الجيشُ الذي نبتَ من دماء الصمَّـاد..بقلم/ أحمد العماد
إنها أمانة الصماد، ومعراجه للشهادة! ارتوت بدمائه الزكية رمالها الطاهرة، فأنبتت جيشاً صلباً، وفولاذياً، وقوياً، حوّلها من عروسٍ يتسابق الطامعون على زفافها، إلى حارسٍ لا يجرؤ أحد على الاقتراب من سواحلها ومدنها.
نعم.. إنها الحديدة، لم تنبت ورداً لتستقبل به الأعداء، بل أنبتت جيشاً ليكون شوكةً في حلوق المعتدين، جيشاً-كما تحدث السيد القائد عنه-يتجه بمهامه من منطلق انتمائه الصادق والواعي لوطنه ولشعبه، ولهوية شعبه الإيمانية.
جيشٌ لشعبه ولوطنه، لا يحمل العُقَد العنصرية، ولا المذهبية، ولا المناطقية، بل هو جيش يتثقف بثقافة القرآن الكريم، ويتربى التربية الإيمانية، وينطلق المنطلقات السليمة.
جيشٌ ليس لخدمة المتآمرين، ولا المتكبرين، ولا لخيانة وطنه، ولا للاعتداء على أبناء شعبه.
جيشٌ حوّل أطماع الأعداء إلى أوهامٍ سرابية وخيبة أملٍ حقيقية!
جيشٌ ستواصل قيادته الثورية، والسياسية، والعسكرية، العمل على بنائه للوصول به إلى مستوى الردع الكافي للأعداء، وحماية البلد، والإسهام الكبير في دعم قضايا أمتنا الإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
هكذا تحدّث السيد القائد-في كلمته أمام العرض العسكري المهيب لمنتسبي المنطقة العسكرية الخامسة والذي حمل اسم: (وعد الآخرة) -عن الجيش اليمني، وعن مهامه، ومسؤولياته، وقدراته، ومستوى الردع المهم الذي وصل إليه.
ومع كُـلّ ذلك… يؤكّـد قائد الثورة: (نحن لسنا عدوانيين، نحن نواجه العدوان، ونتصدى للمعتدين، ونسعى لتحقيق السلام الحقيقي والمشرّف لبلدنا وشعبنا العزيز).
فإذا لم يفهم تحالف العدوان هذه الرسائل المهمة، ويغتنم فرصة الهدنة، فإن شعبنا بموقفه الحق، وقضيته العادلة، وقيادته الحكيمة والشجاعة، سيستمر في الدفاع عن حقوقه المشروعة وحريته واستقلاله، والسعي لرفع الحصار الجائر والظالم على بلاده، وكذلك في الدفاع عن قضيته المركزية، القضية الفلسطينية.
إن على العدوّ أن يفهم بأن جيشنا اليمني لم يقم بعروضه العسكرية لمُجَـرّد الاستعراض، فهو جيش واجه عدوان تحالفهم طيلة ثمان سنوات بصبر وعزيمة وبسالة، وقد تجرعوا شدة بأسه وقوته، وقد سبقت أفعاله أقواله، وما عملية نصر من الله والبنيان المرصوص وربيع النصر وأمكن منهم وفجر الحرية وفجر الصحراء عنكم ببعيد، فلا تجربوا المجرب، وخذوا العبرة مما مضى، وكفوا عدوانكم، وارفعوا حصاركم، واسحبوا كلابكم من كُـلّ شبرٍ من أرضنا، وإلا فستندمون، وستذكرون ما أقول لكم.