وعدُ الآخرة.. الوعدُ الحق .. بقلم/ محمد يحيى الضلعي
إنه الوعدُ الحقُ وليس مُجَـرّد صفوف لالتقاط الصور، بل هو الوفاءُ بالوعد ذاته والانتصار لمعركة الكرامة وسل السكين استعداداً للحظة الخلاص واستئناف الحرب في معركة التحرير الكبرى، النصر المؤكّـد، معركة القرن الحادي والعشرين، حتى يتعلم العالم فنون الحرب وأُسلُـوب الرجال في تطهير الأوطان والقضاء على الغزاة والعملاء ومن يدور في فلكهم.
لا يختلف العنوان على الواقع بل نطق بكل تفاصيله الثابتة غير القابلة للتزييف أَو الشك ولخّص كرمزية لما هو أجل وأعظم وأكبر ونقل الصورة التي يجب أن تكون، وهم يدركون ذَلك فبعد عدوان خارجي ممنهج غاشم بكل الأسلحة لتحالف قذر عمد لقتل الإنسان اليمني ومقدراته وبنيته التحتية دون أي مبرّر، وخلافاً لذلك استخدم كُـلّ وسائل الحرب غير المشروعة واستجلب جماعات إرهابية ونازية لقتل الإنسان اليمني في بلده نتيجة طمع السيطرة على الأرض وانتهاك العرض بغطرسة واستعلاء وارتهان على الباطل فأبطلهم الله وانتصرت الإرادَة اليمنية، وعلى خلفية الحرب والحصار ولأعوام عديدة طالبوا بالهُــدنة وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله ليتفاجأ العدوّ بعرض عسكري عنوانه وعد الآخرة وكأنها رسالة أخيره للعدو ليفهم أن قوة الإرادَة هي في مضمون الحق بأحقية الأرض أنها لأهلها وأن المحتلّ سيندحر ولو بعد حين.
تجلت كَثيرٌ من المعاني التي رسمت صورة ستبقى في مخيلة العدوّ أن الاستهانة بأصحاب الحق تعتبر هزيمة ومجازفة سيدفعون ثمنها الغالي، ولو استطاعوا لقالوا في إعلامهم تحريفاً كعادتهم عن العرض العسكري وعد الآخرة، لكن الصورة كانت أوضح وأبلغ وأحرجتهم، وقد عمل الرجال حسابهم لمثل هذا التأويل، فاعترفوا بالقوة لأحرار اليمن لكنهم قالوا هذا خرقٌ للهُــدنة وماذا عساهم أن يقولوا!
مثل العرض العسكري وعد الآخرة رصاصة في جسد العدوّ المنهك أصلاً والمهزوم سلفاً منذ بدء المعركة، فالخروج بهكذا قوة وبهذا الحجم من الرجال والأسلحة النوعية والمتطورة يعتبر انتصارا كبيرا بحد ذاته يضاف إلى سلسلة انتصارات الجيش اليمني، وفي المقابل يضاف أَيْـضاً إلى سلسلة هزائم العدوّ بالنسبة له، فقد وجدوا رجالاً كلما زادوا شدتهم كانوا أشد وكلما ضاعفوا قوتهم كانوا أقوى وكلما تعبوا كانوا أكثر اندفاعاً فهيهات أن تهزم هؤلاء.
إن المتأمل للعروض العسكرية الضخمة في المحافظات المحرّرة والحروب البينية في المحافظات الجنوبية المحتلّة بين المرتزِقة يدرك حقيقة الصورة، ويعرف اتّجاه الحق، ويجد نفسه حاضرا أمام تجليات الزمن ليتضح الحر المدافع عن وطنه والمرتزِق البائع له بثمن بخس، فكيف بعد هذا أن تدخل الحيرة قلوبَ البعض؟!
عشرات الآلاف من الرجال المقاتلون وصواريخ ودبابات وطائرات مسيّرة وألغام بحرية ومعدات ثقيلة ومتوسطة ومدرعات، كانت حاضرةً في العرض العسكري تبعث رسائلها الواضحة لمن لا زال يفكر في المساس بهذا البلد، وليدرك تحالف العدوان ومرتزِقته أن ما بعد الهُــدنة ليس كما قبلها، وأن الحربَ الحقيقية لم تبدأ بعدُ وأن الرجال كالأسود في أقفاصها منتظرون ساعةَ الصفر للانقضاض على فرائسهم من العملاء والمرتزِقة والمحتلّين، وأن الصواريخ تتأهب شوقاً في منصات الإطلاق ترقُبُ ساعةَ الحسم وأوامر القيادة لتغيير المعادلة وترتيب الخريطة مرة أُخرى لصنع النصر وتحرير البلد وطرد المحتلّين وتأمين كُـلّ شبر في هذا الوطن.
ما العرض إلا فيض من غيض، وأن ما نخبئُه لا يسركم بتاتاً أيها الأعداء، فتأهب أيها الشعب اليمني العظيم والصابر والصامد والمجاهد فقد اقتربت ساعة الخلاص وحانت اللحظة الحاسمة بعون الله وصدق الرجال وثبات الأبطال.