التزامُ حكومة الإنقاذ بالعهود والمواثيق .. بقلم د/ فؤاد عبدالوهَّـاب الشامي
نسمعُ يوميًّا أبواقَ العدوان تردّدُ أسطونةً مشروخة مفادها أن صنعاء لا تلتزم بأي اتّفاق أَو هُــدنة يتم عقدُها مع أي طرف منذ الحروب الست حتى الحروب الثماني.
ومع كثرة الترديد لهذه الأسطوانة اعتبرها البعضُ من الموالين للعدوان من اليمنيين أَو العرب موضوعاً مسلّماً به، ولكن في الحقيقة أن ما تتشدَّقُ به تلك الأبواقُ ليس صحيحاً، والصحيحُ أن من يعمل على إفشال أي اتّفاق أَو هُــدنة هو الطرف الآخر الذي كان يدخل في اتّفاق ونيتُه إما كسبُ الوقت أَو تخفيفُ الضغط عليه، فخلال الحروب الست كانت الدولة تعقد اتّفاقات مع أنصار الله تفرِضُ على الطرفين تقديمَ تنازلات فيقدم الأنصار التنازلات المفروضة عليهم ويرفض الطرف الآخر، ومع ذلك كانت الدولة هي من تبدأ الحرب من جديد، ومن يرغب في الحصول على مزيد من المعلومات عليه الرجوع إلى وثائق أَو صحف تلك المرحلة، وما حدث في الخمري مع أولاد الأحمر أَو في عمران مع قوات “الإصلاح” يؤكّـد التزامَ الأنصار بالاتّفاقات ونقضَ الطرف الآخر للمواثيق والعهود التي قدموها للوسطاء؛ على أملِ التخلص من الهزيمة التي كانت على وشك أن تصيبَهم، وهذا موثق بشاهدة الوسطاء أنفسهم.
وهناك عددٌ من القضايا التي يستشهدُ بها أبواقُ العدوان في هذا الموضوع، مثل الالتزام بمخرجات الحوار الوطني, والجميع يعرف أن الأنصار قدموا تضحياتٍ كبيرة للوصول إلى مخرجات يوافق عليها الجميعُ ولكن الرئيس الأسبق عبدربه منصور أراد أن يفرضَ موضوع الأقاليم بدون اتّفاق، إضافة إلى مواضيع أُخرى لم يتم الالتزام بها، وقضية اتّفاق السلم والشراكة التزم به الثوارُ ولم يتعرضوا لأحد ولكن الطرف الثاني لم يلتزم بما تم الاتّفاقُ عليه بتحريض من السفراء الأجانب.
والقضية الأخيرة التي يردّدها أبواق العدوان هي قضية الرئيس الأسبق علي صالح ويتهمون فيها الأنصارَ بنقض الاتّفاق معه ثم قتله، متناسين أن الاتّفاق ما يزال قائماً بين الأنصار والمؤتمر، والمجلس السياسي وحكومة الإنقاذ ما زالا قائمين، والذي حدث يعرفه الجميع بأن صالح أعلن تمرده على السلطة في صنعاء وحرّض أتباعه على الاستيلاء على المؤسّسات الحكومية ولكنه فشل وترَكَه جميعُ أتباعه يواجه مصيرَه المحتوم، وبعد الفتنة أطلق المجلسُ سراحَ كُـلّ من شارك فيها وانتقل معظمُهم إلى الطرف الآخر.
وفي الخلاصة نقول: إن أنصار الله وحكومة الإنقاذ يلتزمون بالعهود والمواثيق من منطلق قرآني قال تعالى: (وإنْ جنحوا للسلم فاجنح لها) وقال: (ولا يحيقُ المكرُ السيئُ إلَّا بأهله).