وعدُ الآخرة.. صَدَقَ القائِد وأوفى الشعب..بقلم/ منتصر الجلِّي
الحيرةُ أن تقفَ أمام عظمةِ العظيم دونَ أن تستطعَ وصفَه! أن تقفَ شاخِصَ البصر ذَهُوْلَ الفؤاد! على ملاحقة الأنفاس والروح تجد من العجب ما لا يُفرغُه ميزانٌ غيرُ ميزان الله، تحتشدُ علاماتُ الاستفهام مَنِ الصَّانع؟
تجيب مشاهدُ للناظرين حامية القوام عالية المقام، نظرها بعيد، سرجها في البحر قد مُدَّ صواريخَ وألغاماً، نعتذرُ وأقلامنا أمام عُظماء الميدان أن نصفَ رقعة البحر الكبير أَو أن نرسُمَ لوحة للتاريخ بأيدينا حروفاً تعطي للأمر حقَّه وللعرض إجلالَه وإكبارَه.
نعم يا شعبَنا ويا أحرارَ أمتنا، ما عُرِضَ على ساحل البحر الأحمر، تلك العروضُ وجحافلنا العسكرية والألوية والتشكيلات العسكرية المختلفة، هي وعدُ سماحة السيد القائد عندَ فاتحة العام الثامن، يقولها الميدانُ اليومَ: “صدق القائد وأوفى الشعب”، موجٌ بموج وقد تساوى الموجان، موجُ البحر وموجُ البأس؛ دحراً للغزاة وقضاءً على كُـلّ مؤامرات الأعداء.
الخامسة وما أدراك ما هي؟، “لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللهِ “هي حديدة العزة وحجّـة الشموخ ومحويت الوفاء” المنطقة العسكرية الكبرى التي أثلجت الصدورَ بدءاً بصدر سماحة السيد القائد السيد: عبدالملك بدر الدين الحوثي -يحفظه الله- وفخامة الرئيس المشاط، وكل الحاضرين من سمع ووعى وشاهد وأبصر آياتِ الله في تمكينه لعباده المستضعفين، وعروس البحر هي اليوم حارس البحر.
حضورٌ اكتمل بكل تلك الهالة العسكرية وقيادات الدولة ومسؤولين، والساحلُ يحضنُ ذلك العرضَ المتنوعَ يجلله خطابُ السيد القائد، الذي وضع النقطَ على الحرف، وبيّن رسائل الشعب ورسالةَ الله إلى دول العدوان، وبالأخص كيان العدوّ الإسرائيلي، محورُ تلك الرسائل أننا أمنٌ للملاحة الدولية، وأمنٌ للمنطقة والقضية الفلسطينية، عنوانُ القضية الفلسطينية في مشهد الخطاب السياسي للسيد القائد وبقوة، أَسَاسُها توعُّدٌ للعدو اليوم، هاك جيوشَنا وقضيتها الأقصى الشريف.
لنا أن نعيشَ نشوةَ العزة وفرحة الانتصار، وقد كُنَّا بالأمس نترقَّبُ الظالمين وقول الله سبحانه وتعالى:
(وَاذْكُرُوا، إذ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأرض تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآَوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون).
وقوله تعالى:
(وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرض كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شيئاً…).
وما بين الآيتين مشاهدُ عشرين عاماً من الدماء، والشهداء، وحين البأس، تتجلى الآيات لذوي الألباب، ما كان عرضاً يُفترى، لا حكماً للزمن أَو لماهية المادة، هي غلبة الله القاهر، ثمانية أعوام كان شعبنا يستظل الصخر، يفترش التراب، متوسَّدَ شظايا صواريخ العدوان، في كُـلّ ثانية يُهدم منزل، تموت امرأة، تتناثر تلك الأشلاءُ من أطفال أبرياء، وما أطفال ضحيان وبني قيس ومستبأ وغيرهم عنَّا ببعيد، تصور الدماء صواريخَ وناراً، وصارت الأشلاءُ مدافعَ وأرتالاً، فأيُّ الفريقين يا دويلات العدوان أحقُّ بالأمن، أشعبنا العظيم أم تلك “أم شارون، إسرائيل”؟!
حتميةُ الآخرة وعد الله وقد اقترب، صدق عبده وهزم الأحزاب وحدَه، قاهر غالب، تساقطت كُرُشُ التطبيع وخمّارو المرحلة، من دول الخليج، وبحرنا سعيرٌ سجيل، سلام لمن سالم شعبنا، حربٌ لمن قرب ساحلنا غازياً معتدياً، وتجربة ثماني سنوات كفيلةٌ ألا تُنسى من أذهان غزاة العدوان.
الخامسةُ الوعدُ المكتوبُ وقد حان أَجَلُه، بارت تجارةُ التطبيع وكسد نفطُ العدوان وأُحرقت ورقةُ التفاوض بين أيديهم إن هم لم يوقفوا عدوانَهم ويرفعوا حصارَهم، وعدٌ غيرُ مكذوب.