القواتُ المسلحة اليمنية.. صمَّامُ أمان البحر الأحمر والملاحة الدولية
من وحي خطاب المشير المشط أمام أبطال “وعد الآخرة”
المسيرة: هاني أحمد علي:
“الذي يشكِّلُ خطراً على الملاحة الدولية هو ما تحاولُ دولُ العدوان تسويقَه لدى المجتمع الدولي من أنه سيأمن في البحر الأحمر عندما يتم انسحابُنا من هذه المناطق بامتداد الساحل؛ لذا فَـإنَّني أقول لهم: إن هذا هو الذي سيضر بالملاحة الدولية، وسيحوّل البحر إلى ساحة للفوضى، وستتحول إلى خطر، في حال ركبتم رؤوسكم وقرّرتم ما يسوقُ تجاه وجودنا في هذا الامتداد على سواحل بلدنا، وستعرفون حينها صحةَ كُـلّ ما نقول، وما نقوله الآن”.
بهذه الكلمات لخّص فخامة رئيس الجمهورية اليمنية القائد الأعلى للقوات المسلحة المشير الركن مهدي المشاط، حقيقة ما يشاع من قبل تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي بشأن تهديد قوات صنعاء لأمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر، لتتضح الحقيقة جلية للعالم بعد مرور 8 سنوات، أن من يهدّد الملاحة الملاحية هو من يمارس الوحشية بحق أبناء الشعب اليمني متلذذاً بمعاناتهم وآلامهم وأوجاهم ويمارس كُـلّ أنواع القرصنة البحرية؛ مِن أجلِ حصار وخنق سكان هذه البلد ومنع سفن الوقود والغذاء والدواء من الوصول إلى ميناء الحديدة الشريان الوحيد المتبقي لملايين المواطنين.
كلمة الرئيس المشاط في العرض المهيب للمنطقة العسكرية الخامسة وألوية النصر والقوات البحرية والدفاع الساحلي والقوات الجوية والدفاع الجوي، الخميس المنصرم، في محافظة الحديدة، حملت في مضمونها دلالات عميقة ورسائل سياسية غاية في الوضوح لمن كان له قلب أَو ألقى السمع وهو شهيد، وكان من أبرز ما ورد في تلك الكلمة الحديث أن اليمن لم ولن يكونَ في يومٍ من الأيّام خطراً على أحد لم يتآمر على بلدنا ولم يشكّل أبداً خطراً على الملاحة الدولية في البحر الأحمر، وقت أثبتت السنوات الماضية صحة هذه الكلام، بل إن الخطر الحقيقي الذي يهدّد الملاحة الدولية في البحر الأحمر هو تحالف العدوان الذي يتلذذ وبكل وحشية وقبح وإجرام بمعاناة أبناء الشعب اليمني مستهدفاً كُـلّ مقدرات الحياة في هذا البلد وعلى مرأى ومسمع العالم.
من شاهد العرض العسكري المهيب للمنطقة العسكرية الخامسة بعد أن أماط اللثام عن أسلحة نوعية وفتاكة برية وبحرية وجوية يدرك أن قوات صنعاء اليوم ليس كما قبلها في 26 مارس 2015 من ناحية اكتساب التجارب والخبرات القتالية والتسليح النوعي وتعدد التشكيلات والاختصاصات التي أتاحت لهذه القوة الدفاعية أن تضطلع بأدوارها ومهامها، وأنها باتت قادرة الآن على ضرب أية نقطة في البحر من أي مكان في اليمن وليس من السواحل فقط، وهذا حق مشروع ومكفول للرد على جرائم وانتهاكات تحالف العدوان، فمن شاهد تلك الصورة سيعلم علم اليقين أن الجمهورية اليمنية هي الحارس الأمين للملاحة الدولية في البحر الأحمر وهي القوة الضاربة التي بفضلها سينكر كُـلّ المعتدين والمتحالفين ظلماً.
لقد حملت كلمة الرئيس المشاط في العرض العسكري المهيب على شاطئ البحر الأحمر بمدينة الحديدة رسالة أُخرى قوية مفادها أن اليمن الذي يواجه أعتى ترسانات العالم وأقبح أنظمة فوق المعمورة بات يمتلك اليوم قوة بحرية دفاعية قادرة على مواجهة أي خطر يستهدفُ المياه الإقليمية اليمنية بل قادرة على مواجهة أي خطر يهدّد الملاحة الدولية، ناهيك عن الأسلحة البحرية متعددة المهام والألغام والصواريخ طويلة المدى التي تم اختبارها في الأيّام الماضية وحقّقت بفضل الله نجاحاً باهراً، وباستطاعتها ضربُ وسحق هدفها في البحر بنجاح ومن أية نقطة في بلدنا.
ولمن فاته درس الرئيس المشاط حول الرجولة، فقد دعا في كلمته كُـلّ دول العالم أن يطمئنوا وأن يزيلوا من رؤوسهم كُـلّ ما يوسوس لهم تجاه تواجد قوات صنعاء في الساحل الغربي، التي ظلت تلتزم بضبط النفس وبكل بنود اتّفاقيات ستوكهولم، رغم استفزازات تحالف العدوان المُستمرّة في عرض البحر الأحمر والتحَرّكات الأمريكية الصهيونية من خلال تنفيذ مناورات مشتركة وترسيم دوريات على امتداد السواحل اليمنية.
وأخيرًا.. مثلما تعتبر القوات المسلحة اليمنية بمختلف وحداتها وتشكيلاتها البرية والعسكرية والبحرية هي صمام أمان الشعب اليمني ودرعه الحصين وسيفه البتار في وجه الغزاة والمحتلّين والطامعين، فَـإنَّها أَيْـضاً صمام أمان وحارس أمين في البحر الأحمر والمياه الإقليمية، تمد يدَها لمن أراد السلامَ وتقطعُ بيدها الأُخرى ذارعَ مَن أراد استهدافَ هذا البلد واستقراره أَو حاول العبثَ بأمنه، ولن يكون جيشنا إلا حَيثُ يريد اليمنيون وحيث يكرهُ الأعداء.