مفاعلاتُنا البشرية..بقلم/ أميرة السلطان
شتانَ ما بين جيش الأمس وجيش اليوم، كان وعلى مدى السنوات التي حكم فيها النظام السابق مُجَـرّد جيش شكلي للمناسبات والاستعراضات أَو لتنفيذ مصالح الرئيس أَو من ينوب عنه في نهب الأراضي أَو قتل الأبرياء كما حصل في حروب صعدة الست.
أصبح الجيش اليمني جيشاً مُهْيْكَلاً لا يمتلك قراراً أَو يمتلك كلمة.
أصبحت نظرة أعداء الأُمَّــة إلى هذا الجيش وعلى الرغم من أعداده الكبيرة نظرة دونية؛ لأَنَّهم كانوا على يقين من وهن هذا الجيش؛ كونهم هم من عمد إلى تفكيكه وتدمير أسلحته.
جيش كان شعار تخرجه وما بعد تخرجه “بالروح بالدم نفديك يا يمن” وعندما دقت ساعة الصفر وأصبح وطنهم في حاجة ماسة لهم بأن يدافعوا عنه بالروح وبالدم تخلى عنه الأكثرية العظمى فأصبحوا بين هارب وعميل ومرتزِق إلا ما رحم ربي!
أما الجيش اليمني اليوم فهو ليس بجيش الأمس.
إن ما نلحظه من تخرج الدفعات العسكرية المختلفة تجعلنا في محط مقارنة إجبارية بين هذا الجيش وذاك.
فهذا الجيش أصبح جيشاً قوياً ذا سيادة ويحمل روحاً وطنية عظيمة إضافة إلى ما يحمله من وعي قرآني وبصيرة.
جيشنا بات مدركاً من هو العدوّ الحقيقي الذي يجب عليه أن يصوب بندقيته إليه.
يعرف ما هي المسؤوليات الملقاة على عاتقه وما الذي يجب عليه فعله ومتى.
بات جيشنا اليمني الحر والأبي يحمل هم القضية الكبرى والمركزية الأم وهي القضية الفلسطينية.
جيشنا اليمني أصبح اليوم مفاعلاتٍ بشريةٍ ورقماً صعباً يحسب له العالم والعدوّ قبل الصديق ألف حساب لا لأَنَّه أصبح كثير العدد؛ بل لأَنَّه جيش يمتلك القرار ويمتلك الحرية ويمتلك إلى جانب هذا كله الثقافة القرآنية وهذا ما يجعل الأعداء في خوف وقلق.
إن جيشنا اليوم وفي ظل هذه الهُدنة وعلى مدى سنوات الحرب الثمان بات قادراً على الدفاع عن هذا الوطن من منطلق توكله على الله وثقته بربه وَبقيادته التي ستقود الأُمَّــة اليمنية إلى بر الأمان.