فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَا قِبَلَ لَهُمْ بِهَا .. بقلم/ خلود الشرفي
عروضٌ عسكرية مُهيبة، من طليعة الشباب المؤمن المجاهد، يكتسح الأبعاد ويفوق التوقعات، في ظل عدوان غاشم استهدف كُـلّ مقومات الحياه أرضاً وإنساناً، وطيلة ثمانية أعوام من الصمود اليمني الأُسطوري، ارتكب العدوان خلالها من جرائم الحرب والإبادة الجماعية ما تقشعر لهوله الأبدان، لقد استخدمت أمريكا وإسرائيل وحلفائهما من أذناب البعران كُـلّ الوسائل القديمة والحديثة، والأسلحة المتاحة والمحرمة، للقضاء على قوة اليمن العظمى المتمثلة في ترسانته القوية، وقواته المسلحة، لتجريدة من كُـلّ قوة يدافع بها عن نفسه، ويتصدى بها لمرضى النفوس، وسرقة الأوطان.. لكن لقد أثبت الواقع عكس ذلك، وشاهد العدوان بأم عينيه قوة اليمن تتنامى على مرأى منه ومسمع، وهو يتابع مشدوهاً تلك الجحافل الجرارة، وهذه التقنية الجديدة التي يمتلكها اليمن اليوم رغم الحرب والحصار، والتجويع والتدمير لكل ما من شأنه أن يساعد على نهوض اليمن ولو بمجال صغير، ناهيك عن أن يكون بهذا الاستعداد، وهذا التصنيع العسكري المثير للتساؤل والدهشة في آن معاً.
فهل يُعقل لمثل هذا الشعب الكادح الفقير أن يمتلك منظومة دفاعية وأمنية بهذا الشكل الذي لم يمتلك مثلها حتى في ظل النظام السابق، رغم سيطرته على كُـلّ اليمن شماله وجنوبه، شرقه وغربه، ذلك النظام العميل الذي باع الوطن وسيادته، وأغرق الشعب في وحل الديون الربوية التي تتعاظم آثارها حيناً بعد حين! وأدخل شعبه في متاهة لا آخر لها ولا نهاية! بل على العكس من ذلك، فإضافة إلى إنهاك المنظومة الدفاعية للوطن واهترائها آنذاك، فهناك ما هو أدهى وأمر، فقد تحولت تلك القوى العسكرية، والمنظومة المسلحة إلى وبالٍ وسخطٍ وعذابٍ ونقمةٍ على رأس هذا الشعب المسكين، فكم رأينا من حروب ظالمة يشنها عفاش وأتباعه على شعبه، وكلّ من يتجرأ على مخالفته أَو حتى إشارة من إحدى أصابعه إلى المجهول فسيكون جزاؤه الإعدام فورًا، كُـلّ ذلك بمباركة أمريكية وصهيونية بامتيَاز، لقد حوّل عفاش وجلاوزته مقدرات هذا الشعب ورجاله إلى خدم لهم لتحقيق مصالحهم، وحراس لمشاريعهم الخَاصَّة ونزواتهم الشيطانية، وكأن الجيش ملك للسلطان وحده، بدلاً من أن يكون السلطان نفسه حارساً لمصالح شعبه، وساهراً على أمنه ورفاهيته.. ولكن إذَا عُرف السبب بطل العجب، وماذا عسى أن نتوقع ممن نشأ وترعرع على بغض أهل البيت النبوي الطاهر، وانتقاصهم والتقليل من شأنهم؟! فالبديل المغلوط جاهز وعلى طول الساحة، فكان الفكر الوهَّـابي، والثقافة الدخيلة الذي أشتد عودها آنذاك وبأعلى مستوى، وأقوى نطاق، هي الكفيلة بمسخ هُــوِيَّة الشعب، وتدجينه لسلاطين الجور، وملوك الطغيان.. وفي المقابل نرى الأثر العظيم الذي أحدثته المسيرة القرآنية الخالدة، على أرض الواقع، وتجليات الأحداث، فها هو السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي -سلام الله عليه- يقول في ذلك العرض المهيب الذي شارك فيه بكلماته الباليستية القوية التي وضحت المسار، ووضعت النقاط على الحروف، نرى ذلك القائد الشاب العظيم يقول وبالحرف الواحد، وأمام مرأى ومسمع من العالم كله: “جيشنا لشعبه ووطنه”، نعم فليس هناك ثمة خطر على الشعب بعد الآن، فهناك ترسانة قوية من الشباب المؤمن المخلص، الذين تشبعوا بهدى الله سبحانه وتعالى حتى النخاع، من خلال تربية إيمَـانية راقية وبأعلى مستوى، ودروس محمدية علوية يشنف مسامعهم بها السيد القائد -يحفظه الله- كُـلّ يوم من درر الكلام، وجواهر الخطب، ونفائس الحكمة، وكنوز المعرفة، ليرتقي لديهم الحس الإيمَـاني والجهادي، وتصل لديهم هرمونات الهُــوِيَّة الإيمَـانية والشعور بالمسئولية إلى قمة القمة، وقد ظهر ذلك جليًّا واضحًا في “وعد الآخرة” الذي ترتجف من مُجَـرّد ذكره قلوب وأفئدة اليهود، وتتطاير عقولهم من هول المشهد، وأهوال اللقاء، فالوعد وعد الآخرة والله سبحانه وتعالى هو القائل في محكم الذكر المبين: (وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إسرائيل اسْكُنُوا الأرض فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخرة جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا).
فكان هذا إيذاناً بزوال كيانهم المؤقت، وانتهاء ملكهم المزعوم.
“وَعْدُ الآخرة” ذلك الاسم الذي تم اختياره بعناية، ليكون وساماً لأكبر عرض عسكري تشهده اليمن، في ظل عدوان عالمي، وحصار مطبق، ليكون إنذاراً لمن تسول له نفسه الطمع في يمن الإيمَـان والحكمة، يمن العروبة والإسلام.
ولا شك أن رسائل السيد القائد الثورية لها أهميتها البالغة، وأثرها العظيم، فهَـا هو يؤكّـد أن اليمن لن يكون في يوم من الأيّام خطراً على أحد ما لم تمتد يده إلينا بسوء، وأن جيشنا الحر العظيم سيكون من أعظم روافد النصر للقدس الشريف، وتحرير فلسطين من هيمنة الاحتلال وبراثن اليهود، وإعادة الهيبة لمكة المقدسة والحرم الشريف، بعد أن عاث فيه فساداً أبناء سلول وملوك العهر والفجور.
رسائلُ باليستية تحملُ في طيَّاتها الكثيرَ والكثيرَ من معاني القوة، والأكثر من معاني الصمود، وأكثر الأكثر من معاني الاستبسال والفداء، ورفع المعنويات، وشحذ الهمم، وليكن في المسجد الأقصى اللقاء.
وما النصر إلا من عند الله، والعاقبة للمتقين.