
ويستمر فريقُ الحق ليبين للأُمَّـة حقيقةَ دينها الحنيف لتصحيحِ ما أحدثه فريقُ الباطل من خرابٍ فكريٍّ وقيميٍّ في أوساط الأُمَّــة.