النظامُ السعوديّ.. ويتيماتُ خميس مشيط!..بقلم/ أُمَّـة الملك قوارة
فضيحةٌ مجلجلة وجرمٌ مشهود، يضاف إلى سجل آل سلول الأسود، حدثٌ لم يكن يُتوقع أن يحصل في دولة مسلمة، ناهيك عن دولة تسمي نفسها مملكة الحرمين!، حَيثُ تُنتهك أعراض النساء ويسطوا عليهن من قبل رجال الشرطة وعصابة من الذكور -رجال الأمن المشبوهين-!
وحصل أن دُهم دار الأيتام الخاص بالفتيات بخميس مشيط من قِبلِ شرطة النظام السعوديّ وجماعات مساندة لهم من الذكور، ودونما سابق إنذار منهم، علّ النساء يغطين أنفسهن ويسترنّ عوراتهن! تتعالى الأصوات ويشتدّ الصراخ، ويهب الذعر والهلع بين أوساطهن، وهنا ليس بسَببِ قصف طيران أَو وصول صاروخ مفاجئ؟! لا، بل كان هناك مَـا هو أفظع من ذلك! رجال الشرطة ومعهم جماعات ملثمة يباشرون الاعتداء على نساء الميتم بالضرب والسحب على الأرض، والشدّ على رؤوسهن وتجريدهن من عباءة الإسلام ثم الدوس عليهن وتقييدهن، وفتيات يحاولنا الهروب من هنا أَو هناك كي لا تقع تلك الأيد على أجسامهن الطاهرة فيسرع وراءهن جيش من الرجال! وأكثر من عشرة أشخاص يهرولون وراء فتاة واحدة فإذا ما أمسكوا بهن باشروا الضرب عليهن بالسياط والقيود وإزاحة خمرهن لتنكشف عوراتهن ثم سحبهن على الأرض وتقييدهن وجرهن كالحيوانات ودون مراعاة لأية كرامة للإنسان ناهيك عن كونها امرأة!
مَا الذي حدث وما الجرم الذي عملناه فتيات ميتم خميس مشيط ليُعتدى عليهن في صورة تستفز غيرة أي إنسان وتُناهض الأعراف ويجرّمها دين الإسلام وتُقبحها المبادئ الإنسانية! ألم يكن هناك شرطة نسائية لطالما تفاخرت بهن مملكة آل سعود وعرضتهن على وسائل إعلامها؟ فمَا الذي حدث اليوم لتجعل من فتيات الميتم لقمة سائغة بأيدي رجال شرطتها والعصابات المرافقة لهم في انتهاك واضح لحُرمهن والتعدي على كرامتهن، ودونما أي تدخل من الشرطة النسائية؟ ألم يكن الأجدر تدَّخُل شرطة النساء للتعامل مع نساء الميتم في حين ارتكبن أية خطيئة؟!
وهل دين الإسلام وسنة محمد بن عبدالله يسمحان بذلك، وَإذَا كان ديننا الإسلامي يحرم علينا التعامل بقسوة مع نساء وأطفال الكفار ويأمرنا بإكرامهم وحسن معاملتهم وشواهد الغزوات خير دليل وبرهان على ذلك، فما الذي شرع فيه آل سعود من الظلم والتعدي على حُرم نساء شعبهم ومن هن في كنفهم، إذ إنه دار ميتم؟!
إن دين الإسلام يتبرأ من فعلهم المقيت، وأعرافنا وقيمنا تستهجن ذلك الجُرم، ولقد قالت زينب الكبرى لجدهم يزيد “والله ما أظنك إلا خرجت من ملت أبي وجدي وما أنت إلا كذلك”، بُعِد عنهم دين الله بُعد المشرقين وتبرأت منهم ملت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- وبُعِدت الكرامة لمن لم تحم غيرته على ما حصل بنساء وفتيات ميتم خميس مشيط ولم يتخذ في ذلك موقفاً!.
في سابقة لم نرَ مثيلها في جريمة تهز عرش آل سعود المهترئ، وترمي بمبادئهم الزائفة ومعتقداتهم الباطلة أرضاً وتكشف زيف قيمهم المنسلخة عن دين الإسلام، إنها فضيحة آل سعود الخصبة بدار ميتم خميس مشيط والتي توحي بأن ما خفيّ كان أعظم!.
وإذا ما لاحظنا فهناك وعلى شواطئ السعوديّة يُكرم أهل الفسق بالنبيذ وحيث يُسمح لهم بالاختلاط الماجن وترتفع أصوات الموسيقى الصاخبة التي تُزين جلسات مجونهم، وهناك وفي السعوديّة أَيْـضاً يُجر العلماء إلى السجون قهراً، وتُنتهك حُرم النساء الطاهرات جوراً وظلماً وتُلوث كرامتهن وشرفهن بواسطة رجال الأمن وشرطة الملوك حماة الأعراض! وقبل هذا قد شرع ملوك الظلم والعهر في التعدي على أرض اليمن -بلد الإيمَـان ومنبت الرجال- بعدوان استهدف الأرض والإنسان وإنما كان ذلك نقمة من الله عليهم ليوقعهم فيمن سيسومهم سوء العذاب كما قال الله تعالى: {قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ}.
وهَـا هو التمكين يظهر جليًّا في بلدنا ليكون الرد على النفاق والظلم في أرقى مستوياته، ونحو تحرير بلاد المسلمين من أذناب اليهود وأذيالهم ورجسهم، وقبل القدس سيكون الفتح الأعظم في مكة بإذن الله، والعاقبة للمتقين.