دلالاتُ مكان وزمان العرض العسكري المهيب بالحديدة..بقلم/ محمد موسى المعافى
رسمت المنطقةُ العسكريةُ الخامسة لوحةً يعجزُ اللسانُ والقلمُ عن وصفها، وقد كان هذا العرض تكليلاً لعدد من العروض العسكرية في عددٍ من المناطق، وهذا يعطي للحدث بُعداً آخر، حَيثُ رسائل المكان تكملُ دلالاتِ الزمان.
فكون اليمن يتمتعُ بموقع بحري استراتيجي وَمميزات وهبها اللهُ له دون غيره من بلدان العالم، حَيثُ يطلُّ على مضيق باب المندب المتحكِّم في الطريق البحري العالمي ويمتلك عدداً من الجُزُرِ الاستراتيجية وعلى رأسها جزيرة سقطرى، كان اليمن ولا يزال محلَّ أطماع لقوى الغزو والاحتلال العالمي الصهيو أمريكي وَسماسرتهم من ملوك وأمراء ومشيخات النفط والارتداد، وهذا ما استدعى تحَرّكاتٍ للبحرية الأمريكية وتنفيذ مناورات وترسيم دوريات في البحر الأحمر؛ لذلك كان لإقامة العرض العسكري المهيب على شاطئ البحر الأحمر بمدينة الحديدة رسالةٌ قويةٌ ومدويةٌ مفادها أن اليمنَ يمتلكُ قوةً بحرية دفاعية ضاربة قادرةً على مواجهة أي خطر يستهدفُ المياه الإقليمية اليمنية بل قادرة على مواجهة أي خطر يهدّدُ الملاحةَ الدولية.
كما كان لهذا العرض المهيب رسالةً بأن القوة البحرية اليوم ليست كما كانت قبل ثمانية أعوام من ناحية اكتساب التجارب والخبرات القتالية والتسليح وتنوع التشكيلات والاختصاصات الذي أتاحت لهذه القوة الدفاعية أن تضطلعَ بأدوارها ومهامها، بعد أن حقّقت انتصاراتٍ كبيرةً وقدمت تضحياتٍ مشرِّفةً تستحقُّ الإجلال والاعتزاز والتقدير من قبل كُـلّ مكونات المجتمع اليمني المعطاء.
أَمَّا دلالاتُ الزمان فقد جاء هذا العرض المهيب بعد مضي نصفِ زمن الهُــدنة المزعومة وخلال هذه المدة لم تفِ قوى العدوان بما عليها من التزاماتٍ، ما يهدّدُ بسقوط هذه الهُــدنة؛ بسَببِ تعنُّت قوى العدوان، فما على قوى العدوان أن تعيَه أن ما بعد الهُــدنة ليس كما قبلها فستكونُ موجعةً وهي المرحلةُ الحاسمة.
هذه الرسائلُ فيضٌ من غيض رسائل ودلائل العرض العسكري المهيب.